تعتبر المداينة من أقدم الطرق التى طبقها التجار لنيل أكبر قدر من الفوائد فى صعيد التعامل بين الأفراد والتجار. ولم يكن هناك ضمانات صعبة سوي وجود كفيل ملئ يضمن سداد الدين فى حال عجز المدين عن السداد. ونظراً لجدية الدائن فى سداد دينه، كان الضامن أو الكفيل كبش فداء يتردد علي الساحة المالية مرات وكرات. وكثيراً ما يلجأ الضامن أو الكفيل إلي الهرب فى حالة تأكده من أن الغريم فى طريقه إليه بعد نفاذ مدة الدين وعجز المدين عن سداد دينه أو حتي قسط منه. وتتم عملية المداينة فى السوق بأساليب متعددة تحت سقف التحايل علي الربا. فالدائن يبيع المدين سيارة أو كميات من السلع بمبلغ خيالى بعيداً فى سعره عن الواقع، ثم يتولي صاحب الدين أو المدين بيع هذه السلع أو السيارة بقيمتها الراهنة فى السوق ليظهر بعد ذلك الفرق الشاسع بين البيع بالأجل والعاجل. وهذا ما يدّعون أنه البيع الذى أحله الله، وأن الدائن عندما قبل بهذا السعر الباهظ لم يكن تحت الإكراه أو الضغط. لذا فالبيع نافذ والسداد واجب الدفع فى وقته المحدد.