إذا كنت سعيد الحظ ولم تقع في الموقف التاريخي الخزعبلي الخالي من الفرحة رغم الابتسامات المتبادلة، والمليء بالقيل والقال رغم الضحكات الصفراء المرسومة، فلا تقرأ هذا الموضوع، فالموضوع خاص بلقاء أهل العروسين لأول مرة، أما إذا كنت ناوي تقع في هذه الورطة الكوميدية فعليك أن تعرف أن هناك عدة جمل كاذبة يقولها الأهل في هذه المواقف وهي تحمل معاني آخرى ولذلك لا تصدقها:
ليه التعب ده يا جماعة هذه الجملة تطلقها أم العروسة بتمثيل مفقوس وحركات قرعة سهل جدا اكتشافها، فهي تقابلكم بالود والترحاب وعينها طبعا على الهدية إللي سعادتك جايبها، ده غير إنها طول الليل بتكلم جوزها وبنتها في الهدية إللي حضرتك هتعبر بيها عن نفسك وعن مستواك المادي، وبعد ما تحط انت الهدية على الترابيزة المجاورة أو جنب الكرسي، أي بعد ما تمر حوالي نص ساعة كاملة، تجد ام العروسة تنظر للهدية وكأنها لسة شايفاها دلوقتي ثم تقول بابتسامة بلهاء "ليه التعب ده بس يا جماعة" لا تضحك يا عزيزي على جملة "ابتسامة بلهاء" فبالطبع أنت وعائلتك لن تسكتوا، وسوف تردوا عليها بابتسامة صفراء مرسومة بالعافية وتقولوا كلكم في نفس واحد وكأنكم كورال مسرح الطليعة "لا تعب ولا حاجة متقوليش كدة". هذه الجملة التي تقولها حماتك نمطية وكاذبة لأنها تدعي إن الهدية ملهاش لزوم، ولكن تعالى كدة نتخيل مع بعض إن سعادتك داخل عليهم إيد ورا وإيد قدام، تفتكر حماتك هتقول عليك إيه؟.
يابني إحنا رأينا شورى مش أكتر يبتسم البهبهات والمهمهات بتوعكوا ثم يقولوا للعريس والعروسة، يا جماعة العروسة للعريس والجري للمتاعيس، ثم تنطلق القهقهة البلهاء الأولى (ها ها ها) وبعد ذلك يقول أحدهم (احنا بنبارك الموضوع مش أكتر لكن الرأي رأيكوا) ثم تنطلق القهقهة البلهاء الثانية (ها ها ها)، ولكن تعالى كدة شوف المشورة بتاعة حماك دي شكلها عامل إزاي، تلاقيه بيقولك احنا بنقترح نعمل الفرح في فندق 4 نجوم، طبعا هو كداب في أصل وشه لأن هذا ليس اقتراح وليس شورى، ولكنه أمر وإذا رفضت سوف تتفشكل الجوازة.
الشقة ليك والشبكة في الآخر ليكوا برضه العريس يبقى داخل وفي دماغه إنه يقضيها شقة محندقة وعفش بسيط عملا بالمبادئ الهلامية التي تقول "عش العصفورة يلمنا" ولكنه يفاجأ بطلبات غريبة من حماه وحماته مثل شقة واسعة وتمليك وفرش على أعلى مستوى، وكي يبتعد الأهل عن شبهة أنهم طماعين وناس غاوية منظرة، يطلق الأب كلمته الشهيرة التي تقول "يا بني إحنا عايزين مصلحتك، الشقة لو حلوة أهي ليك، والشبكة لو غالية، أهي فلوسكوا برضه" ولكن يا عزيزي حماك هنا يكون كداب كبير، وبالطبع هو مزقزق من حماتك، فطلباتهم ليست من أجلك مطلقا، ولا حتى من أجل راحة ابنتهما، ولكن من أجل التنطيط على العيلة بالشبكة الغالية، والشقة الواسعة، كي لا تكون بنت خالتها أو بنت عمها احسن منها.