ما وراء الحدث
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
داليـا رشـوان
| المصدر :
www.alameron.com
لو وقفت في إشارة مرور تنتظر أن يُفتح لك الطريق ستشعر أن الوقت طويييييييييييل
أما إذا كنت تكتب رسالة على محمولك (مثلا) أثناء انتظار الإشارة فستشعر أن الوقت انتهى سريعا
نفس الموقف ونفس الوقت لكن اداركك له هو الذي اختلف بل كان ادراكا متناقضا من طوييييييل جدا لقصيييييير جدا
كل ما حولنا شبيه بذلك .. نفس الأحداث لكنها تختلف بإختلاف إدراكك ورؤيتك لها
فإذا أردت أن تعدل أحداث حياتك يمكنك أن تعدل زاوية رؤيتك لها فقط وستجد في ذلك الأعاجيب
.
أول ما شد انتباهي إلى هذه الفكرة الدعاء الذي سمعته من الأستاذ عمرو خالد وهو
:
اللهم ارزقني حبك وحب من أحبك
....
إن
رزقتني بما أحب
فاجعله قوة لي فيما تحب
وإن
زويت عني ما أحب
فاجعله فراغ لي فيما تحب
تأملت هذا الدعاء فوجدت ما يرسخه شئ رائع حقا
إنه يبرز شقين احدهما الواقع الذي يراه الجميع والآخر تعديل لادراك هذا الواقع ليتناسب مع حقيقة أخرى أكثر واقعية بين العبد وربه فقط، الجزء الأول إدراكك له أنه رزق تحبه النفس وشئ يمكن أن يلهيك من فرحك به لكن الدعاء يعدل من هذا الإدراك ليكون دافعا لك للعمل، أما الجزء الثاني فهو ضيق من ضياع شئ تحب وتغير ادراكك له على أنه فرصة للتفرغ لما يحبه الله مما سيؤدي إلى متعة أخرى لا يعلمها إلى من أسلم قلبه لله.
تلك هي الحياة وهذه هي الطريقة التي يجب أن تدركها به حتى تحدث توازنا بين انفعالاتك وأحداثها حتى لا يؤذيك فرح ولا يؤذيك حزن ولا ينسيك احدهما ما خلقت من أجله.
ربما هذه الكلمات لا تعبر بوضوح عن مقصدي لذا اليكم ما أردت إيصاله بالتطبيق العملي في حياتنا اليومية من جميع الجوانب
:
الشكوى
زوجة غاضبة لأن زوجها يتركها أوقات طويلة وهو مشغول في عمله وقليلا ما تراه ولا يهتم بها
يمكنها تغيير نظرتها إلى هذه الصورة برؤيتها كالآتي
:
لديها وقت كبير وحدها للإهتمام بنفسها وبأولادها دون إزعاج للزوج
الرجل إذا جلس في المنزل أصبح عبئا كبيرا على زوجته لكثرة انتقاده لها ولأولاده ولأحوال البيت لذا فهذه ميزة وليست عيب
عدم وجود الزوج باستمرار مع زوجته يجعل كلاهما في حالة شوق للآخر مما يعزز من العلاقة بينهما
أما شعور الزوج أن زوجته راضية وتشجعه على عمله ولا تشعره دائما بالتقصير كلما رأته فهذا يضيف شعورا بالتقدير والامتنان داخل نفس الزوج مما يضيف على العلاقة الزوجية ويزيد من الترابط بينهما
.
***
ما حدث هنا هو تبني لرؤية هادئة واقعية للصورة كاملة بعيدا عن التشنج والغضب من الموقف الذي وقع
وقد تعلمت من الدنيا أن كل واقع يوجد أسوأ منه فلا تنتظر أن يعلمك الله ذلك بزوال هذا الواقع وإبداله بالأسوأ وتعلم أنت أن تبحث عن إيجابيات حياتك واشكر الله عليها
.
وتطبيقا على المثال بأعلى
قد تظل الزوجة غير راضية إلى أن تدفع زوجها لتطليقها
والآن تحمل قلة وقت الزوج أفضل أم الطلاق؟؟
هذا ما قصدت
***
هناك تعديل فعلي وحقيقي آخر يمكن أن تقوم به وهو أن ترى الله في الأحداث
وأنواع ذلك
في رأيي كالتالي (م
صح
و
ب
ة
بأمثلة للتقريب
)
:
أن ترى الله في أفعال عباده فلا تتأثر بهم على أنها مسألة شخصية بينك وبينهم ولكنك تبحث عن ما يريده الله منك من خلالهم
إذا ظلمك أحد في عمل أو في غيره هل كان هذا الظلم ليحدث لولا أن أراده الله لك، هل كان أحد من البشر ليصل إليك لولا أن أراد الله ذلك، وإذا أراد الله أن يبتليك بهذا الظلم فتعاملك معه يجب أن يكون بتوطيد علاقتك به سبحانه القادر الوحيد على أن يرفع عنك ظلم من ظلمك ويحفظك من شره، وعليك أن ترد على هذا الإبتلاء بالصبر والاحتساب والتوكل واليقين في الله وفي قدرته، هذا اليقين الذي يجعلك تشعر بالأمان ولو كنت في صحراء ليس معك طعام ولا ماء ولكنك تعلم أنه لن يضيعك سبحانه وأن في لحظة ظم
ئ
ك سوف يأتيك عز وجل بما يرويك ولحظة جوعك سوف يأتيك سبحانه بما يطعمك ولحظة جرحك سوف يأتيك بما يداويك ولحظة ضيقك سوف يأتيك بما يفرج عنك
.
