قليلة هى الأيام التى تحـفر ذكراها فى حـياة الشعوب. ولا يمكن لذكري اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية أن تمر بدون أن تتيح لأبناء هذه الأرض الطيبة فرصة التدبر فى قصة الإنسان السعودى مع التنمية. التنمية الحـقيقية هى تلك المحـصلة النهائية التى ترتسم معالمها علي جبين هذا الإنسان وثري هذه الأرض ويرتفع بمعطياتها كيان هذا الاقتصاد الذى سابق الزمن وسطَّر تجربة تنموية فريدة تمثلت فى حـسن استغلال الموارد الاقتصادية وتسخيرها لبناء الإنسان والاقتصاد علي حـدٍ سواء. وإذا كان الفضل يعود إلي الله عز وجل فى كل ما تحـقق، فإن الإنسان الذى استخلفه الله فى الأرض وسعي فى مناكبها قد صدق فيه قول الحـق فى الاستجابة لأمره بالعمل وانتظار النتيجة. ولا يمكن لأى اقتصاد أن يحـسن استغلال موارده الاقتصادية وتفعيل عناصره الإنتاجية إن لم تتوفر فيه البيئة الصالحـة للعمل والأداء. وإذا كان للبيئة الصالحـة شروط ومتطلبات، فلعل الأمن والاستقرار هو الركيزة الأساسية التى تقوم عليها وتنطلق منها. وقد قيض الله لهذه الأرض الطيبة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحـمن آل سعود، يرحـمه الله، ليجمع شتاتها وينشأ أول وحـدة عربية فى العصر الحـديث تجاوز عمرها المئة عام. وعندما أعلن الملك المؤسس الأول من الميزان (23 سبتمبر) من كل عام ليكون اليوم الوطنى للمملكة العربية السعودية، فقد أراد بذلك أن يضع لهذه الوحـدة مرجعية للذكري يستلهم منها الإنسان السعودى أسباب التميز والتفرد لتكون شاحـذة لهممه وملهمة لإبداعاته حـتي يستمر البناء شموخاً ويظل العطاء وارفاً يستظل به كل سعودى. وهنا يمكن الربط الموضوعى بين ذكري اليوم الوطنى ونمو الاقتصاد السعودى وازدهاره وتعزيز الثقة فى مستقبلة وتوجهاته.