خير الكلام - وأصلح لي في ذريتي 2
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
الدكتور أحمد الكبيسي
| المصدر :
www.islamiyyat.com
الجزء الثاني
نستعرض في هذه الحلقة بعض القوانين العالمية عن حقوق الطفل ، ويبدو أن تلك القوانين والواثيق لا تعني الطفل العربي ، وأبرز هذه القوانين اعلان جنيف الخاص بحقوق الطفل عام 1924 حيث ورد فيه : يجب أن يكون أول من يتلقى العون في وقت الشدة الطفل كحالات الحرب والطوفان والحريق، ثم بعد ذلك يعنى بالكبار ، وهذا جيد
وذكر القرآن حكاية موسى الطفل حيث أمر ألله تعالى أمه [ وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه فاذا خفت عليه فألقيه في اليم ......] في تلك المحنة الكبيرة حيث كان الاطفال يذبحون ويقتلون ، أول من أنقذه ألله تعالى في تلك المحنة كان موسى ، وقدم لموسى كل أنواع العون [ وقالت لاخته قصيه ] .
الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948 تطرق الى قضية حماية الاطفال أثناء الحروب ، ولكن هذه المادة لا تشمل الطفل العربي ، بل هناك تطبيقات عملية في قتل الاطفال وباسلحة فتاكة ، كذلك نص الاعلان على حرية مرور المهمات الطبية والملابس والادوية المخصصة للاطفال دون 15 سنة . وذكر أيضا مسألة توفير العناية للاطفال عند الاعتقال .
ووردت في المواثيق الدولية لسنة 1959 مواد تتعلق بعدم التمييز بين الاطفال على أساس المعتقد أو الجنس أو العرق ، وتطرق الى وجوب توفير الحماية القانونية للطفل لينشأ نشأة طبيعية ن وكذلك حق الطفل في التعليم الاجباري .
اتفاقية حقوق الطفل لسنة 1989 ركز في بعض موادها على ضرورة عدم فصل الطفل عن أمه وأبيه الا اذا دعت الضرورة الى ذلك ( كما في قضايا الحضانة ) ونصت أيضا على ضرورة تسهيل دخول و خروج الاطفال من الدولة للم الشمل ، وتناولت الاتفاقية حقوق الحضانة و الكفالة و التبني والاقامة في مؤسسات مناسبة ، وحق الطفل في الراحة ومزاولة الالعاب والانشطة المناسبة له .
والقرآن أشار الى المسائل الترفيهية كعنصر من عناصر ترفيه الطفل في قوله تعالى [ أرسله معنا غدا يرتع ويلعب ..]
م / 32 حماية الطفل من الاستغلال ألاقتصادي ، وحظر تكليف الطفل باعمال لاتناسب مع سنه .
م / 30 حماية الطفل من المخدرات .
م / 34 حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال الجنسي .
ولكن واقع حياة أطفال العالم اليوم على خلاف مضامين هذه المواد . فهم يشكلون نسبة لابأس بها من الايدي العاملة في بعض البلدان ، ويسخرون في زراعة المخدرات ، واستغلالهم جنسيا شائع جدا حتى في البلدان التي ؟؟؟؟
م / 35 حمايتهم من الاختطاف وبيعهم . وفي فقرة أخرى أوصت الاتفاقية على ضرورة حماية الاطفال في حالات المنازعات المسلحة .
وتطرق ميثاق حقوق الطفل العربي عام 1984 الى موضوع الحقوق الاساسية للطفل ، ويذكر الميثاق أن رعاية الطفل الزام ديني و انساني وأخلاقي .
هذه القوانين جميلة وجيدة من الناحية النظرية ، ولكن التطبيقات والاحصائيات تشير الى غير ذلك ، كما هو حال الاطفال في العراق و مصر وسوريا والمغرب العربي ، فلا تكاد تجد لهذه القوانين أثر يذكر ، الا في دولة الامارات وهذا استثناء ، والاستثناء لا يقاس عليه .
[ فالان باشروهن وابتغوا ما كتب ألله لكم .........] البقرة
باشروهن : لغة مهذبة وراقية عن الجماع ، ولا يكون الجماع للشهوة فقط ، بل هو عبادة كما ورد في الحديث ( في بضع أحدكم صدقة ) والجماع ليس الغاية وانما للذرية [وابتغوا ما كتب ألله لكم ] وعلى الرجل أن يخدم هذه الذرية .
