دولة المماليك البحرية

الناقل : elmasry | المصدر : www.cairocitadel.gov.eg

دولـــــة المماليك البحـــرية ( 648 - 784 هـ / 1250 - 1382 م )

ترتب على وفاة توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب تطور خطير فى تاريخ مصر والشام وذلك بأن بوفاته سقطت الدولة الأيوبية وقام سلاطين دولة المماليك التى بدأ حكمها بتولي شجر الدر الحكم التى تولت الحكم ثمانين يوما وقد وصف المقريزى حكمها بقوله " أول من ملك مصر من ملوك الترك المماليك " .

   

كان أول ما وجهته شجر الدر بعد توليها الحكم هو وجود الفرنسيون فى مصر بمدينة دمياط على الرغم من أن الملك " لويس التاسع " كان أسيرا فى المنصورة إلا أن هذا لا يزال يشكل خطرا لأن دمياط فى قبضة الفرنسيين وتمثل قاعدة بحرية لهم يمكن للغرب استغلالها فى الهجوم على مصر فأرسلت شجر الدر الأمير حسام الدين لمفاوضة الفرنسيين وبعد مفاوضات تم التوصل إلى إطلاق سراح الملك لويس التاسع مقابل فدية على أن يجلو الفرنسيين من مصر وهكذا تم جلاء الفرنسيين عن مصر 

   

أما العقبة الثانية التى واجهت شجر الدر فهي رفض العالم الإسلامي لتوليها الحكم لكونها امرأة فتزوجت أحد المماليك وهو عز الدين أيبك التركماني ، وهكذا بدأ عصر المماليك والذى أجمع المؤرخون أنه ينقسم إلى قسمين الأول وهو البحري أو الممالك البحرية والثاني وهو البرجي أو المماليك الجراكسة .

   

عرف القسم الأول من عصر المماليك باسم المماليك البحرية وذلك مرجعه إلى اختيار الصالح نجم الدين الأيوبي جزيرة الروضة فى بحر النيل لتكون مقرا لهم فى قلعة بناها ، وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمالي البحر الأسود ومن بلاد القوقاز قرب بحر قزوين ، وقد امتاز هؤلاء المماليك بالشجاعة النادرة والصفات الحسنة وقد تمكن المماليك البحرية من حكم مصر نحو قرن وثلث استطاعوا خلالها مواجهة العديد من المشاكل التى واجهت المسلمين

وخاصة المشاكل الخارجية التى تمثلت فى مواجهة أكبر خطرين هما الصلبيين والتتار ، وقد استطاع المماليك البحرية بقيادة سيف الدين قطز ومساعدة ركن الدين بيبرس الانتصار على التتار فى موقعة هامة وهى موقعة عين جالوت التى دارت بين المسلمين والتتار سنة 658 هـ / 1260م ، كما أن بيبرس استطاع مواجهة الصلبيين وحاربهم حربا لا هوادة فيها واستطاع انتزاع مدنهم وقلاعهم بالشام كما حارب أيضا تتار فارس ودفع خطرهم عن بلاد الشام

   

وبعد وفاة بيبرس استولي على الحكم المنصور قلاوون الذى امتاز عصره بالازدهار والقوة والاستقرار والنهضة فى الداخل والسلام والأمن فى الخارج وبلغت مصر مبلغا عظيما من القوة والثروة فى عصر المماليك بنوا خلالها العديد من الأثار والمباني العظيمة وخاصة بعد أن استمر الحكم له ولأولاده ولذريتهم من بعده ما يقرب من قرن من الزمان (678 هـ - 874 هـ / 1279 - 1382 م ) ، وقد استطاع المسلمون فى عصر الأشرف خليل بن قلاوون ( 689 - 693 هـ / 1290 - 1293 م ) الذى يعد بمثابة أخر بطل للحروب الصليبية بأرض الشام وذلك لتمكنه من الاستيلاء على عكا من الصلبيين وهو الأمر الذى كان ذلك بمثابة الضربة الكبري القاضية لتواجد الصلبيين بالشام حيث استطاع بعد ذلك المسلمون من الاستيلاء على ما تبقي فى أيدي الصلبيين من مراكز قليلة مثل صور وصيدا وغيرهما ، ثم تولي بعد الأشرف خليل الذى كان أخر سلطان ببيت قلاوون الناصر محمد بن قلاوون ثم خلفه عدة سلاطين كان أخرهم الصالح حاجي بن شعبان 783 - 787 هـ / 1381 - 1385 م ثم انتهي عصر المماليك البحرية ليبدأ عصر المماليك الشراكسة أو المماليك البرجية .