جورج صبري
أن يقول الرجل لزوجته إنه خانها مع امرأة أخرى، ربما يكون ذلك أبسط عليها من أن يقول لها إنه ناوي يشتري قميص بيير كاردان، أو جزمة كلاركس، أو لابتوب حديث.
فالمرأة دائما ما تستخسر أي جديد وغالي في شريكها إلا لو كان ذلك سيجعله يتفوق على جوز باكينام صاحبتها، أو إذا كان ذلك سيغيظ ماجي جارتها، ولكن الرجل في الوقت نفسه له مطالب ويريد شراء اشياء ثمينة ويستفيد من تعبه وشقاه ويعوض سنوات الحرمان التي عاشها عاطلا عن العمل ومتمنيا شراء موبايل حديث أو سيارة أو جزمة نضيفة أو حتة بنطلون اصلي بدلا من بنطلوناته المضروبة من سوق غزة أو مول طلعت حرب في أحسن الأحوال، ولذلك يقف الرجل حائرا بين أمرين، غضب زوجته من التبذير المقيت الذي يقوم به – على حد وصفها – وبين رغبته في شراء أشياء ضرورية له – على حد اقتناعه – فهو لا يريد أن يغضب زوجته وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يضحي بالكلاركس، وهكذا يطل حائرا هل إرضاء زوجته أم شراء الكلاركس .. هل زوجته أم الكلاركس .. هل زوجته أم الكلاركس .. إلى أن يصيح في النهاية قائلا "انا لازم اكون منطقي وأضحي بالجزمة" ثم ينزل من بيته ويذهب لشراء الكلاركس.
ولكن إذا اراد الرجل ألا يغضب زوجته عند شراء أي شيء غالي الثمن لنفسه أو حتى رخيص فعليه اتباع الخطوات التالية كمقدمات ستجعل الزوجة راضية عن قراره الشرائي ولن تغضب أو تستخسر فيه.
الشكوى والمعاناة قبل أن تشتري جزمة يجب أن تمهد قبل ذلك بأسبوعين على الأقل لأنك ستقتطع من ميزانية المنزل لتشتري شيئا تافها – من وجهة نظر زوجتك – لأنك إنسان تافه وإيدك سايبة – من وجهة نظر حماتك طبعا -، ولذلك قم بالتمهيد قبل اسبوعين بأن جزمتك دابت وانك مستحمل وان طلعلك قالو في صباعك ولكنك صابر، وانك خايف أن تمسحها بالورنيش كي لا تذوب أكتر مما هي دايبة أصلا، فهذه الجمل يا عزيزي ربما – أنا بقول ربما يعني مش أكيد - تجعل المرأة تشعر ببعض الشفقة عليك وستقدر انك مضطر لشراء جزمة جديدة رغم إنك لسة شاري قميص من 8 شهور، ولكن هذا التمهيد مهم للغاية بدلا من أن تفاجئها وتقول لها "انا نازل اشتري جزمة دلوقتي" فهذا جنان رسمي ولا يجب أن تنخدع أنت بابتسامتها الصفراء – ده إذا ابتسمت أصلا – وقالتلك "ومالو يا حبيبي .. ومالو".
التبشير بهدية قادمة لا تقل لزوجتك انا نازل اشتري جزمة، دون أن تقل لها انك سوف تشتري لها شيء جديد أيضا قريبا، هذا إن لم تستطع أن تشتري لها أي شيء في نفس اليوم، أي يجب أن تبشرها بهدية قادمة مثل ملابس أو شنطة أو جزمة، فهي بذلك سوف ترضى أن تشتري أنت الآن ما تريد في مقابل أن تشتري هي ما تريد فيما بعد وأن تكون مشترياتها غالية على اعتبار انك لو فتحت بقك ستجدها تقول لك "ما انت لسة شاري لنفسك حاجات وانا معترضتش" يعني هتعديلك الجزمة مقابل أن تعدي أنت لها جزمة وشنطة وبادي كارينا وبدلة من روجادا.
حكاية موقف محرج قبل أن تخبر زوجتك بالخبر الصاعقة وهو رغبتك في شراء شيء لنفسك، عليك أن تحكي لها قبل القرار باسبوع مثلا حكاية موقف محرج انت تعرضت له نتيجة عدم شرائك لجزمة محترمة على سبيل المثال، ويجب أن يكون الموقف بالفعل محرج من وجهة نظر زوجتك مش من وجهة نظرك أنت، أي لا تقل لها "تخيلي هايدي سكرتيرة المدير بصتلي بقرف جدا وانا لابس جزمة متخيطة من قدام وقديمة" فزوجتك لا تعتبر ذلك موقفا محرجا بل هي تتمناه دائما وربما تقول لك "هي البيئة دي كمان هتتكلم ولا إيه؟" رغم أنها مشافتش هايدي السكرتيرة قبل كدة، ولكن كل بنت عندها إن كل البنات التانية "بيئة" معرفش ليه، وتجد أن هذا المصطلح لا يتغير على ألسنتهن أبدا، ولكن ما علينا.
ولذلك عليك أن تختار موقفا محرجا من وجهة نظرها تحكيه لها كي تجعلها هي التي تدفعك لشراء جزمة جديدة، مثل أن تقول لها "النهاردة قابلت سمر بنت خالتك هي وجوزها وكان جوزها متأنتف ومتشيك وملزق وبيتنك معرفش على إيه .. وانا كنت لابس عادي وجزمتي قديمة ومتربة من كتر المشاوير" هنا ستجد زوجتك تقول "وانت ازاي تلبس جزمة قديمة كدة وكمان مش متلمعة.. مش تهتم بمنظرك شوية؟" عليك أنت هنا ألا تقل لها "خلاص هنزل اشتري جزمة جديدة" كي لا تفهم زوجتك الملعوب، ولكن استمر في المسكنة والعبط وقل لها "انا مبهتمش بالشكليات الفارغة دي .. فيها إيه لما بنت خالتك وجوزها يشوفوني متبهدل شوية ويتنكوا علينا .. انا راجل بشتغل وبتعب ومش فاضي للتفاهات دي" هنا ستجدها تقول لك "لأ دي مش تفاهات.. ولازم تهتم بالشكليات الفارغة دي .. عشان سمر البيئة متفتكرش انهم احسن مننا" والآن انزل يابطل اشتري الجزمة إللي انت عايزها براحتك، فزوجتك سوف ترضى أن تشتري أنت جزمة من أجل إغاظة سمر وجوزها، ولكنها ربما تمتعض جدا ولا ترحب بقرارك إذا قلت لها "أنا عايز اشتري جزمة عشان يبقى شكلي كويس قدام اصحابي في الشغل".