من أي زمرة أنت؟ الحلقة 4 - زمرة المخلصين
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
زمرة المخلصين
تكلمنا عن زمرة الطائعين وزمرة المتّبعين وربما فاتتك الزمرة الأولى والزمرة الثانية ولكن لك فرصة في زمرة إن استطعت أن تكون فيها على ما فيك من أخطاء وهي زمرة المخلصين كما قال تعالى (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف). لكي تعرف حقيقة الإخلاص تذكر يوماً كنت فيه بخطر شديد، كيف دعوت الله عز وجل؟ (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) يونس) أنت في باخرة وجاءت زوبعة وبدأت تلعب بالباخرة لعباً وأوشكتم على الغرق فقلت: يا الله نجّنا، كنت تقولها بشكل مخلص بلا شك من قلبك لا يخطر ببالك غير الله تعالى، هذا هو الإخلاص. إذا كنت عبدت الله عبادة واحدة بهذا الإخلاص الشديد ولم يخطر ببالك إلا الله عز وجل، عبدت الله لوجهه مخلصاً مستحضراً لا رياء ولا سمعة ولا شهرة ولا تطلب بها مالاً أو نفعاً وإنما في تلك الساعة التي عبدت الله تعالى بها تلك العبودية التي لم يخطر ببالك غير الله عز وجل هذا هو الاخلاص كما قال r لمعاذ عندما قال أوصني يا رسول الله، فقال r: أخلِص دينك يكفيك العمل القليل. ركعتان تركعهما بهذا الإخلاص لله هز وجل قد تساوي مليون ركعة فيها شائبة من عُجب أو رياء أو شيء مخِلّ بالإخلاص أو يشوبه. إذا كنت على هذا النسق كما قال r: "من أخلص لله أربعين يوماً جرت الحكمة على فمه" ويقول r: " من فارق الدنيا على الإخلاص لقي الله وهو عنه راضٍ". الإخلاص هذا يكفيك أن تعمل عملاً واحداً بحياتك تلقى الله تعالى عليه وهو يعلم أنك ما فعلت هذا إلا من أجله عز وجل. حديث اثلاثة الذين دخلوا الغار فجاءت عاصفة فدفعت حجراً كبيراً إلى فم الغار فأغلق عليهم ونفذ ماؤهم وطعامهم وأوشكوا أن يكونوا فتوسّل كل واحد منهم بعمل صالح عمله في حياته لم يقصد به إلا وجه الله عز وجل ففرّج الله عنهم بذلك العمل. أحدهم كيف كان بارّاً بأبيه لوجه الله تعالى وكيف أن أحدهم استودعه أحد الناس مالاً فاشترى به غنماً فتوسعت حتى صارت ثروة عظيمة فجاءه بعد عشرين عاماً فأخذ كل المال ولم يبقي لنفسه شيئاً وآخر دعته امرأة جميلة فلما أوشك أن يفعل ما يفعل قام من خشية الله تعالى.
إذا كنت في زمرة المخلصين وهذه زمرة عظيمة تقتضي منك تجرداً من كل عوامل الدنيا وأنك تعبد الله تعالى عبادة عظيمة لوجهه الكريم خالصة فأبشِر فأنت في زمرة متجلية تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر.