بدأنا في الحياة الطبيعية مع أول طفل (ولخمته) فالأم لاتزال تفتقد خبرة التعامل مع هذا الموقف وتركز كل مجهودها لتحافظ على هذا الضيف الجديد الذي لا يعرف غيرها ولا يملك أي شئ لنفسه إلا أن تقوم أمه له به، ومع هذا الوضع تعود مرتبة الزوج إلى المرتبة الثانية بعد أن كانت الأولى قبل مولد هذا الطفل هذه المرتبة التي ستتراجع مع الوقت إلى الثالثة أو الرابعة وليس هناك أمل أن تعود للأولى ابدا.
الوضع حاليا هو أن الأم مهتمة بابنها وكل وقتها له وليس لديها الوقت للاهتمام بزوجها او بيتها، وبهذا الجو النفسي الذي يعتقد الزوج أنه مؤقت وأن الوضع سيعود إلى ما كان عليه تبدأ الزوجة في اعتبار أن الزوج شكل مكمل ليست له حقوق ولكن عليه مساعدتها في كل شئ وتحملها في كل شئ دون اعطاءه اي شئ، بالاضافة إلى أنها تهمل في وزنها وتهمل في نظافتها وفي زينتها لزوجها وفي اهتمامها بأموره زوجها واشعاره بالاحتواء.
هنا نسيت الزوجة أن الزواج سكنا للطرفين ومودة ورحمة وأساس الزواج أن يعف كلا الزوجين الآخر، وأن يفرغا طاقتهما معا فلا يخرج أحدهما من البيت وهو يحتاج أن يتحدث أو يشتكي إلى زملاء العمل أو الأصدقاء في شئ واختلاس النظرات إلى من لا يحل لهما، فيعودا إلى البيت بدون فعل ما يغضب الله يغلقان عليهما بابهما لا يعرف أحد عنهما شئ.
أخوتي أليس هذا هو لب المشاكل بين الأزواج والزوجات المرأة التي سارت في هذا الطريق اعتبرت أن زوجها مضمون وتصرفت على هذا الأساس، فإلى أين سيذهب؟ مهما تأخر فإنه عائد إلى بيته رغما عنه؟ هذه مسئوليته وهي أم ابنه؟ ومع هذا المناخ الداخلي يتلاشى الاحساس بالحب الرومانسي، وقد كان هذا الحب هذا أحد العناصر التي تمتص أي خلافات، لذا تجد أقل موقف انقلب إلى كارثة، فالحياة أصبحت بلا طعم ومعنى ولن تصمد أمام أقل العواصف. هناك مشكلة أخرى وهي أن مع الوقت والتحمل ينقلب الحب إلى كراهية وبغض لهذه المعيشة وللزوجة، وربما شعرت الزوجة بهذا وحاولت اصلاح نفسها ولكن المشكلة أن غالبا يكون بعد فوات الأوان، والضرر الذي حدث في نفس الزوج لم يعد قابلا للانعكاس.