للشاعر / عمر أبو ريشة ((رأى الشاعر في الصحراء ماء يتموج من بعيد ، فقيل له إنه السراب ، فتأمله طويلاً ، وأحس بالرمل الملتهب ظمأً تحت أشعة الشمس ينام ليحلم بالماء ، وما هذا الذي يسمونه سراباً إلا أطياف حلمه اللذيذ ، وكان الشاعر على حال عاطفية قلقة فوجد في إحساسه هذا منفذاً لها .))
كم جئت أحمل من جراحات الهـوى
نجـــوى ، يرددهـــــا الضــمير ترنُّمــا
سـالتْ مع الأمل الشـهي لترتمــي
في مسـمعيكِ ، فما غمزتِ لها فمــا
فخنقتها في خاطــري ! فتسـاقطتْ
في أدمـعي ، فشـــــــربتها متلعثمـا
ورجعتُ أدراجي أصـــــيدُ من المنى
حــــلماً ، أنام بأفـــــقـــــه مـتوهــما
أخـــــــــتاهُ ! قد أزف النوى فتنعمي
بـعــدي فــــإن الحــــب لن يــتـكلمـا
لا تحسبيني ســـــالياً ، إن تلمحي
في ناظري ، هذا الذهـــول المبهــما
إن تهتكي سر السرابِ وجـــــــــدتِهِ
حلم الرمالِ الهاجعاتِ على الظـمــا!!