مسائل متفرقة تتعلق بالمقابر وأحكامها
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
نصلي مع جماعة قبوريين يعتقدون في الأموات بأن لهم صلاحية الضر والنفع والبركة، والمكان الذي نصلي فيه توجد به قباب مدفون فيها عدد كثير من الناس من هؤلاء الذين يسمونهم بالصالحين والأولياء، ومكان المصلى لا يبعد شيئاً عن المكان الذي نصلي فيه؛ فهل الصلاة في هذا المكان جائزة، وهل هذا المكان من حرم المقابر؛ لوجود هذه القبور داخل القباب بالقرب منه أو لصيقةً بالمكان، والمسجد أيضاً في نفس المكان، هل يعتبر من حرم المقابر، وهل الصلاة فيه جائزة، ولا يوجد مسجد آخر في القرية إلا هذا المسجد؟
هذا المكان لا يصلى فيه لأنه مقابر، والصلاة فيها باطلة، النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: (لا تصلوا على القبور ولا تجلسوا عليها) وقال عليه الصلاة والسلام: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) خرجه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة السلام: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق على صحته، فلا يجوز الصلاة في هذا المكان الذي فيه القبور ولا بناء المسجد فيها، ولا بينها، بل يجب أن تكون المساجد في محلات بعيدة عن القبور لا تكن في المقبرة، بل بعيدة عن القبر، أمامها أو خلفها أو عن يمينها أو عن شمالها وأن تفصل عنها المقبرة, ولا يجوز الصلاة في المقبرة ولا البناء فيها، بناء المسجد فيها، كل هذا منكر وباطل نسأل العافية، ومن وسائل الشرك نسأل الله العافية، والدعاء للأموات والاستغاثة بالأموات من الشرك الأكبر، دعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم هذا من الشرك الأكبر عند جميع أهل العلم فيجب على المسلم أن يحذر هذا، ويجب على من يأتي القبور لهذا الأمر أن يتوب إلى الله؛ لأنه شركٌ أكبر هذا عمل الجاهلية، دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والنذر لهم والذبح لهم، هذا من جنس شرك المشركين الذين قال الله فيهم سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ، وقال فيهم سبحانه: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا لشركهم وكفرهم نسأل الله العافية، فالواجب على جميع المسلمين في كل مكان أن تكون مساجدهم بعيدة عن القبور، وأن لا يصلوا في القبور، ولا يجلسوا عليها، ولا يبنون عليها، بل تكون مسقوفة ليس عليها بناء، ولا يصلى حولها، ولا يبنى عندها مسجد، كل هذا منكر، أنكره النبي -صلى الله عليه وسلم-وحذر منه. إذاً تنصحون من عنده مسجد كهذا المسجد تنصحونهم بهجره أو هدمه سماحة الشيخ؟ نعم، يجب هدمه وإزالته وأن تقام المساجد في محلات بعيدة عن القبور ليس لها صلة بالقبور. قد يتكلف الناس في بناء المساجد وحينئذ يكون هذا عائقاً فبماذا تنصحون الناس حول هذا الموضوع جزاكم الله خيراً؟ يصلون في محل بعيد عن المقابر ولو ما بني يجعلون أرض يصلون فيها ولو خيام حتى يعينهم الله على البناء، المقصود أن يصلوا في أرض طاهرة طيبة ليس فيها مقبرة حتى يعينهم الله على البناء، وإذا جعلوا فوقها خيمة أو شيء من الجريد أو سعف النخل حتى يقدرهم الله على البناء كله طيب. وهذا أفضل من مسجد فيه قبور؟ هذا هو الواجب، المسجد الذي فيه قبور هذا باطل ومنكر، لا يجوز. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير. مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء شكراً لسماحته وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن لمتابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.