هذه القصيدة للشاعر المصري محمود سامي البارودي
قالها في هجاء ( نوبار ) وهو رجل أرمنى الأصل ، له صلة قرابة بـــ بوغوص و إرتين وزيري محمد علي دعاه الأول إلى مصر ، فعمل في الترجمة ....
وِصـــالُكَ لي هَجْرٌ ، وهَجْرُكَ لي وَصلُ
***
فـزدني صدوداً ما اســتطعتَ ، ولا تألُ
إذا كان قُـــــربي مِنك بُعداً عن المنى
فـلا حُمَّتِ اللُّقْيا ، ولا اجتَمَعَ الشَّمْـلُ
وكــيفَ أودُّ القـــرْبَ مِنْ مــتلـــــــــوِّنٍ
كثير خبايا الصدر ، شــــــيمته الختلُ
فـليت الذي بـيـنـي وبـيـنـك يـنـتـهي
إلى حــــيـثُ لا طَـــلْـــحٌ يرِفُّ ولا أثلُ
خبثتَ ، فلو طُهِّرتَ بالماء لا كتســـى
بِك الماءُ خُبثاً لا يحِلُّ بِهِ الغَـــسْـــــلُ
فوجـهـك مـنـحــوسٌ ، وكعبكَ ســافِلٌ
وقلبكَ مدغـــــولٌ ، وعــــقــلكَ مُخْتَلُّ
بِك اســــــــودتِ الأيام بعدَ ضِــــــيائها
وأصــــــبح نادي الفضل ليس به أهلُ
فلو لم تكن في ...... ما انقضَّ حـادثٌ
بقـومٍ ، ولا زلـــــتْ بِذِي أمـــــــلٍ نَعْلُ
فـــــمـــا نكبةٌ إلا وأنت رســـــولـــــها
ولا خـــــــيبةٌ إلا وأنت لها أصـــــــــلُ
أذُمُّ زمــــــــاناً أنت فــيــه ، وبـــلـــدةً
طـــلعتَ عــــليها ، إنهُ زَمَــــنٌ وَغْـــلُ
ذِمــــامُكَ مـــخـــــفورٌ ، وعهدك ضائعٌ
ورأيك مــــــأفـــــــونٌ ، وعقلك مُختلُّ
مخــــــــازٍ لو ان النجـــمَ حُمِّلَ بَعضَها
لعاجـــــله من دون إشــــــــراقهِ أفْلُ
فــســـــرْ غير مأســوفٍ عليك ، فإنما
قُصارى ذمـــيم العهد أن يقطع الحبلُ