خير الغافرين - الحلقة 3 - خير الغافرين في إصلاح المتخاصمين
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الحلقة الثالثة: خير الغافرين في إصلاح المتخاصمين
(أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) الأعراف)
وها هو سبحانه وتعالى خير الغافرين يشرع لنا عبادة جميلة تجعلك وجيهاً في الدنيا كما سوف تجعلك في الآخرة ومع وجاهتك في الدنيا والآخرة فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لك ذنوبك كلها وهي "إصلاح ذات البين" (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ (10) الحجرات). من أجل أن ذنب الهجران وذنب الرجل المسلم الذي لا يكلم أخاه لهجر أو مشاحنة أو خصومة ثلاثة أيام أو أكثر فإن الله سبحانه وتعالى يحاسبه على ذلك حساباً شديداً أعطاك الله سبحانه وتعالى ثلاثة أيام تنفس فيها عن غيظك ولا يجوز أن تهجر أخاك فوق ثلاث فإن فعلت فأنتما المتخاصمان المتشاحنان لا ترتفع صلاتكما فوق رأسيكما شبراً. في عرفة يُغفر لكل الناس ولا يغفر لأخوين متصارمين وعاقٍ لوالديه. تأمل كمهي جريمة أن تكون مخاصماً لأخيك! من أجل هذا كم هو عمل الرجل الذي يقوم بالإصلاح بين اثنين وإصلاح ذات البين بين متخاصمين كم هو عمل عظيم عند الله سبحانه وتعالى بالرغم كونه سهلاً جميلاً محبباً من عمل الوجهاء يجعلك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومع هذا عملك هذا يغفر ذنوبك بالكامل كما قال r" ألا أدلكم على خير من الصوم والحج والصلاة؟ قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين. من أجل ذلك في هذه العبادة المحببة الممتعة أنت قم بعمل وليمة ادع إليها المتخاصمين مع بعض الأقارب والأصدقاء في جلسة مريحة ممتعة بهيجة يتباحث الإثنان فيها في ما مضى يتصافيان ينتهي هذا الهجر والخصام ويرتفع عنهما هذا الحظر على عبادتهما بحيث لا تقبل منهما عبادة بوليمة تقيمها لأخوين متخاصمين يغفر لك ذنبك. الناس يغفر لهم ذنوبهم في الآلآم في المصائب في الحروب في الجهاد ولكن خير الغافرين حتى في ساعات مجدك وفي ساعات صفوك وفي ساعات بهجتك وراحتك يشرِّع عبادات تغفر الذنوب جميعاً كما قال r " من أصلح بين الناس أصلح الله أمره وأعطاه بكل كلمة قالها عِتْقُ رقبة". حينئذ ماذا يريد العبد من رب عزيز كريم عظيم هو خير الغافرين وكان خير الغافرين لأنه وليّنا ولما كان الله وليُّ المؤمنين فهو أحنُّ عليهم من آبائهم وأمهاتهم من أجل ذلك هو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل والله سبحانه وتعالى أفرح بتوبة عبده من صاحب الراحلة كما تعرفون ذلك. هذا هو ربنا عز وجل خير الغافرين حقاً إن الله سبحانه وتعالى خير الغافرين فاستغفروه يغفر لكم