لم أقل هنا أنك لا تعسى في أسباب الدنيا ولكن لا تجعلها تأخذ من طاقتك، وتلهث وراءها كأن فيها نجاتك وتغتم إذا ضاعت منك، لأن المؤمن إذا انقطعت به الأسباب استبشر لأنه يعلم أن الله يحب أن يريه آياته وقدرته ويريه كيف يرزقه من حيث لا يحتسب
.
رؤية الله في الأحداث المحيطة
وكنت من فترة حين أرى حادثة في الطريق أفزع ويساورني شعورا بالحزن الشديد مع ضيق وإحساس بالظلم، لكن تغير ذلك بعد أن عرفت ربي فهو سبحانه لا يظلم أحدا، وأصبحت أقول لنفسي إما أن الله يخلص حق مظلوم من هذا السائق أو أنه يبتليه ليطهره ووقتها سوف يهون عليه سبحانه ويتولاه ويرزقه بخير مما ضاع منه، أو أن الله يريد أن يبتليه ليعود إليه ويترك ما كان فيه من معصية، وفي الثلاث احتمالات خير لذا كل رد فعلي أصبح محصورا في قول
"
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به عبادا غيرنا
".
ساعدني هذا الأسلوب على تقبل أحداث الحياة جميعها بشكل أكثر ثباتا وقلل من الجزع الذي يصيب الإنسان لحظة وقوع مصيبة سواء له أو لغيره، وليس معنى ذلك برودا في التعامل مع الأحداث ولكن فقط التقليل من إعمال العاطفة (التي تلغي العقل) لإتاحة فرصة التعامل مع الموقف بالشكل الذي يرضي الله وليس بالشكل الذي يخرج فيه إنفعالات فيما يغضب الله.
رؤية الله في
الكلام الموجه لك من أي مصدر
حين يأتيك صديق يتحدث معك ومضمون حديثه كنت تبحث عنه ولا يعلم عن بحثك هذا إلا الله
حين تفتح ايميل عشوائي فتجد أن مضمونه متعلق بك
حين تفتح التليفزيون فتجد برنامج كله يتحدث عنك (عن قضية شغلت بالك)
حين تكون مكتئبا فتجد من يأتي ليقول لك كلمة ترفع معنوياتك دون أن يدري ما يفعل
أن تدرك أن كل ما التقطته عينيك وأذنيك هي من الله وكم هي كبيرة وعظيمة أن تشعر بتواصلك مع الله بهذه الطريقة
إنها ليست افتراضات وليست نظريات
ليس هناك شئ اسمه صدفة، وكل ما وقعت عيناك عليه أو سمعته اذناك قدره الله لسبب ولا يفعل الله أفعالا عشوائية أو بلا هدف حاشاه ولكنك ببساطة لا تدرك هذا الهدف في حينه، وهذا ليس مع فئة خاصة من الناس، هذا يحدث مع الكل والفرق أن هناك من اراد الله أن يستبصر بما يحدث حوله فيرى ما أقول وهناك من لا يريد أن يلتفت له فيصرفه الله عنه وهناك من يرى لكنه لا يستطيع أن يصدق لأنه لا يعلم عن أفعال الله مع عباده إلا القليل.
وحين ركزت في هذا المبدأ وجدت من خلاله أشياء كثيرة كانت رائعة لا أستطيع سردها هنا لأنها حياة ولكني سأعطي بعض الأمثلة التي تبدو أحداثا بسيطة غير ملفتة إلا أن ادراكها يعني الكثير، وكمثال: أراد الله أن يطلب مني أحد أفراد أسرتي طلبا عجيبا اضطرني أن أبحث في أماكن لم أكن لأفكر فيها فرأت عيني مفتاحا في هذا المكان ولم أكن أعرف أنه هناك، وبعدها بيومين وجدت حاجة ملحة لهذا المفتاح، ولولا أني رأيته مسبقا لما استطعت أن أجده، أو كارت باسم شخص له وظيفة ما فأضعه معي وبعدها أجد من يحتاج إلى صاحب هذا الكارت بشدة.
