يدين عبد العزيز لوالدته بالكثير مما تعلمه في شبابه، وهو نشأ على حب القراءة ومطالعة الكتب، ثم أضاف إلى ذلك حبه للكمبيوتر ومنه دلف إلى عالم إنترنت
بعدما تحكي وتكتب عن قصص كثير من الناجحين، يدفعك الفضول، أو لعله الشوق، لتتساءل ماذا عن قصص أبناء جلدتنا من العرب؟ لم أبلغ من الشهرة بمكان حتى أحاور الشيخ محمد بن راشد، عبقري دبي، أو مواطنه الشيخ لوتاه، أو عبد العزيز الراجحي، لكن حتى يحين الوقت، دعونا نقرأ عن شاب عربي يتلمس خطى النجاح، على درب مُبشر ندعو الله أن يثبت عليه، ونشير إليه يومًا بالبنان. اليوم نحكي قصة عـبـد العـزيـز العـنـزي، مؤسس متجر كتابي الإلكتروني في الكويت. عبد العزيز من مواليد ديسمبر 1981، وبسبب ظروف دراسة والده العسكرية، جاءت ولادته في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قضى بها عامًا بعد ولادته، ثم رجع لموطنه الكويت، على أنه عاد لأمريكا مرة أخرى من أجل الدراسة الجامعية. لا يذكر عبد العزيز عن طفولته ما يدل على ولعه بالتجارة أو نبوغه فيها، لكنه كان يراقب ويتابع ويتأمل أخبار الكثير من المشاريع التجارية الناجحة، والتي كان يعلم في قرارة نفسه أنه سيدخل معتركها في يوم ما. يؤمن عبد العزيز أن الغربة مصانع الرجال، ولذا اختار الغربة ليطلب فيها العلم، وبالتحديد جامعة ساوث فلوريدا في مدينة تامبا، التي ذهب إليها بعد دراسة دامت سنتين في جامعة توليدو الواقعة في ولاية أوهايو. شكلت هذه الحقبة الولادة الحقيقية لعبد العزيز حيث تفتحت عينه على الحياة، وتفجرت فيه روح المغامرة والتطلع لاستكشاف العالم الذي يعيش فيه. بعض الشباب يتفاعل بشكل سلبي مع الغربة، فلا يقدر الفرص التي سنحت له، وبدلاً من أن يضيف للحياة يصبح عبئاً عليها، على أن عبد العزيز الذي درس الهندسة أقبل بشغف على تجربته الجديدة، وتمتع بها واستفاد منها وتعلم الكثير، ما ساعده على أن يدخل معترك التجارة والمشاريع الخاصة. يدين عبد العزيز لوالدته بالكثير مما تعلمه في شبابه، وهو نشأ على حب القراءة ومطالعة الكتب، ثم أضاف إلى ذلك حبه للكمبيوتر ومنه دلف إلى عالم إنترنت، ولكن نصيحة صديق هي ما دفعه لأن يخطو الخطوة الإضافية نحو مشروعه الخاص. بحكم الدراسة في الخارج، تعامل عبد العزيز مع عالم التجارة الإلكترونية، وهو كان زبوناً دائماً لأكثر من متجر إلكتروني، ولذا لم تحتاج الفكرة لأكثر من شهرين حتى تختمر في رأس عبد العزيز، وبدون دراسة الجدوى أو السوق، اعتمد عبد العزيز على حدسه الداخلي وقرر أن يبدأ العمل على الفور، فشيء بداخله استمر يؤكد له أن فكرته ناجحة بلا شك. استلزم الأمر قضاء شهرين في برمجة موقع المتجر الإلكتروني كتابي.كوم وإعداد الرسوم الدعائية والمنشورات التسويقية، لكن أشد العوائق كانت الأوراق الرسمية التي كانت كافية لتصد أشد الحالمين آمالا، لكن إرادة عبد العزيز كانت أقوى من البيروقراطية الكويتية. جاء ميلاد الموقع الفعلي وبدء العمل فيه في العاشر من شهر مايو الماضي، وجاءت إرهاصات النبوغ متمثلة في عدد قليل من الأيدي العاملة، ووسائل تسويق ذات مردود كبير وتكاليف قليلة، وساعده أن تحدثت عن مشروعه جريدتين يوميتين كويتيتين، فباع الموقع جميع مخزون الكتب الأولي الذي بدأ به. لعبد العزيز أفكار توسعية كثيرة، فموقعه الحالي يدعم العربية والإنجليزية، ويخدم السوق الكويتية من داخلها، ولا يتطلب السداد عن طريق البطاقات الائتمانية فقط، كما يبذل الوعود بالتسليم خلال يومين فقط من تاريخ طلب الشراء، ويعمل الموقع على مدار الساعة وخلال أيام الأسبوع كلها. يشتري متجر عبد العزيز الكتب من داخل الكويت، لكنه ينوي الشراء من خارجها، ومنها توسيع نطاق خدماته من حدود الكويت إلى خارجها، ومن خدمات البيع إلى خدمات النشر، ومن دعم اللغتين العربية والإنجليزية لدعم المزيد من اللغات المنتشرة في دول الخليج العربي، ومن التعامل في الكتب إلى غيرها، ومن شركة خاصة لشركة مساهمة تطرح أسهمها في البورصة الكويتية. قرأ عبد العزيز أكثر من نصف الكتب التي يتاجر فيها، وهو يختار المعروض منها في متجره بنفسه، وهو تأثر في حياته بالأمريكي دونالد ترامب الذي يراه شخصية تجارية بحتة تعرف الفرص الحقيقية وتهب لاقتناصها، وعلى المستوى العربي الشيخ محمد حاكم دبي الذي يراه سابقًا للزمن، والوليد بن طلال الذي تعلم منه العمل المتواصل وعدم الاستسلام. من ضمن هوايات عبد العزيز مشاهدة الأفلام الكوميدية، مرد ذلك أنه يرى حياته يغلب عليها الجد والصرامة، ولذا جاء رده على سؤالي له عما إذا كان تشابه اسمه مع اسم أكثر المطلوبين في السعودية قد سبب له أي مشاكل حتى الآن، فجاء رده أنه لا يعرف شيئاً عن ذلك، لكن ما يعرفه هو أنه من أهم المطلوبين من قبل الفتيات.