مشكلة ضعف الإيمان (خطبة مقترحة)

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : سعيد محمود | المصدر : www.salafvoice.com

مشكلة ضعف الإيمان (خطبة مقترحة)

(أعراض، وأسباب، وعلاج)

 كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

من أعراض ضعف الإيمان:

1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه) متفق عليه.

2- قسوة في القلب:

قال -تعالى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...)(الحديد:16).

3- عدم إتقان العبادة:

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه) رواه الترمذي، وصححه الألباني، وقال -تعالى-: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلاً)(النساء:142).

4- عدم الغضب إذا انتهكت حرمات الله:

قال -تعالى-: (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها) رواه أبو داود، وحسنه الألباني.

5- حب الظهور والرغبة في الرئاسة والإمارة:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعم المرضعة وبئست الفاطمة) رواه البخاري.

6- أخذ الرخص والزلات والوقوع في المكروهات:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام) متفق عليه.

7- عدم الاهتمام بقضايا المسلمين:

قال -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات:10)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) رواه مسلم.

من أسباب ضعف الإيمان:

1- الابتعاد عن الأجواء الإيمانية:

قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)(الكهف:28).

وقال الحسن البصري: "إخواننا أغلى عندنا من أهلينا فأهلونا يذكروننا الدنيا وإخواننا يذكروننا الآخرة".

2- كثرة الانشغال بالأهل والمال والأولاد:

قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)(التغابن:15)، وقال -تعالى-: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)(آل عمران:14)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الولد مبخلة مجبنة) رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

3- كثرة الانشغال بأنواع الخلاف، وترك الاهتمام بتهذيب النفس وتربيتها:

قال -تعالى-: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(آل عمران:105).

4- الابتعاد عن طلب العلم الشرعي:

قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)(فاطر:28)، وقال -تعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ)(الزمر:9).

5- الإفراط في الطعام والشراب والنوم والسهر والكلام فيما لا ينفع:

قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)(المؤمنون:3)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه) متفق عليه.

العلاج:

1- تعاهد الإيمان:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) رواه الحاكم، وصححه الألباني.

2- تدبر القرآن الكريم والذكر:

قال -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الإسراء:82)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لقد نزلت على الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) رواه ابن حبان، وصححه الألباني.

وقال -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)(محمد:24)، وقال -تعالى-: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(الحشر:21).

3- لزوم مجالس الذكر:

حديث حنظلة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم...) رواه مسلم.

4- الإكثار من ذكر الموت:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (أكثروا ذكر هاذم اللذات) رواه الترمذي، وصححه الألباني.

5- تذكر أمر الخاتمة وتعظيم الرجاء في الله:

قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالخواتيم) رواه البخاري.

تحسن إضافة بعض الصور والأمثلة من حياة السلف، وواقع الحياة في المواضع المناسبة.

والحمد لله رب العالمين.