أتى سِرّاً
و ساءلني
و لمْ أجِبِ
عنِ الأحلامِ و الأيامِ و الزمنِ
بَصيصٌ من بقايا شمعةٍ
ذهبتْ تُفتّشُ في دهاليزِ التعاسةِ
عنْ حُطامِ السعدِ في مُدُني
و يُجهِدُها المَسيرُ
فكُلّ خارِطتي
بَراكينٌ
تُحَرِّقُها
و لمْ تَذُبِ
***
يُسائلُني
و يُرهِقُ كُلَّ أجوبتي :
لماذا خلفَ قضبانِ الحياءِ يموتُ
دمعُ الحُزنِ مُحترقاً
لماذا أنتَ مُختبئٌ
وراءَ الضحْكةِ الصفراءِ
ترسُمُها
بألوانٍ مِنَ التعَبِ
تُنَمّقُها
تُأنّقُها
و تَفضَحُها انعكاساتُ المشاعرِ
فوقَ جدرانِ الحقيقةِ
حينها تبدو
بلونِ نفاقِها الشحِبِ
يُسائلني …
ويَلهَثُ خلفَ أجوبتي :
لماذا تَستبيحُ الحُزنَ في قلمٍ
يُغازِلُ صَفحةً شقراءَ
في كُرّاسةِ الأفراحِ
بالإسرارِ و العَلَنِ
و تَترُكُها
كسَوسَنةٍ
يُؤرّقُها ذهولُ الطلِّ عن أطلالها
وتصيرُ تائهةً
و يُلقيها لهيبُ الصبرِ
في دوامَةِ الوَسَنِ
لماذا تُوقِظُ الذكرى
و تُجْلِسُها
على خَدِّ الطريقِ المُوحِشِ الوصِبِ
و تنساها
فواعَجَبي
يُسائلُني …
و يَعرِفُ كُلَّ أجوبتي
يُذَكّرُني بإجهاضِ النجاحِ
على مَساحاتٍ مِنَ الفَشَلِ
ولكنْ ما يُحَيّرُني
بقاؤهُ خلفَ أزمِنتي
لماذا لا يُغادرُني
و يتركُ لوحتي ثكلى
بلا لونٍ إلى الأزَلِ
لأحيا في ظلامٍ ساكنٍ
في الطابقِ العلويِّ من جَسَدي
و أفقدُ نِصفَ أجوبتي
و تَذرِفُني الدموعُ
على يدِ الإشراقِ و الأملِ
فأكْسُرُ صمتَ قافيتي
على كتبي
و ساءلني …
و لا يحتاجُ أجوبتي