من أي زمرة أنت؟ الحلقة 22 - زمرة الصدِّيقين
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة 22:
زمرة الصدّيقين
الصدق صفة المؤمن فالمؤمن لا يكذب وإذا كذب تاب واستغفر. الصدق نسبي عند الغالبية من المسلمين لكا الصدق الذي نتحدث عنه في هذه الزمرة زمرة الصديقين صدق مبرمج منهجي مروا بمراحل حتى وصلوا إلى أعلاها، تطور في الصدق حتى صار صدّيقاً. المرحلة الأولى أن يكون مع الصادقين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة) يتعلمون منهم ويستفيدون من تجاربهم ويتبعون أوامرهم لكي يكتسبوا خبرة عظيمة ايكونوا صادقين هم أنفسهم ثم يتطور ويترقى ليكون هو من الصادقين كما قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) الحجرات) تطور من كونه مع الصادقين تلميذاً متعلّماً حتى صار من الصادقين. ترقى في مدارج الصدق ويترقى في المدارج أن يتعود على الصدق في كل حركاته وسكناته حتى يصير هو صدّيقاً كما قال r: " لا يزال العبد يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقاً". فإذا صار صدّيقاً صار هو الشريحة الثانية التي تحتل تلك الجنة العظيمة كما في قوله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا (69) النساء).
هذه زمرة الصديقين الذين بدأوا تلاميذاً عند الصادقين ومعهم ثم تطوروا حتى صاروا من الصادقين ثم تطوروا حتى صاروا صدّيقين. هؤلاء زمرة عظيمة يوم القيامة يأتون صادقين في نيّتهم، صادقين في لسانهم، صادقين إذا تحدثوا، صادقين في مظهرهم ومخبرهم، صادقين في سرهم وعلانيتهم سولء لا يخشون إلا الله ولا يعملون إلا لله تبارك وتعالى ليس في عملهم أي شائبة شِرك أو رياء أو نفاق. هؤلاء هم الصديقين الشريحة الثانية في الفردوس الأعلى وهذا أمر ميسّر لكل من أراده. فما عليك إلا أن تبدأ وتتجحفل مع عالم من الصادقين على قلتهم. حينئذ تتربي على يديه حتى تصير صادقاً والصادقون في هذه الأمة في سلوكياتهم موجود والحمد لله. حينئذ إذا صرت صادقاً تترقى في مجال الصدق ويتعمق الصدق في قلبك حتى يتفلسف فيصبح فلسفة إلى أن تكون صدّيقاً. إذا عبدت الله فإنك لا تشعر بأن أحداً من المخلوقين على وجه الأرض فيصبح الصدق مع الله تعالى ديدنك وسمتك لا شائبة في عملك: ركعتين بهذا الصدق تساوي ألف ركعة بدونه. إتقوا الله وكونوا مع الصادقين ومن الصادقين ثم من الصديقين. اللهم إجعلنا وإياكم منهم.