أصبح إنتحار رجال المال والأعمال فى اليابان ظاهرة تقض مضاجع الحكومة والشعب اليابانى، حيث أصبح الإنتحار، والعياذ بالله، حلاً مقبولاً للخروج من الأزمات الاقتصادية. وحسب آخر إحصائية يابانية رسمية انتحر فى اليابان عام 2000م 048،33 شخصاً، وهو رقم قياسى جديد فى يابان ما بعد الحرب العالمية الثانية. (يعادل تقريباً عدد الحوادث المرورية فى المملكة العربية السعودية، فقد شهد عام 1419ه وحده، مصرع وإصابة 349،35 شخصاً فى حوادث مرور). هذه الظاهرة تخطت ما هو معروف عن إنتحار كبار القادة والسياسيين اليابانيين، بل واختلفت حتي فى طريقة الإنتحار نفسها، فقد اختفت ظاهرة الانتحار اليابانى التقليدية المسماة "الهاراكيرى" علي طريقة الساموراى من المجتمع منذ زمن. فاليابانى قلد الغرب حتي فى طرق الانتحار الشائعة هناك، ضمن ما نقل عنه من أشياء أخري كثيرة. إلا أن أغرب حادثة إنتحار أذكرها هى تلك التى أطلق فيها مسؤول سياسى سابق خمس رصاصات علي نفسه، استقرت اثنتان فى ظهره، وواحدة أصابت مشط قدمه اليمني، واثنتان فى الرأس. وذلك قبل أن يتمكن حراس مقر إقامته الجبرية، بعد مقاومة شديدة منه، من انتزاع المسدس من يده عنوة. وقد توفى المسؤول السابق وهو فى طريقه إلي المستشفي بعد أن اصطدمت سيارة الإسعاف التى كانت تقله بمصفحة عسكرية كانت تعبر بالصدفة فوق أحد الجسور مما أدي إلي قذف جسم المسؤول فى الماء حيث بذلت قوات من الضفادع البشرية كانت فى مهمة تدريبية فى المنطقة آنذاك محاولات يائسة لإنقاذه، إلا أن طوربيداً انطلق من أحد الغواصات بالخطأ أصابه فتناثرت أشلاؤه ولم يعثر له علي أثر. الغريب فى الأمر هو ما كشفت عنه التحقيقات لاحقاً من أن مسدس المسؤول المعنى كان غير محشو بالرصاص.. بل إنه لم يكن يحمل مسدساً فى مقر اعتقاله، والأدهي والأمَّر هو الكشف عن أنه لم يسبق له امتلاك مسدس فى حياته. كما أن أقرب نهر أو بحر أو بحيرة كانت تبعد حوالى 500 كيلومتر عن المدينة التى توفى فيها.. والأغرب من هذا كله.. هو أنه لم يكن مسؤولاً! alsowayegh@yahoo.com abazbaz@hotmail.com Riyadh fax. (01) 470-3429