ان للكلمة دور مهم وفعال في حياة البشر، فهي صيغة التواصل ودعامة أساسية في شخصية كل منا، كما انها مفتاح كل الأفكار والعلوم والحضارات التي صنعتها البشرية على امتداد تاريخها، ويمكن ان تأتي الكلمة عبر عدة صيغ وأساليب قد تكون متناقضة او متضادة، اي ان الكلمة ذاتها يمكن النطق بها بأشكال ونبرات متعددة.. فالفرق بين تأثير كلمة وأخرى يكمن في اختيار الكلمة المناسبة في الوقت المناسب، خصوصاً في مجال العلاقة مع الطفل أثناء عملية التربية والتعليم الأسري والمدرسي. وتعتبر مسألة التواصل مع الطفل من أكبر المشكلات التي تعترض الأهل والمربين، حيث ما زال هذا التواصل لدى الغالبية منهم خاضعاً لأنماط مختزنة في الذاكرة من مراحل الطفولة لديهم، اي ان التواصل لا يزال في معظمه تقليدياً يجيب من خلاله الأهل عن تساؤلات الطفل بشكل تلقائي عفوي واعتباطي أحياناً حتى في الصياغة والمفردات والحركات، بحيث لا يبقى هناك فسحة للتفكير في أسلوب الحوار الذي يُفترض التعامل به مع الطفل، وقد يؤدي الأسلوب المتبع في الحوار مع الطفل إلى عدة احتمالات منها:
ولكي نصل لبناء علاقة جيدة مع الأبناء على المدى البعيد، وكي يكون هذا التواصل مثمراً وايجابياً، علينا امتلاك رغبة قوية في تربية سليمة عمادها الحب وسعة الصدر، لخلق كائن متوازن وايجابي فعال، وذلك من خلال اتباع بعض الطرق والأساليب في ذلك مثل:
المرونة والتفاوض مع الطفل عندما يريد شيئاً، لأن هذا الأسلوب يمنح الطفل مساحة أكبر من الحرية في التصرف، وأيضاً في الالتزام مع الأهل بما تم الاتفاق عليه، وهذا بحد ذاته يعلمه ماهية المسؤولية وتقديرها والالتزام بها، كأن نلبي رغبته في السهر وقتاً أطول أيام العطل مقابل الالتزام بمواعيد النوم في الأيام العادية. ولا بد ان يعلم الأهل والطفل ان هناك أموراً وقضايا تتطلب الحزم فيتم الأمر والنهي عن تصرفات ومواقف خطيرة تهدد أمن وسلامة الطفل الذي لا يستطيع تقدير حجم المخاطر بعد ..ان التعامل مع الطفل وفق هذه الأساليب ضروري، لأن ذلك من شأنه ان يخلق لدينا أجيالاً متوازنة حرة، وواثقة من ذاتها ومن الآخرين في المجتمع والحياة.