هذه القصيدة للشاعر السعودي غازي القصيبي في رثاء الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله
.
واخــــــالداه ! وضج الجــــــــرح في كبدي
فـــــســــــرتُ بالجـــــرحِ .. لا ألوي على أحدِ
يبكون مـــنك - وقد ناحوا - على ملكٍ
أمــــا أنــــــا فبــــــكائي حـــــــــرقةُ الولدِ
يـــطوف وجــــــهـــــــك في روحي فأسأله
بالله! قـــــــل لي أهـــــــــــــذي فرقة الأبدِ
فأين نظــــــــرته بالحــــــــــــب طافـــــحةٌ
كأنما هي بشـــــــــــــرى ثـــــــــــرةُ الرَغَدِ
وأين بســــمــــــته الحسناءُ ؟ هل سقطتْ
شــــمـــــس النهار عــــــلى ليلٍ من الكمدِ
واخـــــــــــالداه! يغـــص الشعـــــــر من ألمٍ
كـــمــــا تــــــذوب عيون الشوق من سَهَدِ
ويخطر المـــــوت فوق البــيـــــــد عاصفةً
من الدمـــــوع .. فـــنـــــادِ الصبر يا بلدي
***
هُرعتُ بعــــدك .. للذكــــــــــرى معــطرةً
بالبشرِ ..صـــــــــافية كالقطرِ ..نبع ددِ
وغــبتُ في الأمس ..علَّ الأمس يسعفني
إذا أفـــــقتُ ولم أبصــــــــــــــرك صبح غدِ
فلُحـــــــتَ لي وجــــــــــــدار الموتِ منتصبٌ
حــــــتى لأوشــــــــــك شــــوقاً أن أمدّ يدي
أراك رغـــــــم ضباب المــــــــوت .. يا رجلاً
به تــــــــــــزايد مُـــلكٌ .. وهو لم يــــــــزُدِ
هل كالبســــــــاطةِ تاجٌ عـــــــــزّ لا بسه؟
هل كالتواضـــــعِ عـــــــرشٌ ثابت العمدِ؟
واخــــالداه ! وعـــــاد الناس .. وانصرفوا
وأنــــت في القبرِ .. لم تبرحْ .. ولم تعُدِ
تــــبارك الله ! نــــجــــــــري كُلنا زُمَــــراً
نــحــــــــو المنون .. ولا يبقى سوى الصمدِ
فــــقــــــل لمن يعشق الدنيا .. أتخطبها
وهي الولـــودُ .. وغـــــــــير الموت لم تَلُدِ؟