أوضح سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء: أنه من المعلوم بالأدلة من الكتاب والسنة أن التقرب بالذبح لغير الله من الأولياء أو الجن أو الأصنام أو غير ذلك من المخلوقات شرك بالله ومن أعمال الجاهلية والمشركين. واستشهد سماحته على ذلك بقول الله عز وجل: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[1].
وفسر سماحته النسك هنا بأنه الذبح وقال: بين سبحانه في هذه الآية أن الذبح لغير الله شرك بالله كالصلاة لغير الله.
كما استشهد سماحته بقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[2]. وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: أمر الله سبحانه نبيه في هذه السورة الكريمة أن يصلي لربه وينحر خلافا لأهل الشرك الذين يسجدون لغير الله ويذبحون لغيره.
وعاد سماحته مجددا ليستشهد بقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[3]، وقوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[4]. وأشار سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية إلى أن الآيات في هذا المعنى كثيرة. وقال: أن الذبح من العبادة فيجب إخلاصه لله وحده.
ونقل سماحته ما جاء في صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله من ذبح لغير الله)) [5].
[1] سورة الأنعام الآيتان 162 – 163.
[2] سورة الكوثر الآيتان 1 – 2.
[3] سورة الإسراء الآية 23.
[4] سورة البينة الآية 5.
[5] رواه مسلم في الأضاحي برقم 3658، والنسائي في الضحايا برقم 4346، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة برقم 1238.