لم يكن في حسبان أم يوسف والتي مضى على زواجها من ابن خالها زهاء عشرون ونيف عام، أن تتحول حياتها إلى جحيم لا يطاق. أم يوسف لديها من الأبناء 6 تعتبر زواجها غلطة وكلفتها الكثير. ''زواجي من ابن خالي لم يجلب لي إلا المشقة والعناء، حياتنا مليئة بالمشاكل، فهو قاس ولا يشعر بالمسؤولية، لا يتقبل النصيحة ولا يكف عن قسوته تجاهي وتجاه أبنائه''، هذا ما تقوله عن تجربتها. تستدرك وكأنها تتذكر ذكرياتها المرة'' لم أحظ بحياة سعيدة معه، كنت أعيش بالقرب من بيت خالي، ولم ينفعني ذلك بل على العكس زاد الطين بلة، هم يعلمون عنه كل شيء، ولكن لا أحد منهم يحرك ساكناً، ولم تكن صلة القرابة بيني وبينه سبيلاً لإصلاحه أبداً، عانيت الكثير وتحملت من أجل أبنائي وجاء الوقت لأتحرر من هيمنته''. لا تنكر أم يوسف بأن المشاكل بينها وبين زوجها تؤثر سلباً على عائلتها وعائلة زوجها خصوصاً أن العائليتين أبناء خالة،فأخوتها لن يرضيهم أن تعيش مع ابن خالهم بهذه الصورة وتدخلهم يعني المزيد من المشاكل فكانت تختار الكبت بدلاً من أن تتفاقم المشكلة. لم تر أم يوسف حلاً لأزمتها سوى العيش في بيت ولدها بعد زواجه، لتفر هي بأولادها من الجحيم الذي كانوا مجبرين على العيش فيه. "أشجع زواج الأقارب" علياء كاظم (أم دانة) لم يتجاوز عمر زواجها 4 أعوام سعيدة باختيارها ابن خالتها شريكاً لها، تقول '' من بداية الخطبة كنت مطمئنة نوعاً ما ومتأكدة من تشابهنا في البيئة والعادات والطباع والتربية أيضاً، وما زادني ثقة بأنني على خلفية به وبشخصيته، لذا وافقت عليه بلا تردد''. تعتقد كاظم أن زواج الأقارب يشجع الزوجين على تجاوز مشاكلهما خوفاً من إقحام العائلتين في هكذا أمور،ولا ينفي ذلك بأن خلافاتهما يعني اختلاف الأسرتين مع بعضهما ونجاح هذا الزواج يوطد العلاقة بينهما. ''لا أخاف من ظهور تشوهات في أولادي، ولا أؤمن بالمقولة التي تقول (زواج الأقارب يؤدي إلى إنتاج سلالات ضعيفة)، بل أعتقد أن زواج الأقارب يقوي الجينات الحسنة''. تستدرك مبتسمة'' سأشجع ابنتي على الزواج مستقبلاً من الأقارب وخصوصاَ بعد أن أتأكد من ملاءمة الشخص لها وتشابه طباعهما فهو أفضل من زواجها من غريب، سأكون أكثر أماناً وثقة مع شخص أعرفه جيداً وأعرف أفراد عائلته''. ''كنت مجبرة وهذه هي النتيجة'' كانت على علاقة بشاب وعندما أخبرت أسرتها بذلك صدمها الخبر بأنها محجوزة منذ صغرها لابن عمها، هذا حال (أم بيان) والذي تروي قصتها بصوتها المحبط. ''رغم مرور 5 سنوات على زواجي إلا أنني لست سعيدة، وأشعر بأنني أحيا بلا مشاعر تجاه زوجي وهو يبادلني الشعور ذاته'' هذا ما تقوله أم بيان عن حالتها وتضيف'' أنا ضحية عادات وموروثات قديمة بالية، البنت لابن عمها، وتدهنا في مكبتنا، وهذا الذي أوصلني لهذه الحالة''. لا تشعر أم بيان بأي علاقة عاطفية تربطها بابن عمها وليست هناك أي أحاسيس متبادلة وكأن الذي بينهما واجب وعليهما أداءه، وهي على يقين بأن كليهما لا يعيشان حياة زوجية صحيحة ولكنهما ضحية أسرتيهما. ومع ذلك تستبعد الانفصال وتعتبر ما تفعله تضحية من أجل ابنتهما بيان، ولن تلومه يوماً لو تزوج بأخرى غيرها لأنها غير قادرة على إسعاده بالشكل الصحيح. «أبناء معوقون ومشوهون» أما (أم سعيد) والتي مضى على زواجها 26 عاماً تروي قصتها وهي تتألم تقول'' أحببت ابن عمي وعشنا قصة حب تحدث الجميع عنها، ولكن لم تستمر فرحتنا فأنجبنا معظم أطفالنا معوقين ومشوهين والجميع يعتقد أن السبب زواج الأقارب''. وهذا ما تؤيده معظم الدراسات أن زواج الأقارب يظل السبب الأول في إصابة المواليد بتشوهات جسدية وعقلية. وحسب أحد الأبحاث التي نقلته قناة العربية والذي ينقله عضو الفريق الطبي عادل عاشور أكد أن الدراسة تولي أهمية خاصة لقضية زواج الأقارب وعلاقتها بزيادة نسبة حدوث التشوهات الخلقية والأمراض الوراثية ذات الصفة المخيّة حيث يكون الأب أو الأم حاملين لمرض وراثي معين ولا تظهر عليهما أية أعراض معينة وعند زواجهما وبعد حدوث الحمل تنتقل الجينات مناصفة إلى الأبناء. تستدرك (أم سعيد) قائلة'' الحب ليس كل شيء فها أنا أعاني مع أبنائي فمعظمهم مصابون بمرض التوحد، ولكن الحمد لله على كل حال''. «سعيدة مع ابن خالتي ولست نادمة» ''مر على زواجنا 22 عاماً، ونحن سعيدان بهذا الزواج'' هذا ما تقوله فضيلة السيد عيسى العلوي أم لأربعة أبناء. تضيف ''حياتنا هادئة، وزواجي من ابن خالتي لم يجلب لنا المشاكل، ولست نادمة''. العلوي تصف تجربتها بالناجحة تقول وهي فرحة'' أبنائي جميعهم في حالة صحية ممتازة ولا يعانون من أية أمراض وراثية، على رغم أننا لم نقم بالفحص الطبي إلا بعد أن أنجبنا البعض من الأبناء''. «لا أؤيد زواج الأقارب» أما الشابة مريم يحيى الشيخ (18 عاماً) طالبة جامعية فهي لا تؤيد زواج الأقارب إلا في حال الاقتناع التام ولكنها لا تفضله، لأنها تعتقد أن العوامل الوراثية السلبية والتي تجر الأمراض الوراثية تكثر في زواج الأقارب. لا تنفي الشيخ أنها قد توافق على أحد أقاربها إن توافرت فيه صفات الرجل المثالية والتي تتمناه، إذا طلبها من أهلها ولكنها تقول'' قد تزيد المشاكل في زواج الأقارب ولكن قد يكون القريب أفضل بكثير من البعيد''. وتوافقها زينب حسن حاجي(19 سنة) والتي تعتبر أن زواج الأقارب قد ينجح قديماً أما في الوقت الراهن فلا تعتقد أنه ناجح، تستدرك'' والداي أبناء عمومة وهما يعيشان حياة بلا مشاكل، فكلما زادت صلة القرابة يضطر الزوجان تحمل بعضهما البعض بسبب صلة الدم التي تربطهما قبل أي شيء آخر''. حاجي لا تعلم إن كانت ستوافق أم لا على الزواج من أحد الأقارب ولكن لن يكون هذا عائقاً.