كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الغرض من الخطبة:
بيان بعض فضائل الصلاة الدينية والدنيوية؛ لتعظيم قدرها في القلوب؛ ولاسيما مع مظاهر الإقبال العظيمة من الناس على الصلاة بعد ما كانت محل إهمال وتفريط عند الكثيرين.
1- الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين:
- جاءت بعد التوبة عن الشرك (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(التوبة:11).
- جاءت بعد الشهادة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) متفق عليه.
- أهم أمور الدين، قال -صلى الله عليه وسلم-: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد.. ) رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
2- الصلاة ميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن:
- يتابع بها العبد إيمانه زيادة ونقصانا، فعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله) رواه الطبراني في الأوسط، وقال الألباني: صحيح لغيره.
- الاستخفاف بها استخفاف بالشريعة والدين، كتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى الآفاق: "إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة".
3- الصلاة مدرسة خلقية:
استثنى الله المحافظين على الصلاة من أصحاب الأخلاق الذميمة؛ قال -تعالى-: (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلا الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)(المعارج:19-23).
- صارفة النفس عن الأخلاق الرذيلة (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(العنكبوت:45).
4- الصلاة راحة وسعادة وقرة عين:
- الذكر يطمئن القلب والصلاة حافلة بالذكر (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد:28).
- الصلاة تفرج وتنشط وتروح عند الهموم (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)(الحجر:97-98)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها) رواه أبو داود، وصححه الألباني.
5- الصلاة كفارة للسيئات وماحية للخطيئات:
فعن أبي سعيد أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (الصلوات الخمس كفارة لما بينها ثم قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: أرأيت لو أن رجلا كان يعتمل وكان بين منزله وبين معتمله خمسة أنهار فإذا أتى معتمله عمل فيه ما شاء الله فأصابه الوسخ أو العرق فكلما مر بنهر اغتسل ما كان ذلك يبقي من درنه فكذلك الصلاة كلما عمل خطيئة فدعا واستغفر غفر له ما كان قبلها) رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وقال الألباني: صحيح لغيره.
- وعن أبي ذر -رضي الله عنه-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج زمن الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصنين من شجرة قال فجعل ذلك الورق يتهافت قال فقال: يا أبا ذر قلت لبيك يا رسول الله قال: إن العبد المسلم ليصلِّ الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة) رواه أحمد، وحسنه الألباني.
6- الصلاة الوصية الأخيرة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
- عن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: الصلاة الصلاة مرتين وما ملكت أيمانكم، وما زال يغرغر بها في صدره وما يفيض بها لسانه) رواه الحاكم وابن حبان، وصححه الألباني.
فاللهم أعنا على حفظ وصية نبيك -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.