صفحات سود من تاريخ يهود إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَ لُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71] أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة فى النار . فحيَّا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وذكى الله هذه الأنفس، وشرح الله هذه الصدور. طبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً. حياكم الله جميعاً وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنى وإياكم في الدنيا دائما وأبداً على طاعته وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار كرامته. إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شىء قدير.. أحبتي في الله : " صفحات سود من تاريخ يهود " هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك وكعادتنا فسوف ينتظم حديثنا مع حضراتكم تحت هذا العنوان في العناصر التالية . أولاً : اليهود ومراحل الصراع ثانياً : أسئلة مريرة وأخيرا ً: ما السبيل فأعيروني القلوب والأسماع جيداً فإن هذا الموضوع في هذه الأيام من الأهمية بمكان . أولاً : اليهود ومراحل الصراع أيها الأحبة إن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم قدم الحياة على ظهر هذه الأرض ، والأيام دُول كما قال الله عز وجل تلك الأيام نداولها بين الناس آل عمران : 14 ولا شك أننا نعيش مرحلة من مراحل الدولة للباطل وأهله ، يوم أن أنشغل عن الحق أهله حيث تمكن أخس وأحقر وأذل أمم الأرض من أبناء يهود من إقامة دولتهم اللعينة الحقيرة على الثرى الطاهر في الأرض المباركة وسيطروا على مسرى الحبيب محمد وحرقوا منبر صلاح الدين ، بل وهم يقومون الآن بحفريات خطيرة في المسجد الأقصى لهدمه وتدميره وإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم !! ومنذ أسبوعين فقط صرح أكبر حاخاماتهم في القدس بأنه لابد من هدم المسجد الأقصى لإقامة ما يسمونه بالهيكل المزعوم ثم قال إن العرب سيغضبون أول الأمر لكن سيصبح الأمر عادياً بعد ذلك !! وهذا هو رئيس وزراء إسرائيل الجديد يصرح بمنتهى الصراحة والوضوح ويقول : لا مجال الآن للحديث عن تقسيم القدس فإن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل . يعلن بذلك الهوية اليهودية بمنتهى الصراحة والوضوح في الوقت الذي لا زال فيه الكثير ممن ينتسبون لهذا الدين يجهلون هذه الطبيعة اليهودية أو يتجاهلونها على حدً سواء وها أنذا اليوم أريد أن أبين للجميع من هم اليهود فأعيروني القلوب والأسماع جيداً . أيها المسلمون:- اليهود منذ البداية هم نسل الأسباط الأثنى عشر ليوسف وأخوته نزحوا إلى مصر بدعوة من نبي الله يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، فعزلوا أنفسهم عن المصريين وأبوا أن يندمجوا مع الشعب المصري على أساس أنهم من نسل الأنبياء فتكاثر نسلهم وهم يتواصون بينهم بعدم الأختلاط والعزلة ليبقى كل سبط من الأسباط نسله المتميز المعروف فكرههم الشعب المصري ونبذهم ، وزادت الهِوةَ بين الشعب المصري وبين أبناء اليهود يوماً بعد يوم حتى ساماهم فرعون سوء العذاب . ولما أرسل الله نبيه موسى عليه السلام إلى فرعون بقوله سبحانه اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى النازعات 17 - 19 رأى اليهود من بني إسرائيل في موسى حبل النجاة فآمن به بنو إسرائيل لعل الله ينجيهم من فرعون وملأه فنجاهم الله جل وعلا وشق لهم طريقاً في البحر يابساً وأغرق فرعون وجنوده وامتن الله عليهم بهذه النعمة فقال سبحانه وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ البقرة 49 - 50 ومع ذلك لما تركهم نبي الله موسى كفروا بالله سبحانه وتمردوا على نبي الله هارون ، وعبدوا العجل الذهبي من دون الله العلي . فلما انطلق نبي الله هارون ليقول لهم وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى طه 90- 91 فلما رجع إليهم نبي الله موسى ردَوا عليه باستعلاء واستكبار قال الله تعالى وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ البقرة 55 ثم بعثهم الله من بعد موتهم لعلهم يشكرون ولعلهم يتوبون إلى الله جل وعلا ولكنهم عاندوا ، وأعرضوا ، وأزدادوا كفراً ، فرفع الله جل وعلا فوق رؤوسهم جبل الطور كأنه ظلة تهدبدا ووعيدا فارتعدت قلوبهم واضطربت نفوسهم وأعطوا العهود والمواثيق من جديد ولكنهم سرعان ما نقضوا العهود . أيها المسلمون هذه طبيعة اليهود وجبلتهم التي لا تفارقهم إلى قيام الساعة نقضوا العهد مع الله جل وعلا ونقضوا العهد مع نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام واعتدوا يوم السبت فعاقبهم الله عز وجل فمسخهم قردة وخنازير كما قال سبحانه وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ البقرة 65 - 66 وقال سبحانه في سورة المائدة قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ المائدة 60 ثم أمرهم الله أن يدخلوا الأرض المقدسة مع نبي الله موسى فكذبوا وعادوا وأعرضوا وأبوا ورفضوا أمر الله عز وجل ، فحكم الله عليهم بالتيه في الأرض أربعين سنة . وبعد هذه المدة الطويلة مَنَ الله عليهم فأدخلهم الأرض المقدسة ولكن سرعان ما نقضوا العهد مرة أخرى مع الله جل وعلا فبدَلوا قولا ً غير الذي قيل لهم . فاليهود لا عهد لهم ولا ذمة ، نقضوا العهد مع الله ، ونقضوا العهد مع نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام . ثم توال عليهم الأنبياء بعد نبي الله موسى فكذبوا فريقاً من الأنبياء وقتلوا فريقاً آخر كما قال الله جل وعلا : وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ البقرة 87 -88 كما أرسل الله عز وجل إليهم بعد ذلك نبيه عيسى عليه السلام فأتهموه منذ اللحظة الأولى أنه ولد زنا وأجمعوا على قتله بل أعلنوا ذلك في صراحة ووقاحة كما قال الله عز وجل حكاية عنهم في سورة النساء وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا النساء 157 ولم يكتفوا بما أعلنوه مع نبي الله عيسى في حياته معهم بل دونوا افتراءاتهم عليه لأجيالهم المتلاحقة في كتابهم الخبيث المسمى بالتلمود . وأكتفي بذكر فقرة واحدة من هذا الكتاب الفاجر الجنسي الوقح عن نبي الله عيسى تقول هذه الفقرة:- " يسوع النصارى في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار وأمه مريم قد أتت به من الزنا " وأعلن اليهود الحرب على التوحيد الذي جاء به نبي الله عيسى وأعلنوا الحرب على الموحدين من أتباع عيسى عليه السلام فسلط الله عليهم من لا يرحمهم فسامهم الرومان سوء العذاب ومزقهم الرومان شر ممزق فإذا هم أشتات وشرازم مبعثرة لا يخلو منهم مكان . ساحوا في الأرض بعد ضربات الرومان المتلاحقة . ومن الأرض المباركة التي ابتليت بشرزمة قذرة عفنة من هذه الشرازم الممزقة المدينة الطيبة مدينة رسول الله . " اليهود في المدينة " انطلق اليهود إلى المدينة وهنالك أعلنوا أن الله عز وجل قد وعدهم في التوراة أنه سيبعث نبياً ، وبينت التوراة صفة النبي ، بل وبينت الأرض الذي سيبعث فيها هذا النبي ، واستعلى اليهود بمبعثه بل تعالوا بذلك على الأوس والخزرج ، وانتظروا مبعث النبي ظناً أنهم سيبعث منهم فهم شعب الله المختار كما يزعمون . وظلوا يتربصون هذه البعثة ليجمع لهم النبي المنتظر الملك من جديد فبعث الله نبيه المصطفى من العرب لا من اليهود . وقام النبي يدعوا الأمة كافة إلى لا إله إلا الله ومن هذه اللحظة كفر اليهود برسول الله وأعلنوا الحرب والعداء لدعوته ورسالته . قال الله جل وعلا وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ البقرة 89 وقال تعالى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ البقرة 146 كفروا برسول الله بل لما ذهب عبد الله بن سلام حبر اليهود إلى النبي ونظر في وجهه وعلم أنه وجه النبي ليس بوجه كذاب آمن بالنبي وقال يا رسول الله اجمع بطون اليهود واسألهم عني ، فجمع النبي اليهود وقال : ماذا تقولون في عبد الله بن سلام ؟ قالوا هو سيدنا وابن سيدنا . فقام عبد الله بن سلام وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، فقام اليهود على لسان رجل واحد وقالوا : هو سفهينا وابن سفهينا !! فاليهود متخصصون في نقض العهود والمواثيق ولا يستحي اليهودي من تغيير الميثاق أو نقض العهد !! لابد من معرفة هذه الطبيعة اليهودية الخبيثة الماكرة . وهكذا أيها الأحبة الكرام هاجر النبي من مكة إلى المدينة المنورة ليقيم للإسلام دولة وسط صحراء تموج بالكفر . وهنا انتقل اليهود من الحرب السرية للنبي ولدعوته إلى الحرب العلنية السافرة فأعلنوا العداء للإسلام بل وعلى رسول الإسلام . ففي أول معركة كبرى من معارك الإسلام مع الشرك في غزوة بدر الكبرى نصر الله المسلمين نصراً مؤزراً وأعز الله جند التوحيد ، وهزم الله جند الشرك وتبعثر الجيش المشرك وسط الصحراء كتبعثر الفئران . وهنا غلت مراحل الحقد والغل والحسد في قلوب اليهود في المدينة فقاموا بحملة إعلامية خبيثة حقيرة للنيل والتقليل والتحقير من النصر الإسلامي في غزوة بدر . بل وقاموا ليثيروا الفتن والقلاقل وليحرضوا المسلمين في مكة للثأر من محمد وأصحابه . لما سمع النبي بمكر اليهود ، انطلق اليهم وجمعهم في سوق بني قينقاع ، وقال لهم المصطفى :" يا معشر اليهود أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشا " فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قاتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال ، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ، وإنك لم تلق مثلنا ، فأنزل الله تعالى في ذلك قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ آل عمران 12 -13(1) فقام النبي وتركهم وما لبث أن قاموا بمؤامرة حقيرة يوم أن جلست مسلمة أبيَة – تربت أبيَه – ترَبَت في مدرسة النبي – إلى صائغ يهودي في المدينة لتشتري منه ذهبا ، فراود اليهودُ المجرمون المسلمة العفيفة أن تكشف وجهها فأبت أن تكشف لليهود عن وجهها ، فتسلل الصائغ اليهودي الوقح إلى المسلمة الأبية فعقد طرف ثوبها في ظهرها فلما قامت المسلمة انكشفت سوأتها ، فاليهود متخصصون في كشف السوءات والعورات !!! فلما انكشفت المسلمة ضحك اليهود وصرخت المرأة ، وسمع هذه الصرخة مسلم أَبِيَ فقام إلى هذا اليهودي فقتله . شتن شتان بين هذه المسلمة الأبية التي أبت أن تكشف لليهودي عن وجهها وبين المسلمات اللائي ارتمين في أحضان الموضات العالمية في هوليود!!! وشتن شتان بين رجل أَبِىِ سمع صراخ مسلمة فانقض على اليهودي المجرم فقتله وبين رجال يرون أعراض أخواتهن تنتهك ولكن " وما أنت بمسمع من في القبور " إنا لله وإنا إليه راجعون . وهكذا أيها ألأحبة : انقض المسلم على اليهودي فقتله ، فانقض اليهود على المسلم فقتلوه ، فقام الحبيب المصطفى وقام الصادقون من الرجال الأطهار وحاصروا اليهود المجرمون على حكم النبي فغنم المسلمون أموال اليهود وأخرجوهم إلى أزرُوعات الشام . وفي السنة الرابعة دبر يهود بنو النضير مؤامرة حقيرة لاغتيال البشير النذير محمد بن عبد الله يوم أن ذهب إليهم النبي لتحصيل الدية ، وجلس النبي إلى جوار حائط من جدران اليهود وخلا اليهود المجرمون ببعضهم البعض وقالوا : لن نجد الرجل في مثل هذه الحالة فمن منكم يقوم إلى صخرة كبيرة من فوق سطح هذه الدار ليلقيها على رأس الرجل ليريحنا منه . فانبعث أشقى القوم عمرو بن جحاش بن كعب وقال : أنا لها ، فقام عمرو بن جحاش وصعد إلى سطح هذه الدار ليلقيها على رأس سيد الرجال ولكن " يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " فاطلع الله نبيه على ما أرادوا فقام النبي مسرعاً في الحال ، وقام ومعه أصحابه رضوان الله عليهم . فلما اخبرهم بالخبر ، قالوا : يا رسول الله والله لابد من إجلاء هؤلاء فانطلق النبي مع أصحابه فحاصروا يهود بني النضير فأخزاهم الله وقذف في قلوبهم الرعب وأجلاهم رسول الله وفيهم أنزل الله جل وعلا سورة الحشر بأسرها ، يقول الحق تبارك وتعالى هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ الحشر 2 وبعد ذلك أيها الأحبة لعب يهود بني قريظة دوراَ قذراً خطيراً داخل المدينة فلقد حاصر الأحزاب المدينة من كل ناحية . وفي وقت حرج خطير نقض يهود بني قريظة العهد فشكلوا تحدياً خطيراً للجبهة الداخلية في المدينة ، فلما علم المسلمون بذلك زلُزلوا زلزالاً عظيماً حتى قام النبي يرفع يديه إلى الله ويتضرع له بهذا الدعاء الحار الذي ورد في الصحيحين من حديث عبد الله بن أبي قام النبي يلجأإلى الله جل وعلا ويقول " اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب : اللهم اهزمهم وزلزلهم ) (2) واستجاب الله دعاء حبيبه المصطفى فأرسل الله جنوداً من عنده ويا لها من قوة لا يعرف المسلمون قدرها . وما يعلم جنود ربك إلا هو ... لكن المسلمون يخططون ويضعون الخطط السنوية والخمسية ويركعون للشرق والغرب ولا يضعون ضمن خططهم أبداً قوة الملك جل جلاله !!! " وما يعلم جنود ربك إلا هو " أرسل الله على الأحزاب جنداً من الريح فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم ، وأنزل الله الملائكة فألقت الرعب في قلوب الأحزاب فتبعثروا في الصحراء كتبعثر الفئران . ونصر الله عبده وأعز الله جنده وهزم الله الأحزاب وحده . وانتهت المؤامرة ونزل جبريل على النبي وهو يلبس لباس الحرب وقال جبريل عليه السلام : يا رسول الله قد وضعت السلاح ؟! فوالله إن الملائكة لم تضع لباس الحرب بعد فأخرج إليهم قال : فإلى هنا وأشار إلى قريظة "(3) فقام المصطفى وأرسل منادياً ينادي في الناس " من كان سامعاً مُطيعاً فلا يُصَلَيَنَ العصر إلا في بني قريظة "(4) فانطلق الصادقون المؤمنون من أصحاب سيد النبيين والمرسلين إلى بني قريظة فحاصروا يهود بني قريظة حصاراً طويلاً . وأخيراً نزل اليهود المجرمون على حكم سعد ابن معاذ بذلك الذي حكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذرية وتقسيم الأموال فلما حكم فيهم سعد بن معاذ بذلك التفت إليه المصطفى وقال : " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات " (5) وهكذا أخزى الله يهود بني قريظة . وفي السنة السابعة انطلق النبي إلى يهود خيبر المجرمين الذي تحصنوا بحصونهم المنيعة المنيفة إلا أن الله عز وجل قد فتح الحصون على يد أسد الله الغالب علي بن أبي طالب الذي قال عنه النبي يومها : :" لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه " وفي الصباح أشرأبت الأعناق ، وتمنى الأبطال القيادة حتى عمر المتجرد التقي المخلص النقي يقول : والله ما تمنيت الإمارة إلا يومها!! وفي الصباح وقف الأبطال على أطراف الأقدام ليرهم النبي وشق هذا السكون صوت النبي وهو يسأل عن القائد الذي سيدفع له الراية ليفتح الله عز وجل على يديه فقال " أين علي بن أبي طالب ؟ ونقب الحضور عن عَلِي فلم يجدوه : ما حضر اليوم يا رسول الله لأنه اشتكى وجعا ً في عينيه قال : "فأرسلوا إليه فأتوني به " فلما جاء بصق في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية" (6) وانطلق علىَ ابن ابي طالب ففتح الله على يديه حصون خيبر . وهتف الجميع بما هتف به النبي أول يوم " الله أكبر خربت خيبر.. الله أكبر خربت خيبر ، أنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين "(7) قال تعالى :" هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " ودبراليهود مؤامرة حقيرة لسمَ النبي في خيبر إلا أن الله عز وجل قد نَجىَ حبيبه المصطفى . وهكذا أجلى الله عز وجل اليهود من المدينة . ولم ينته العنكبوت اليهودي الوقح عن نسج خيوطه الدقيقة وحبك مؤامرته الرهيبة التي بلغت أوجها في العصر الحديث بإخراج هذه الغدة السرطانية الخبيثة وبوضع هذا المولود اللقيط الذي يُعرف الآن بدولة اسرائيل فوق الثرى الطاهر للأرض المباركة على مسرى الحبيب محمد !!! وضُعت هذه الدولة غُصة في قلب العالم الإسلامي بعد أن نجح اليهود في القضاء على الخلافة الإسلامية والقضاء على السلطان البطل عبد الحميد – طيب الله ثراه – ذلكم الرجل الذي شوهت الصهيونية الحاقدة صورته وانطلقت الببغاوات العجماء لتحاكي ما يمليه الأسياد من الشرق