الفدرالي الأمريكي يوم 30 ابريل 2008م ، ونقطة تحول تاريخية ..!!
سهيل الدراج - الرياض - الثلاثاء 29 ابريل 2008م يوم 30 ابريل 2008م ، وعند الساعة 10:15 بتوقيت نيويورك سيعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي قراره بخصوص الفائدة على الدولار الأمريكي .. الذى يتوقع ان يكون خفضاً بنسبة 0.25% لتصبح الفائدة على الدولار 2% .. ليس المهم هو الخفض ذاته ، وانما الأهم من ذلك هو محاولة استقراء مالذى يدور في أروقة البنك المركزى الأمريكي .. قد يشتمل بيان الفدرالي على اشارات تكون بمثابة البداية لتصحيح كبير في اسواق السلع والمعادن وبداية صعود محدود للدولار الأمريكي قد يصل الى 8% من ادنى نقطه بلغها قبل اسبوع امام اليورو وهى 1.6000 .. وبعد هذه المقدمة لابد ان نسأل انفسنا ، ماهي تلك الاشارات التى قد تصدر عن السيد بن برنانكي ، رئيس مجلس الاحتياطى الفدرالي الامريكي ؟ .. هذه الاشارات قد تكون في صورة انهاء دورة خفض الفائدة ، وهذا هو الاجراء المنطقى الذى لابد ان يقوم به الفدرالي ودون تردد ، لإيقاف مسلسل نزيف الدولار ، الذى لم يؤدى الى اى تحسن يذكر في الاقتصاد الامريكي على الاجل القصير أو المتوسط .. بل ان الانخفاض المستمر للدولار ساهم في تأجيج معدلات التضخم عالمياً ، وزيادة اسعار الطاقة والسلع والمعادن مما بدأ ينذر بحدوث مجاعات وفقر عارم في الكثير من الدول الاسيوية وغيرها من الدول الفقيرة في افريقيا وامريكا الجنوبية ، وربما يؤدى الى حدوث ثورات شعبية وقلق كبير في الكثير من الدول . يوم 29 يونيو 2006م كان اخر يوم تم فيه رفع للفائدة بمقدار 0.25% ( ربع بالمائة ) الى 5.25% بعد مسلسل الرفع الذى بدأ منذ 30 يونيو 2003م ، وتم فيه رفع الفائدة من خلال 17 قراراً من أدنى مستوياتها منذ 45 عاما عندما كانت 1% .. اذا هي 3 سنوات بالتمام والكمال التى تم رفع الفائدة فيها من 1% الى 5.25% .. لكن 18 سبتمبر 2007م كان بداية التحول من صعود الفائدة الى خفضها ، وتم ذلك من خلال 6 قررات للفائدة ، لتنزل بها من مستوى 5.25% الى 2.25% .. ويوم غد باذن الله يتوقع ان يأتى الفدرالي على ربع بالمائة فقط لتصبح الفائدة على الدولار 2% .. لكنى أرجح وبدرجة كبيرة ان اجتماع 30 ابريل سيكون بمثابة نقطة تحول في دورة خفض الفائدة ، وان هذا الخفض سيتوقف مهما حدث من أمور في الاقتصاد الامريكي ، لأن الاستمرار في الخفض سيؤدى الى مشاكل كثيرة ، بل دعنى اقول انه تسبب فعلاً في الكثير من المشاكل ليس في امريكا وحدها بل في جميع دول العالم .. فقد ارتفعت معدلات التضخم العالمية الى مستويات خطيرة ، وبدأ الخطر يصل الى النمو العالمي برمته ، اضافة الى الارتفاعات الخيالية والغير مسبوقة في السلع الغذائية الاساسية والنفط والمعادن .. ان اشارة من الفدرالي الأمريكي تتطابق مع ما اتحدث عنه يفهم منها التوقف عن خفض الفائدة سيؤدى الى ارتفاع محدود في الاجل المتوسط للدولار لكنه سيؤدى الى انخفاض كبير في اسعار السلع الاساسية والنفط والمعادن في العالم ، مما ينذر بنهاية الصعود الخيالي لتلك الشركات وبالتالي فقدان المكاسب التى حققتها الاسواق العالمية خلال شهر ابريل .. تمنياتى للجميع بالتوفيق والسداد ، ونتابع تطورات الفائدة هنا .. ودمتم في رعاية الله ..