لماذا لم يعد لعفاف الرجل أي قيمة او احترام؟
ولماذا أصبح الرجل العفيف الذي يترفع عن شهوانيته مثيرا للدهشة ومشكوكا في أمره؟؟
لماذا صار الرجل الذي لم يمارس الجنس بطرق غير مشروعة قبل الزواج رجلا أبله في نظر بعضهم؟
لماذا صار الرجل الذي لا يخون زوجته جبان يخاف أن تكتشف زوجته امره او يشك في رجولته؟
مجتمعنا يهتم كثيرا بعذرية المراة لكن لماذا لا أحد يتكلم عن عذرية الرجل ؟
ففي زمن الانفتاح والتطور ,انتشرت كافة الوسائل التي تسهل الوقوع في الحرام ,فقد اصبحت المغريات تحيط بنا من كل جانب ,ولم تعد صعبة المنال فلا يوجد اسهل من الطرق غير السوية,التي تجر الانسان الى الرذيلة. لكن هذه ليست حجة لتبرير المعصية ,وان كانت المغريات نفسها يتعرض لها النساء والرجال,فهما متساويان في الجزاء والحساب وفقا للحكم الالهي في قوله تعالى: (وقل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن) ولما كان الأسلم والأعدل في تصرفاتنا ان نقيسها وفقا للحكم والتشريع الالهي ,نرى أن في التنزيل دلالة واضحة على تعميم المفهوم على الرجل والمرأة. قال تعالى: {والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا}[الأحزاب:35]. اذن عفة الرجل لا تقل أهمية عن عفة المرأة,و لا تقلل من رجولته لذلك كما يطلب العفاف من المراة ,يطلب أيضا من الرجل . ويجب أن نعمم مفهوم العذرية ليشمل الرجل والمرأة معا,حتى تصح المعادلة . لكن في مجتمعاتنا الشرقية حيث اختلت المفاهيم , وأصبحت العفة مطلوبة فقط من المراة , فهي رأس مالها وأساس شرف أسرتها , اما عفة الرجل فحدث ولا حرج, فلا شيء يعيبه انطلاقا من مبدأ أن أي معصية تباح ان كانت لا تفضح أمام الناس. فهذه دعوة للجميع لطلب العفة والتمنع عن الحرام ,وان نلغي المفهوم الشائع أن عفة الرجل هي شبهة يخجل منها الرجل ويتجنبها حتى لا يتهم بالغباء وقلة الثقافة وفقر التجربة. عفة الرجل تعني حشمته وهي خلق كريم تزين صاحبها ,بها يحفظ الايمان ويستقيم المرء ,ويستعصم عن الاثم وسخط رب العالمين ويحفظ صحته من الامراض. والعفة تبدا من القلب لتصل الى مستوى الجسد,وهي في الرجل دليل واضح على قوة شخصيته وترفعه وامتناعه عن الفواحش من الأعمال,واخماد الاحساسات الشهوية وتهذيب النفس من الانجرار وراء اهواءها , فالانسان العفيف هو العاقل القادر على التحكم بكل ميوله وغرائزه ,والذي لا يقبل باشباعها الا بما يرضي الله . هو انسان صابر نزيه يترفع عن الوقوع في رذائل الامور,ويتسامي على شهوته,وهو يتصف بخلق نادر لا يقدر عليه الا قوي الايمان . و في التنزيل دعوة لكل عازب {و ليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً } فسره ثعلب فقال: و ليضبط نفسه بمثل الصوم فإنه وجاء. والعفة مطلوبة من المتزوج وغير المتزوج, فكم من الرجال يخونون زوجاتهم ويتفاخرون في مجالسهم بمغامراتهم حتى لا يظهروا امام الآخرين أنهم أقل منهم منزلة أو أن ينتقص من رجولتهم أو ان يصبحوا موضع سخرية . أخي العزيز أسألك أن لا تضعف وأن تحافظ على طهرك وعفافك ,وأن لا تضعف أما المغريات ,وحاول أن تقوي ايمانك بالله, فان ضعفت انتذكر أن الله يراك وستسأل وسنسأل جميعا عن أعمالنا ولن تشفع لك رجولتك في ان يغفر لك ربك فالكلام الالهي واضح,وليست العفة مطلبا من المرأة فقط انما هي واجب على كل انسان . ولا تجعل من المجتمع محاسبا لأعمالك فان كنت نجيت من حساب الدنيا فلن تفلت من عقاب الآخرة ,وتذكر ان الموت لا يستئذن صاحبه ومتى حضرك لن يؤخرك حتى تتوب . {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } فان رضيت باخبث الاعمال فلا تنتظر ولا تطلب الطيب من الرزق وتذكر أن الجزاء من جنس العمل ,فان ابتليت لا تنتظر أن يرزقك الله بزوجة صالحة, فان الله تعالى يقول في سورة النور (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ) " اللهم إني أسألك العفة و الغنى " نسأل الله أن يصرف عن شباب المسلمين كل مكروه وسوء. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.