الذهب المحتفظ به لغير الاستعمال هل عليه زكاة
الناقل :
heba
| الكاتب الأصلى :
ابن باز
| المصدر :
www.binbaz.org.sa
أملك بعض الحلي من الذهب أكثر من النصاب، ولكني لا أستعمله كله، حيث أحتفظ ببعضه كي ينفع أولادي البينين عند زواجهم، حيث أنهم ما زالوا في مرحلة التعليم، والنقود سرعان ما نتصرف فيها بعكس الذهب، وسؤالي: هل أدفع زكاة الذهب الذي لا أستعمله فقط، حتى وإن كان أقل من النصاب، أم يجب علي دفع زكاة جميع ما عندي من ذهب؟
الصواب أن عليك زكاة الجميع ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الحلي المستعملة لا زكاة فيها ولكنه قولٌ مرجوح ، والصواب الذي عليه الأدلة الشرعية أن الحلي تزكى سواءٌ كانت مدخرة أو مستعملة أو معارة ، الواجب أداء الزكاة فيها إذا بغلت النصاب ، والنصاب عشرون مثقالاً من الذهب ، ومقداره بالجنيه السعودي إحدى عشر جنيه وثلاثة أسباع جنيه ، يعني إحدى عشر ونص ، فإذا بلغت الحلي هذا المقدار وجبت الزكاة فيها ربع العشر كل سنة ، فإذا كانت الحلي تبلغ عشرة آلاف ففيها مائتان وخمسون ربع العشر ، ربع الألف العاشر مائتان وخمسون وهكذا ، وهي بالغرام قريب من اثنين وتسعين غرام ، يعني إحدى وتسعين غرام وكسور ، إذا زكت إذا بلغ هذا المقدار اثنين وتسعين غرام تقريباً وهو إحدى عشر جنيه ونص سعودي فإذا ذكت هذا المقدار فهو الواجب عليها ، وهكذا ما زاد عليه ، أما إذا كان أقل من ذلك فليس فيه شيء ؛ لأن النصاب شرطٌ في وجوب الزكاة ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما من صاحب ذهبٍ ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) الحديث ... متفق على صحته. وجاءته - صلى الله عليه وسلم - امرأة ومعها ابنة في يدها سوران من ذهب قال: (أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا ، قال: أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ فألقتهما وقالت: هما لله ولرسوله) . وسألته أم سلمة - رضي الله عنه - كانت تلبس أوضاح من ذهب قالت: (يا رسول الله أكنزٌ هذا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ما بلغ أن يزكى فزكي فليس بكنز) . فدل ذلك على أن ما لا يزكى يعتبر كنز يستحق صاحبه العقوبة ، فالحلي التي لا تزكى من الكنوز كالجنيهات المحفوظة ، وقطع الذهب المحفوظة، إذا بلغت النصاب تسمى كنزاً وإن كان على وجه الأرض وإن كان في المخازن الظاهرية الصناديق كل شيء لا تؤدى زكاته وهو من أموال الزكاة يعتبر كنزاً يعذب به صاحبه يوم القيامة ، نسأل الله العافية ، فعليك أيها الأخت في الله أن تؤدي الزكاة عن الملبوس والمحفوظ جميعاً إذا بلغ الجميع النصاب ، وفقك الله ويسر أمرك. جزاكم الله خيراً.