$ رغم ما تحمله الكلمة من تشاؤم، غير أن "الموت" حق. ولا يقدر أحد علي التنبؤ بالمستقبل. لذا فما أجدر بنا أن نتهيأ لكل الاحتمالات ونعرف بأننا سنودع الدنيا يوماً ما. وقد يكون ذلك اليوم أقرب مما نتوقع. $ اسأل نفسك، لو تبقي من عمرى ساعة واحدة ولا أستطيع غير إجراء مكالمة هاتفية واحدة.. فمن الذى أحب أن أكلمه عبر الهاتف، وماذا سأقول له؟ $ لا ندرى ماذا يخبئ لنا القدر، وماذا تحمل لنا الأيام فى جعبتها فى الغد. يقول الله تعالي فى كتابه الكريم ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدرى نفس بأى أرض تموت. $ ينشغل الفرد منا عن نفسه وعن أهله وعن من يحب بالعمل المستمر. فهل سأل أحد منا نفسه، لماذا نعمل؟ إننا نعمل كى نسعد أنفسنا وأهلينا. ولكن ما يحدث فى الواقع العملى شيء مناقض لذلك. فنحن ندور فى طاحونة يومية لا تنتهى علي أمل أننا سنفرغ من عملنا للعودة إلي أهلنا وأسرتنا وأولادنا لنكون أكثر سعادة. ولكن فى واقع الأمر ما يحدث هو العكس، فبمجرد الفراغ من عمل.. تظهر أعمال أخري تحل محله. $ إن علينا أن نجلس مع أنفسنا برهة نتأمل هذه الدنيا ونحاول أن نوازن فيما بين العمل والأسرة وما بين الانشغال بمن نحب والانشغال عن من نحب. $ إنها ليست دعوة للكسل.. إلا أنه من الضرورى أن نعطى لأنفسنا بقدر ما نعطى لأعمالنا. فالحياة تنتهى.. غير أن الأعمال لا يمكن أن تنتهى أبداً. $ إن علينا أن نجد من الوقت ما يمكننا من تعميق علاقتنا مع الله ومد جسور المحبة مع الناس. $ إبدأ الآن وامسك سماعة الهاتف وتحدث مع كل من تحب. لا داعى أن تطيل فى الحديث. قل لهم فقط كلمة واحدة تبلغهم من خلالها أنك تحبهم، فقد تكون هى آخر ما قد يسمعوه منك! alsowayegh@yahoo.com P.O.Box 44195 Jeddah 21581 Fax. (02) 256-5148