نقدم هنا بعض النصائح لمتبعي الجزء الأول من برنامجنا المعرفي السلوكي المقترح جدد علاقتك بأكلك وجسدك، والحقيقة أننا تعلمناها من خلال الممارسة العملية مع عددٍ لا بأس به من المريضات والمرضى، وقد تعلمنا الكثير أثناء التطبيق، وأصبحت عندنا بعض الأفكار عن عددٍ من النقاط والتفاصيل السلوكية الواردة في البرنامج هي مما يميل أغلب المتبعين إلى تقليل أهميته وعدم الالتزام به بالتالي، وسوف نحاول عرض أهمية تلك النقاط خلال هذا المقال، ونكرر التذكير هنا بأننا لا نقدم رجيما منحفا (برنامج حمية منحفة)، وإنما نقدم برنامج لإصلاح العلاقة بين الإنسان وجسده وبين الإنسان ومأكوله، ولما كان ذلك الإصلاح يقود بالضرورة إلى تحسن أداء الجسد فإن ارتداده إلى النقطة المحددة Set Point أمر متوقع، فإن لم يحدث من تلقاء نفسه أو كانت النتيجة أقل من المطلوب فإننا نضيف في المرحلة الثانية من البرنامج ما يجعل ذلك أكثر قابلية للحدوث. 1- من المهم جدا أن نتبع الخطوات المذكورة في الجزء الأول من البرنامج بحرفيتها، فمثلا لا يصح اعتبار الوضوء قبل الأكل أمرا اختياريا، وكذلك الامتناع عن أداء نشاط آخر أثناء الأكل كمشاهدة التليفزيون أو تصفح الإنترنت، فلابد من التفرغ التام لتناول الوجبة، ويقصد من ذلك تعزيز الوعي بالأكل والاستمتاع به. 2- لا يصح أن يختار متبع البرنامج طعاما دون آخر، فالمقصود بتطبيق مفهوم الرضا بالمتاح من الطعام أن نأكل ما يأكل منه الآخرون من من نعيش في وسطهم، وليس الفيصل المباح في اختيار نوع من الطعام وترك غيره إلا ميل النفس له فإن مالت نفسك لطعام متاح حلال عليك أن تأكله، وإن لم تقبله نفسك فلك ألا تأكله، ولقد علمتني خبرة تطبيق البرنامج ألا أقبل من مريضاتي الخائفات من زيادة الوزن تأجيل تخلصها من تقسيم الطعام إلى جيد وسيء حسب سعراته الحرارية، لأن النتيجة دائما كانت سلبية، وكن يخترن الجبن والزيتون ويتركن الأرز والبطاطس في مواعيد الأكل الرسمية، فقط ليسقطن ولو بعد حين في نوبات دقر (Binge Eating)كلها بطاطس أو كلها أرز أو كعك أو غيره مما يحرمن أنفسهن منه، سواء حدث ذلك في النهار أو أثناء نوبات الأكل الليلي أو المسائي Night (Nocturnal) Eating. 3- من المهم جدا أن نغير طريقة الجلوس للأكل، ويفضل تغيير الأداة المستخدمة لحمل الطعام إلى الفم، وكذلك الالتزام باستخدام يدٍ واحدة فقط، هي اليمين حسب السنة، والمقصود من كل ذلك هو تعزيز الوعي بالأكل وهو ما يسهل الشعور بالشبع، ويدرب الإنسان عليه، ومن المؤكد أن ذلك يكون صعبا جدا في أوقات الجوع أو الشهية الشديدة، ولكن تدريب النفس عليه ممكن واقرأ : ماذا نفعل مع الطعام في الأوقات الحرجة ؟ 4- كفي تماما عن تصفح مجلات الحمية المنحفة "الرجيم" والصور المنشورة فيها لأن كل هذه الصور مبنيةٌ على تلك الأرقام الجدولية التي ثبت بطلانها، بل إن المضحك هوَ أن متابعةَ أيٍّ من الجميلات الرشيقات اللائي ظهرت صورهن بعد اتباع البرنامج في تلك المجلات لمدة سنتين على سبيل المثال ستبينُ لك جيدًا أنهن كلهن تقريبًا قد عدن إلى صورتهن الأولى قبل البرنامج وربما إلى ما هو أسوأ منها، وكأن الصورة التي ترين تثبتُ ما هو غير ثابتٍ في طبيعة الأشياء!، فأنت عندما ترين الصورة في المجلة تحسبين صاحبتها على ذلك ما تزال وتحسدينها ما بينك وبين نفسك، مع أن الحقيقة غير ذلك وأنت لو سألتها بنفسك لأخبرتك بندمها على ما فعلت في جسدها، وكلما كانت الصورةُ أقدم عمرًا كلما وجدت صاحبتها اليوم أسوأ جسدًا ووجها وربما نفسًا! لأنك إذا تخيلت تأثير الصورة الجميلة الرشيقة عليك، فما بالك بتأثيرها على صاحبتها؟ ستجدين أنها عاشت حياتها ما بينَ برنامج حميةٍ منحفةٍ وآخر، وربما ابتلعت عقاقير وأعشاب ما أنزل الله بها من سلطان وربما عرضت جسدها لأخطار الجراحات إلى آخر ذلك مما هو حال التائهين في دوامات الحمية، ولا أعني بهذا الكلام أنني أقولُ لك أنك لن تصلي إلى ما تتمنينه لجسدك من مظهر، وإنما لكي أقول لك أن مدى استجابة جسدك للخطوات التي عرضناها في هذا البرنامج وحدوث نقصان في الوزن ومعدل هذا النقصان ومتى سيقف وزن جسدك عن النزول، كل ذلك يعتمد إلى حد كبيرٍ على عمر اضطراب علاقتك بجسدك وبما تأكلين، وكم حميةً منحفةً تابعت وكم مرةً تأرجح وزنك، كل ذلك يجبُ أن يكونَ في مخيلتك، ولكن الذي لا مجال للنقاش فيه هو أن تصحيح علاقتك بالأكل وجعلها متماشيةً مع سنة النبي المصطفى الذي لم يكن ينطقُ ولا يفعلُ عن الهوى!، سيتلوهُ تصحيحُ علاقتك بجسدك، وتقويم ذلك الجسد بالتدريج إلى أن يعود لطبيعته الجميلة التي هيَ خلق الله سبحانهُ وتعالى، واقرأ هنا أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا. 5- اجعلي هدفك هو الوصول إلى صورةٍ جميلةٍ متناسقةٍ مع صورة الأنثى الطبيعية وليست الأنثى المرسومة، وتأكدي أن الله سبحانهُ وتعالى خلقَ الجسد الأنثوي جميلاً، فابحثي عن الجمال في جسدك وستجدينه حاضرًا ما دمت تتبعين سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتدبري الحديث الشريف التالي: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله قال: "مر أخي عيسى عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان، فقال: ما شأنكما؟ قال: يا نبي الله هذه امرأتي وليس بها بأس، صالحة، ولكني أحب فراقها، قال: فأخبرني على كل حال ما شأنها؟ قال: هي خلقة الوجه من غير كبر، قال لها: يا امرأة أتحبين أن يعود ماء وجهك طريا؟ قالت: نعم قال لها: إذا أكلت فإياك أن تشبعين، لان الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر، ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم(بحار الأنوار). فهذا الحديثُ الشريفُ يربطُ بوضوحٍ بينَ الإمساك قبل الشبع والحذر من امتلاء المعدة وبينَ جمال جلد الوجه، وكل امرأةٍ تعرفُ أن جمال الجلد في الوجه لا يقتصر علي جلد الوجه بل غالبًا ما يكونُ جلد الوجه هو الأبطأ في التحسن، وتذكري أن الإمساك قبل الشبع يحتاجُ إلى الوعي ببدءِ إشارات الشبع والتي تحتاجُ بدورها إلى الوعي بعلامات الجوع والشهية قبل أن تأكلي. 6- وأما وزن جسدك فلا تقيميه فقط بالميزان ولكن بإحساسك أنت بخفته ورشاقته وقدرته على أداء ما تحبين من أفعال، وهنا تكمنُ المفارقة فأنت الآن –ما دمت التزمت بما سبق خلال الستة أشهر التي مضت- تحسين بالرشاقة بكل تأكيد، وتشعرين بخفة جسدك وقدرته على الأداء لكل ما تحبين أداءه، لكن الميزان لا يقول لك إلا أن وزنك يساوي كذا من الكيلو جرامات، وهذا الكذا تترجمينه أنت بسرعة بالنسبة لطولك حسب الجدول المشهور، فاسألي نفسك أنت من الذي يكذب حينَ يقول بأنك غير رشيقةٍ ما زلت؟ هل يكونُ من المنطقي أن يقول جسدي لي أنني الآن خفيف الحركة صحيح الأداء فأكذبه لأن الجدول يقولُ كلامًا آخر؟، الهدف إذن هو أن تعجبك صورة جسدك، وأن يستطيعَ ذلك الجسد أداء ما تحبين بخفةٍ ورشاقةٍ، فإذا كانَ هذا هو هدفك، وكان فعلك هو ما سبقَ من خطوات البرنامج على مدى ستة أشهر فتأكدي أنك حققت الهدف! ولا أقول ذلك فقط بل أضيف أن عليك انتظار أجر اتباعك للسنة النبوية من الله عز وجل وهو أكرمُ الأكرمين. ومرة أخرى سأنتظر مع أصدقاء مجانين جاهزا للرد على أسئلتهم والتعليق على خبراتهم ومناقشتها مع الآخرين، فنحن نتعلم ما نزال على مجانين ونريد خبراتكم لأنها تفيدنا فتواصلوا معنا على: