في كل يوم يزداد اصطلاؤنا بنار الدعوة إلى الاختلاط بين الجنسين، والتي تولى كبرها قوم من ضعاف النفوس مسلوبي العقول معطلي المبادئ من كتاب ومحسوبين على الثقافة والفكر وبعض من يتولون مناصب في الدولة. وهذه الدولة بحمد الله قامت على كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- ونصرة التوحيد وعقيدة السلف الصالح، والمحافظة على الثوابت، والقيام على المواطنين بكل ما من شأنه أن يحفظ لهم دينهم وأمنهم، ومما قامت به ممثلة في مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود ثم أبنائه من بعده الحفاظ على كيان المرأة المسلمة وصيانتها من كل ما يدنسها، وتهيئة كل السبل الشرعية التي تكفل لها التعليم وتعينها على نيل أعلى درجاته..بعيد عن ما يمسها كمسلمة عفيفة، أو يؤدي بها للتفلت عن دينها الذي هو خيرها وصلاحها وسعادتها في الدارين، وقد أعلن الملك الأب المؤسس لدولة التوحيد "عبد العزيز آل سعود" –رحمه الله- في بيان له منابذة الاختلاط وأزرى بمن يطبقه ويدعو إليه، حيث قال: ( أقبح ما هناك في الأخلاق، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها، حتى نبذن وظائفهن الأساسية، من تدبير المنزل، وتربية الأطفال، وتوجيه الناشئة، الذين هم فلذات أكبادهن، وأمل المستقبل، إلى ما فيه حب الدين والوطن، ومكارم الأخلاق، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة. ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي). ويقول أديب الشام الأريب الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله- ناصحا عقلاء بلاد الحرمين في محاضرة القاها في الرياض : " يا سادة إنّ السيل إذا انطلق دمّر البلاد ، وأهلك العباد ، ولكن إن أقمنا في وجهه سدّاً ، وجعلنا لهذا السدّ أبواباً نفتحها ونغلقها ، صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد ، وسيل الفساد ، المتمثّل في العنصر الاجتماعي ، مرّ على مصر من خمسين سنة ، وعلى الشام من خمسٍ وعشرين سنة ، وقد وصل إليكم – الآن – فلا تقولوا نحن في منجاة منه ، ولا تغترّوا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لايزال كثيراً فيكم ، ولا بالحجاب الذي لايزال الغالب على نسائكم ، فلقد كنّا في الشام مثلكم – أي والله – وكنّا نحسب أنّنا في مأمن من هذا السيل ، فاذهبوا – الآن – فانظروا ما حال الشام ؟ " نقلا عن موقع "ليبرالي" ويقول ايضاً: " إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث ، في كل مكان يقدر على جمعهم فيه ، في المدرسة ، وفي الملعب ، وفي الرحلات ، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات ، والمضيفات مع الطيارين والمسافين في الطيارات ، وما أدري وليتني كنتُ أدري : لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرضين بدلا من الممرضات ؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا ؟" المصدر الأصلي كتاب ذكريات للطنطاوي وهنا اقتباس من مقال للشيخ الفاضل سليمان الخراشي. تقول الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري" في نصيحة ذهبية ممن جرب الاختلاط واكتوى بناره " أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ، ومجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية والخلاعة ، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون ، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي ، قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق " . فهل يتعظ العقلاء من أصحاب القرار لدينا فينهضوا للقيام في وجه هذه الدعوة ومن يحملها، ويشمروا عن ساعد الحزم في سبيل إعادة الأمور إلى نصابها قبل ألَّا ينفع الندم؟؟!!