خير الغافرين - الحلقة 7 - خير الغافرين في الأسحار
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة السابعة: خير الغافرين في الأسحار
أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا أنت خير الغافرين وخير الغافرين الغفور الغفار الغافر الذي يغفر الذنب قبل أن يتوب عنه صاحبه جعل لنا عبادة الاستغفار تنفع في كل حالة كل شيء تعاني منه من ذنوب، خوف من الله، من فقر من مرض من شدة من كرب عليك بالاستغفار "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ مخرجاً ومن كل ضيق فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب" تصور أنك أنت إذا أقبلت على النوم فقلت أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاث مرات غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. لو استغفرت الله في اليوم ستين مرة كما قال r غفر الله لك ستمائة ذنب في ذلك اليوم وقال في الحديث وخسيء عبد وخاب من أذنب في اليوم ستمائة ذنب! من هذا الذي يذنب في اليوم أكثر من ستمائة ذنب؟! هذا ليس مسلماً بالتأكيد. من أجل هذا رب العالمين خير الغافرين عملك كيف تكون مشمولاً بهذه الخيرية التي تنتحل لك الأعذار لكي تتوب لكي يغفر الله لك. من أجل ذلك كلما رأيت نفسك في شدة، في ضيق، في همّ، في كرب، أكثِر من هذه العبادة وسوف ترى الفرج العظيم لأن الله سبحانه وتعالى يحبها. امتدح الله سبحانه وتعالى المستغفرين بالأسحار كما امتدح الذين بالأسحار هم يستغفرون، آية تقول (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17) آل عمران) وآية أخرى (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات). (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) إذا جاء السحر وأنت نائم أو مشغول استيقظت فاستغفرت، الآية الثانية تتحدث عن قوم يستيقظ خصيصاً في الثلث الأخير من الليل ليستغفر وليس له عمل آخر، هناك فرق بين هو مشغول بعلمه أو بعمله أو بحراسته جاء السَحَر فبدأ يستغفر وبين من يستيقظ خصيصاً ليستغفر ومن كرم خير الغافرين أنه سواهما معاً كلاهما محمود وخلدهما في كتابة العظيم. من أجل هذا كما قال تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ (135) آل عمران) يقول ابليس أهلكنا الناس بكثرة الاستغفار لأن كل عبد إذا أذنب واستغفر غفر الله له، إبليس يتعب على هذا العبد يوسوس له إلى أن يغويه ويفسده ويرتكب الذنب فيستبشر هو وجنوده ثم يأتي هذا المسلم الخطّاء فيستغفر فيغفر الله له فيبدأ إبليس يحثو التراب على رأسه يأساً من هذا الذي حدث يقول أهلكنا الناس بكثرة الاستغفار ويقول r من سرّه أن يرى صحيفته يوم القيامة فليُكثِر من الاستغفار. من أجل ذلك من رحمة الله عز وجل خير الغافرين أن المسلمين عموماً الاستغفار على ألسنتهم في اليوم الليلة في حديثهم في نقاشهم إذا غضب يقول أستغفر الله العظيم، إذا احتجّ عليك يقول استغفر الله العظيم. من أجل ذلك هذه العبادة الراقية العظيمة الجميلة التي هي أعظم أطواق النجاة يوم القيامة لن تر في صحيفتك يوم القيامة ذنباً واحداً جعلها الله تعالى على لسان هذه الأمة وحدها، ما من أمة تكثر ذكر الله عز وجل وتستغفره في الليل والنهار وفي الأسحار إلا هذه الأمة فأبشروا برحمة الله سبحانه وتعالى وأكثروا من الاستغفار في رزقكم وفي مرضكم وفي كربكم.