وأهمية متابعة هذه الأحداث والوعي بأبعادها وربطها بالله تجعلك تشعر أنك 24 ساعة في معية الله بشكل مادي تستطيع أن تلمسه وتطمئن له ويزيد من يقينك في الله أكثر مما تتخيل، واحذر من أن الشيطان يحاول دائما بكل طاقته أن يحول بينك وبين اقتناعك بهذا المبدأ وسيردك إلى مبدأ الصدفة لأنه يعرف أن ادراكك لهذا المعنى الجميل سوف يزيدك إيمانا، لذا يجب أن تستعيذ بالله ولا تنجرف وراء فكر الصدفة لأنه ليست هناك صدفة على الإطلاق.
وكثيرا ما جمعني الله باحدى زميلاتي في العمل لا ألقاها بطبيعة الحال فأجد الحديث يسير في اتجاه ما في الدين فتقول لي هل تعلمين أني كنت أفكر في هذا الموضوع بالأمس ولم أجد له تفسير؟ أو تقول لي أخرى لقد كنت أريد أن أتقرب إلى الله وأحاول في الفترة السابقة تجديد نفسي وسبحان الله أنت رابع شخصية في خلال يومين تحدثني في نفس هذا الموضوع؟ لو حدث مع أحدكم هذا فإن هذا دليل على أن الله يحبه ويريده أن يسلك مسلكا يرضاه ولكن فلتحذر شيئا هاما يا من حدث معك هذا وهو أن الله إذا أراك الحق وعلمت أنه الحق فقد أصبحت محملا بمسئولية اتباعه وإلا صار هذا اللقاء وهذه الكلمات التي سمعتها حجة عليك في الدنيا والآخرة، والله يعطيك فرصا عديدة يبين لك فيها الحق فإذا أعرضت أو تكاسلت فتحمل تبعيات اعراضك.
رؤية الله في حدث أصابك
سيارتي اشتريتها عالزيرو ودفعت فيها كل ما أملك واقترضت الباقي وكانت عملية شراء اضطرارية لظروف شديدة اصابتني، وبعد شهور قليلة "جدا" ذهبت إلى التوكيل لعمل الصيانة الدورية وما كانت لتأخذ إلا فترة زمنية قليلة ولكن وقت انتظاري طال ومرت أكثر من ساعتين وطوال كل هذه الفترة استحييت أن أسأل عنها ولكني قررت أن أرى ماذا يحدث فوجدت العاملين في حالة ارتباك شديد وجاءني مدير الصيانة وأجلسني وهدأ من روعي مما زادني قلقا ثم قال لي أن سيارتي أثناء إدخالها إلى الصيانة أخطأ العامل ولم يضع أرجله على الفرامل في الوقت المناسب فدخلت بسرعتها في عمود داخل التوكيل، وطبعا كل هذا الوقت كانوا يحاولون أن يجعلوا شكلها مقبولا إلى حد ما حين أراها حتى لا تكون ردود أفعالي عنيفة تجاههم لأن السيارة كانت فعلا كانت مدمرة.
ولكن لم يتبادر إلى ذهني وقتها إلا أن الله كتب لي حادثة كبيرة ورحمته بي جعلت الحادثة دون أن أكون فيها فلا يؤذيني أحد ولأني لن أستطيع دفع تكاليف إصلاحها فقد جعلها تبدو هكذا حتى يدفع التوكيل ثمن الإصلاحات، لذا أول ما قلت الحمد لله، ولكني لم أنطق بكلمة واحدة أمام عمال التوكيل حتى يشعروا أني غاضبة ويحاولوا بكل طاقاتهم إرجاعها كما كانت واعتقدوا أن الصدمة أصابتني بالصمت التام.
هذه الفكرة كانت محط لوم المحيطين بي وقتها ولكني لم أعبأ بذلك، وظللت أفكر في هذا الموقف حتى الآن فعلى الرغم من أن الفكرة التي جاءتني وقت الحادث كانت تلقائية إلا أنني ظللت أتعلم منها وأحاول رؤية أحداث حياتي بنفس المنطق، ومع أن بعض المواقف التي قابلتها كان يتقطع فيها قلبي بل جاءت علي لحظات تمنيت فيها الموت إلا أنني بيقين شديد أتذكر أنني في قمة مأساتي قلت لمن حولي "أنا أعلم أنني بعد فترة وجيزة سوف أقول لكم جميعا أن هذا الموقف هو أفضل ما حدث لي وأقسم لكم على ذلك وإنما أبكي لأن مشاعري غلبتني" والله شهيد على هذه الجملة، الحدث كان بالفعل مأساويا ولكن الطريقة التي ثبت بها أن تبعيات هذا الحدث أنقذتني من مصائب لا محال لها زادت يقيني يقينا حتى أنني كلما ظننت أن يقيني في الله ليس بعده يقين يأتي حدث آخر وأجد أنني زدت يقينا.
موقف آخر من المواقف اللانهائية التي احتواتها سنين عمري القليلة عددا الكثيرة أحداثا وهو إنشاء موقعي على الإنترنت، فقد كان يحتاج مني مجهودا كبيرا وخوفي من هذا المجهود كان يجعلني أسير بخطا بطيئة في تحضير المواد في ملفات منفصلة على جهاز الكمبيوتر الخاص بي، وتبقى تصميم الصفحات وترتيب صفحة البداية والروابط بها وعمل الفهارس وتنظيم الموضوعات وكل هذا باللغة البدائية التي استخدمتها مما يعتبر مشقة كبيرة، وفجأة مرضت مرضا غريبا فقد أصبت بباكتيريا تسببت لي في آلاما شديدة اضطرتني لأخذ أجازة من عملي لمدة خمسة أيام ولم أكن أستريح في نومي وأفضل وضع لي كان الجلوس فقلت في نفسي ربما اراد الله هذا المرض حتى أتفرغ للجلوس وإنهاء مهمة الموقع وبالفعل جلست أربعة أيام ليل نهار أعمل فيه، وكان مرضي بالفعل لهذا الغرض، وكنت أثناء العمل في الموقع أسمع نغمة تدل على ميل جديد فانظر فيه فأجده يحتوي على المعلومة المناسبة في المكان الذي وصلت له في تصميم الموقع فأضيفها ولم يحدث ذلك مرة أو مرتان بل كان الموقع كله هكذا، كلما احتجت شيئا جاء لي دون تعب أو مجهود، كنت فقط أداة لله رب العالمين ولازلت وادعو الله أن أظل هكذا حتى يقبض روحي.
كل ما أردت قوله من سرد هذا الموقف هو كيف تنظر بزاوية أخرى لأحداث حياتك فتحولها من مأساة مرض أو صدمة حادث إلى موقف له مكاسب مادية ومعنوية.
هناك ما يعوق تغيير الرؤية وهو الصحبة
الصحبة لها تأثيرا شديدا على أسلوب إدراكك للأحداث فإذا كانت صحبتك شخصيات شكاكة فستسيطر عليك نظرية المؤامرة في كل شئ، ولو كانت صحبتك متشائمة فستدرك الأحداث بقتامة شديدة وتتوقع الأسوأ ولو كانت صحبتك متفائلة فستجد نفسك في حالة استبشار دائم كلما أصابك الإحباط استطاع من حولك احتوائك ودفعك إلى العمل والإنجاز، وإذا كانت صحبتك ليس لها علاقة بذكر الله والإلتزام بما فرضه الله فستجد نفسك تعقد مقارنة بينك وبينهم وتشعر أن شرع الله جائر لأنه حرمك الحرية التي يعيشها أصدقائك (كذلك للأخوات المحجبات التي تتمنى احداهن خلع الحجاب مثل صديقاتها) وإذا كانت صحبتك مداومة على أي عمل فيه ذكر لله وفيه رضا منه فستجد نفسك تحاول أن تصل إلى مستوى أصدقائك ولن تفكر أبدا في التخلي عن مستواك بل ستتسابق لتصبح أفضلهم عند الله.
تأثير الصحبة ليس سببه ضعف في شخصيتك ولكن لأن الإنسان يجلس مع أصدقائه فترة طويلة ويصبح الجو الذي يخلقونه بأماكن خروجهم وحواراتهم وأسلوبهم في المعيشة هو عالم تراه بأعينهم وله منطقا يحتويك داخله حتى لا ترى غيره، وموقفك من هؤلاء الأصدقاء هو واحد من اثنين لا ثالث لهما، فإما أنك تريد صحبتهم فتحاول التطبع بطباعهم حتى تستمتع بمجالستهم لأن مخالفتهم طول الطريق سوف تجعل من صحبتهم صحبة غير ممتعة فتتحول إلى الخيار الثاني وهو أنك لا تستطيع التطبع بطباعهم فتبتعد، ولا يمكنك أن تقول لنفسك أنك تستطيع أن تحافظ على طباعك في حال كانت مختلفة عنهم وأنت باقٍ معهم، فلا يمكن لنفس بشرية الصمود أمام مناخ اندمجت معه، وإن أصررت على الإستمرار معهم فكل ما سيحدث أنك ستنجذب بشكل غير محسوس لك ويشعر به آخرون بعيدين عنك، وهنا الخطورة لأنك تظل مقتنعا أنك كما كنت ولم تتغير حتى تكتشف يوما أنك أصبحت واحدا منهم بكل جوارحك دون أن تدري.
إذا أردت أن تدرك الحياة بشكل مختلف فأولى خطواتك أن تختار صحبتك