كلنا نسعى إلى علاقات داعمة حتى نتغلب بها على الأوقات العصيبة ولكن أحيانا تكون هذه العلاقات أكبر مصدر للانضغاط، فإذا أصابك أصدقاءك أو أسرتك أو أولادك بالاحباط ودققت النظر في النقاط القادمة فقد تكون احداهم حلا لمشكلتك:
1- عدم معرفة حدودك الناس تحت تأثير الانضغاط تجد هناك صعوبة في التفرقة ما بين "منطقة السيطرة" و "منطقة الاهتمام". فمثلا عندما نقود سيارة تكون منطقة سيطرتنا هي قدرتنا على القيادة والمناورة في الشوارع المزدحمة، أما منطقة اهتمامنا هي القلق الذي يتسبب لنا فيه إشارة طويلة أو شارع متخم بالعربات لأي سبب مما يعطلنا عن مسيرتنا، فنحن في الأولى كنا نسيطر أما في الثانية لا نملك إلا السيطرة على ردود أفعالنا تجاه موقف لا نملك له شيئا. العلاقات تكون بنفس هذا المفهوم نحن نهتم بشريكنا في العلاقة (على تنوع هذه العلاقات) ولكن في النهاية فإن منطقة سيطرتنا تظل محدودة على أنفسنا ولا نملك أن نسيطر على الآخرين. وهذه النقطة من أكثر الأمور التي تؤدي إلى الانضغاط في العلاقات الانسانية.
2- الحياة بلا هدف إذا كنت لا تعلم ماذا تريد من الحياة فأنت أكثر عرضة لأن تستدرج إلى إتجاهات تشعر أنها خاطئة. وحتى توضح لنفسك ما هي أولوياتك الفعلية، اكتب كل نشاطاتك الحياتية في ورقة ثم فكر جيدا ورتبهم بحسب أهميتهم لك، وسوف يساعدك ذلك على الاختيار السريع بترتيب أولوياتك عند حدوث أي مشكلة أو نزاع، وعدم انسياق اختيارك لأول ما يتبادر لذهنك مع وجود أولويات أخرى أنت غافل عنها.
3- المقارنة بالآخرين من أكثر العادات التي تسبب انضغاط في العلاقات الانسانية هي الميل المستمر لمقارنة أنفسنا بمن حولنا. ويجب أن تتذكر دائما أنه على الرغم من أنك قد ترى البعض أسعد أو أغنى أو أقدر أو أقوى ...إلخ أنت لا تعلم ما يحدث خلف الأبواب المغلقة، ومحاولتك منافستهم لن يشعرك إلا أنك أقل منهم وسوف يجعلك تصرف تركيزك عن مواهبك وقدراتك الحقيقية.
4- عدم قولك "لا" أصعب شئ في العالم أن تقول "لا" لمن تحب. ولكن إذا لم تتعلم كيف ترفض على الأقل بعض الوقت سوف تكون عرضة لأن تصاب بالضيق وزيادة الأعباء والانضغاط مما سيؤدي إلى سرعة كرهك لهذا الشخص أو على الأقل زيادة انضغاط العلاقة بينك وبينه. خذ وقت لتفكر فيه أي المهام تحب أن تؤديها أو لا، فتعلمك أن تقول لا في الوقت المناسب يجعلك تجتاز سببا من أسباب الانضغاط والمحافظة على جمال العلاقة بينك وبين شريكك.
5- عدم التواصل مع الآخرين التواصل الجيد هو مفتاح العلاقة الخالية من الانضغاط، فإعلامك للآخر بالوقت الذي تكون فيه تحت ضغط بدلا من تركه يتنبأ بما أنت فيه قد يجعل أسرتك بأكملها تساعدك على دفع هذا الضغط، فمثلا جلوسك مع زوجتك عشر دقائق يوميا تتحدث فيها عن أحداث اليوم والأسباب الضاغطة لك يقوي الروابط بينك وبينها ويساعدكما على بناء جسور التفاهم والرضا.
6- القاء اللوم هذه العادة من أكثر العادات سمية للعلاقات الانسانية. فالنقد المتواصل يبني السدود ويجعل الكل يشعر بالدونية. إن الجدال والمناقشة شئ طبيعي وقد يكون مفيدا لنقاء العلاقة والتأكيد على مشاعرنا ولكن يجب أن تعلم كيف تسامح، حتى لا تنقل ألم اليوم الذي مضى إلى الغد. إذا كنت لا تستطيع أن توقف لومك لشريكك فلما لا تجرب أن تعيد النظر إلى المناقشة وتسأل نفسك "أي جزء من هذه المناقشة كان خطئي؟" فكل واحد منا مسؤول عن مشاعره الشخصية وقادر على التحكم فيها.
7- عدم قبول أن التغيير شئ لابد منه مع التحرك السريع للعالم من حولنا وتغير الزمن، دائما ما نتمسك بكل ما تعودنا عليه دون قبول التغيير على الرغم من أنه سنة الحياة، فنريد بيتنا في ثبات ونطالب شريكنا بأن يظل كما هو ولا نريد أولادنا أن تتزوج وتتركنا، ونغفل عن شئ غاية في الأهمية وهو أن العلاقة إذا لم تتغير وتنمو فإنها سوف تضعف وتوهن، كما يغيب عن ذهننا أن كلما حاربنا للحفاظ على ثبات الشئ كلما زادت آلامنا، فحاول ان تنظر للتغيير من حولك على أنه فرصة لا تهديد