وأعظم سعادة في الحياة أن تحب زوجتك وتحبك وتلت، قي بها وتمتعك ، وان أوليت هذه المرأة ذرية فعليك أن تكون مسؤولا كريما لهذه الذرية، ( وكفى بالمرء اثما أن يضيع من يعول ) . وعقوق الاباء للابناء أكبر من عقوق الابناء للاباء يوم القيامة .عليك أن تكون مربيا لهم ، ومن آداب التربية أن تكون قدوة لذريتك ، فالابن يقلد الاب والبنت تقلد الام .
أن تكون مربيا شيء وأن تكون أبا شيء آخر ، والفيصل في ذلك انك اذا وجدت ابناءك يحبونك فانك ناجح في تربيتهم ، وليس من المنطقي أن يريد الاب من أبنائه أن يكونوا مثالا كاملا للصلاح ، فعصر الاب ليس كعصرهم ، والفضيلة نسبية وكما تسد الذرائع فانها تفتح أيضا ، وورد في الحديث ( انهم في زمان لو تركتم عشر ما أنزل ألله لهلكتم ، ويأتي على الناس زمان لو عمل أحدهم بعشر ما أنزل ألله لبخا ) فمن التعسف أن تغضب على ابنك غضبا شديدا ، ولابد أن تكون عناصر التربية مدروسة حسب الظروف وقابلية الطفل والحلة الاجتماعية ، ومن حق الولد أن يتربى في جو اعتيادي ، على الوالد أن يجعل أولاده يهيبونه بدلا من أن يخافونه ، وهناك فرق بين الهيبة والخوف، وليس الرعب والفزع ، لا تفزعهم فيتمنوا موتك ، اجعلهم يشتاقون اليك ن ويستوحشون اذا افتقدوك ويفرحون اذا حضرت .
اغرس فيهم القيم من خلال القصص ، اقصص عليهم قصص عن اولئك الذين أحبهم الناس ، مثلا قصة حاتم الطائي ولماذا أحبه الناس ؟ لكرمه وجوده ، وبهذا تغرس فيهم قيم العطاء والكرم .
التربية ليست توفير الغذاء وتلبية الحاجات ، انما التربية هي غرس اذا غرستها فقد نجوت ونجوا ، وانشغال الاب عن تربية الاولاد مفسدة عظيمة ، ولا يكون الاب أبا حتى يكون طفلا مع أولاده ، وعليه أن يغرس في أبنائه المعالم ، كمعالم في الصحراء من شجرة أو حجارة مكومة . مثلا أخذ الولد وهو ابن العاشرة من عمره الى صلاة الصبح في المسجد مرة في الاسبوع أو في الاسبوعين ، ويشهد مشهد شروق الشمس الجميل ، فينطبع هذا المشهد في مخه وخلده فلا ينساه أبدا .
شرح بعض المحفوظات والتعليمات بطريقة مبسطة وعلمية كحديث ( احفظ ألله يحفظك ) . وكذلك تحفيظه بعض الآيات العلمية ، واشراكه في صلاة التهجد ولو ركعتين في الشهر مرة ...... فهذه المعالم يجعله صالحا . وأما الاغراق في الموعظة مفسدة . على الاب أن يجعل أولاده يتلذذون بالاستماع اليه وهو يقص عليهم قصص الانبياء والصحابة والمشاهير ، وفوق كل ذلك عليه أن يكون رحيما مع أولاده كما ورد في الحديث ( ان لكل شجرة ثمرة ، وان ثمرة شجرة القلب الولد ) . رأى النبيّ صلى ألله عليه وسلم يوما امرأة وفي يدها ثلاث تمرات فأعطت كل واحد من ابنيها الاثنين تمرة واحدة ثم رأت أنهما ينتظران الترة الثالثة فقسمت ألام حصتها الى نصفين وأعطاها لولديها ، فتعجب النبيّ صلى ألله عليه وسلم من أمرها ، فلما ذهبت قال النبيّ صلى ألله عليه وسلم لعائشة :( لقد رحمتهما رحمها ألله ) .
أما الكلمات النابية والضرب والرعب فانها تقتل في الاولاد الرجولة ، ومن حقوق الطفل تقبيله وأشعاره بحنان وحب الوالدين ، فقد قال النبيّ صلى ألله عليه وسلم للرجل الذي قال نحن لانقبل أولادنا
أو أملك أن نزع ألله الرحمة من قلوبكم ) واللعب معه ومشاركته في لعبته كما قلنا فان الفضيلة نسبية والحدود في الاسلام مسيجة بسياجات كثيرة ، فمثلا حد السرقة محاط بحوالي سبعين سياجا فلا يكون القطع في مظهارة أو حرب أو مجاعة أو مجاعة وانما يقتصر على وقت الهدوء والاستقرار ولذلك لم تتجاوز حالات قطع اليد ثلاث حالات خلال ستة قرون وأربع حالات رجم فقط