نعم .. بمناسبة رمضان وكل رمضان هذا هو تعليقي

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : MAHMOUD KHALIEL | المصدر : www.alameron.com

 

نعم ..... بمناسبة رمضان وكل رمضان , أعاده الله علينا واحنا بخير وسلامة وعافية , هذا هو تعليقي
نعم فهذا هو حالنا وسلو بلدنا
نأخذ من الدين الفروع ونترك الأصول
ومن الفروع نأخذ العبادات ونترك العقائد والمعاملات 
ومن العبادات نكتفي بأخفها حملا وأيسرها مشقة وأعلاها صيتا وسمعة , ثم نكتفي منها بالعبادات ( المرئية ) التي يشهدها الناس ويشهدوا لنا معها بالتقوى والصلاح 
فنجعلها هي كل الإسلام وأصله وفرعه ومأواه ومنتهاه 
فهي محور النقاش ومجال الحديث والبحث
وهي عنوان المسلم وجوهره 
فهذا ( شيخ ) لأنه يواظب على الصلوات في المسجد بعد أن أطلق لحيته وأسدل جلبابه 
وهذا ( حاج ) لأنه يحج إلى بيت الله الحرام كل عام 
وهذا الصائم الذي لا يترك صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع , وغالبا ما يتحدث بثواب الصائم وفوائد الصوم الصحية والنفسية والبدنية و... , ويوم المنى وساعة الهنا لما يتفضل عليه احد زملائه بكوب شاي أو قهوة  فيرفض ويقول له ( إني صائم ) وقد انتعشت نفسه ورقص قلبه زهوا وفخرا 
هذا هو حالنا ونحن نتلوا قوله تعالى ( ويل للمصلين , الذين هم عن صلاتهم ساهون , الذين هم يراءون ويمنعون الماعون ) 
ونحن نقرا ( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )
ونحن نتذاكر  قوله (ص) عن الناس في آخر الزمان ( يحج أغنياء أمتي للنزهة ويحج أواسطها للتجارة  ويحج فقراؤها للرياء والسمعة ) وفي رواية  ( يكون حج الملوك نزهة وحج الأغنياء تجارة وحج الفقراء مسالة ) ولا تجد متلاعب اليوم بقوت الشعب وأموال وأرواح الناس إلا وقد حج إلى بيت الله الحرام مرارا وتكرارا , كذلك انظر إلى عدد الحجاج الذي يتم إيقافهم في المطارات والجمارك وما بحوزتهم من بضائع وأجهزة كهربائية !!!, أما عن أعداد الذين يذهبون للتسول والمسألة فهي أكثر من أن تعد وتحصى
هذا هو حالنا , نعمر مساجد الله وبيوتنا خراب من الهدى
يطيع الرجل زوجته ويعصى والديه ويسعى في هلاك أخيه , ويجفو جاره , ويقطع رحمه 
معيشته من بخس المكيال والميزان , ومداهنة وكيله ورئيسه
هذا هو حالنا , ظهر الفساد في البر والبحر فلا منكر مغير ولا زاجر مزدجر , سلّط الله علينا ولاة ظلمة أحلوا علينا حرام الله فحللناه وحرموا علينا حلال الله فحرمناه , يأمروننا ليل نهار بالباطل فنتبعهم وينهونا عن الحق فننتهي , ومن أبى عليهم عادوه وآذوه في بيته وأهله وماله , فلا يجد له نصيرا ولا معينا
هذا هو حالنا , نتفقه لغير الله , وإنما طلبا للدنيا والرئاسة , ونوجه القرآن على الأهواء , وصار الدين بالرأي , نتعلم العلم رياء وسمعة , لنباهي به العلماء ونماري به السفهاء ونصرف به وجوه الناس إلينا
وهذا هو حال فقهاؤنا وعلماؤنا , ركنوا إلى السلطان وتقربوا إليه , وتركوا له ما خافهم عليه ملكه وسلطانه , فترك لهم ما حرصوا عليه مساجدهم ومكانتهم وأتباعهم وصلاتهم وزكاتهم , لا يتناهون عن منكر ولا يأمرون بمعروف , لا يدفعون باطلا ولا يدافعون عن حق , أبوا على أنفسهم حياة الأحرار لقسوتها , ورضوا بحياة العبيد الأذلاء بترفها وراحتها , !!! فأعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله !!! ولا حول ولا قوة إلا بالله