من أي زمرة أنت؟ الحلقة 26 - زمرة المتزاورين
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 26:
زمرة المتزاورين
(وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) هود) هكذا هي آداب الضيافة والضيف هو الذي يأتي من بعيد من مدينة أخرى هذا ضيف ينبغي أن تقدم له أفضل ما عندك. أما الزائر فهو الذي يأتيك من طرف المدينة فتقدم له ما تيسر عندك. إذا كانت هذه الزيارة لوجه الله عز وجل فهي عبادة عظيمة: " إذا زار الرجل أخاه في ناحية المِصر شيّعه سبعون ألف ملك يقولون له طبت وطاب ممشاك ويدعون له يقولون اللهم صِله كما وصله فيك" "وجبت محبتي للمتزاورين فيّ" "قال r: ألا أدلكم على رجالكم في الجنة؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: محمد في الجنة وحمزة في الجنة ورجلٌ يزور أخاه في ناحية المِصر لا يزوره إلا الله في الجنة". هكذا هي الزيارة التي ربما تقاعدنا عنها، كل ما عليك أن تفعله أن تتفقد أخاك في الأسبوع مرة أو في الشهر مرة تزوره لوجه الله عز وجل فتنعم بكل هذا الغُنْم يوم القيامة.
من شروط الزيارة التي نتحدث عنها والتي سوف تأتي زمرتها متجلية يوم القيامة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر أولاً أن لا تكون للزائر نعمة على المزور لكي يستوفي حقها أو حدّها كما قال r: " إن رجلاً ذهب ليزور أخاه في بلدة مجاورة فأرسل الله على مدرجته (في طريقه) ملكاً يسأله أين تذهب؟ قال: أزور أخاً لي، قال: هل لك عليه نعمة تربّها؟ قال لا إلا أني أحببته في الله، فقال الملك أن الله أرسلني إليك ليقول إن الله أحبّك كما أحببت أخاك فيه". ثانياً أن لا تكون لك عنده حاجة، رجل غني وجيه ذو مال أو سلطان أنت تزوره لكي تستفيد منه هذا مشروع ولكن هذه الزايرة لا تحتسب من نوع العبادات العظيمة وإنما ذهبت إليه في حاجة كما فعل إخوة يوسف لما ذهبوا إلى العزيز فقالوا (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) يوسف). المفروض أن تذهب للزيارة لوجه الله عز وجل ليس لك نعمة عليه ولا حاجة عنده. حينئذ عندها تكون الزيارة من أفضل عباداتك يوم القيامة وربما جعلك الله عز وجل مع زمرة المتزاورين التي يقول فيه الله عز وجل " وجبت محبتي للمتزاورين فيّ". وعندما تذهب لكي تزور أحداً من إخوانك لوجه الله تعالى يبعث اللله وراءك سبعين ألف ملك يدعون لك قبل أن تخرج في طريقك إليه يقولون طبت وطاب ممشاك فإذا زرته وخرجت يقولون عُدت مغفوراً لك. " من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة". هكذا هي على سهولتها وجمالها وبهائها في هذا المكان الرفيع لشدة مقام التواصل والحب في الله في هذ الدين. هذا التواصل يوصلك إلى ما لا يوصلك إليه عبادة من صوم أو صلاة.