والغرب دون وعي أو إدراك . هذا البطل العظيم الذي حاول اليهود بكل الوسائل والسُبل أن يبيع لهم أرض فلسطين فأبى وباؤوا بالفشل الذريع . أرسل اليهود للسلطان عبد الحميد أول الأمر اليهودي الماسوني الثري " قره صوه " فذهب إليه وقال للسلطان : أنا مندوب إلى جلالتكم عن الجمعية الماسونية وجئت لأرجوا جلالتكم أن تقبلوا خمسة ملايين ليرة ذهبية ( انظر إلى وسائل اليهود لا تتغير بتغير الزمان والمكان ) إلى خزينتكم الخاصة ولتقبل مائة مليون ليرة ذهبية لخزينة الدولة على أن تمنحوا لنا بعض الإمتيازات في دولة فلسطين فاستشاط السلطان غضباً ونظر إلى الجالسين معه في مجلسه وقال لهم : " أو ما كنتم تعرفون ماذا يريد هذا الخنزير ؟!! والتفت إليه بقوة وقال : اخرج عن وجهي أيها السافل . وكن اليهود لا يَمَلَون ، فققر أيذهب إلى السلطانَ بنفسسه مؤسس الصهيونية العالمية الأول " تيودر هيرترلز " وعرض عليه أن يبيع له فلسطين بأي ثمن فرد عليه السلطان رداً عجيباً وقال : إن هذه الأرض امتلكها المسلمون بدمائهم وهى لاتباع إلا بنفس الثمن... الله أكبر . ثم قال السلطان البطل : انصحوا الدكتور هيرلتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه الأرض فهى ليست ملكي ولكنها ملك شعبي الذي ضحى في سبيلها وروى ترابها بدمائه ، فليحتفظ اليهود بملايينهم فإذا مزقت امبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن أما وأنا حي قإن عمل المبضع في بدني أهون علىَ من أن أرى فلسطين وقد بُتِرت من امبراطوريتي فإنني لا أستطيع أن أوافق على تشريح أجسادنا ونحن لا زلنا على قيد الحياة !!! هذا هو السلطان البطل الذي شوهوا صورته ودرَسوا صورته المقلوبة لأبنائنا وبناتنا ولا زالت . إلا إنهم ما ملُوا واستطاعوا من خلال إثارة النعرات القومية – وهذا خطر عظيم أن تثار النعرات داخل البلاد – أن يحققوا أغراضهم انظروا إلى الواقع على أرض أفغانستان اليوم .. ما الذي دَمَرَ قوة أفغانستان ؟!! إنها النعرات القومية . هذه طائفة كذا وهذه قبيلة كذا!! إن النعرات القومية من أعظم الأخطار التي تبدد القوى . استطاع اليهود عن طريق الجمعية الماسونية اليهودية العالمية التي تعرف ( بجمعية الإتحاد والترقي ) إثارة النعرات القومية لعزل السلطان البطل عبد الحميد لإخلاء الطريق وتلميع اليهودي العميل الخائن كمال أتاتورك – لا طيب الله ثراه – الذي مثل رأس الأفعى اليهودية في القضاء على الخلافة الإسلامية . ووقع هذا المجرم العميل الخائن معاهدة الذل والعار ( معاهدة لوزان ) وقضى بذلك على الخلافة الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وهكذا أيها الأحبة الكرام انقضت الخلافة : ولٌمَع هذا اليهودي على أنه بطل قومي!!! وفي الثامن من نوفمبر سنة ألف وتسعمائة وسبعة عشر صدر ( وعد بلفور ) بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . وفي عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين استطاع اليهود بخناية مفضوحة أن يحتلوا ما يزيد عن ثمانية وسبعين في المائة من أرض فلسطين . وهكذا أسست دولة لليهود في قلب العالم الإسلامي ساعدهم في ذلك الشرق الملحد والغرب الكافر ، والأنظمة العربية الخائنة وأسست هذه الدولة وأفرزت هذه الغدة السرطانية في قلب العالم الإسلامي . هؤلاء هم اليهود !!! والله ما وعدهم ( استالين) بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين إلا ليتخلص من شرهم !! وما بحث لهم هتلر عن صندوق قمامة إلا ليطهر ألمانيا من قذرهم !! وأمريكا تعاني منهم اليوم ما تعاني !! ولكنها مغلوبة على أمرها فاللوبي اصهيوني يخنق أنفاسها تماماً !! هؤلاء هم اليهود الذين أفسدوا العالم ودمروه !! فاليهودي ( كارل ماركس ) كان وراء الشيوعية الملحدة التي أفسدت فطرة الإنسان !! واليهودي ( دور كايم ) كان وراء علم الإجتماع الذي قَوَض الأسرة !! واليهودي ( فرويد ) كان وراء علم النفس الذي أسس بنيانه على الجنس الفاضح . واليهودي ( ساتر ) كان وراء الوجودية الإباحية الملحدة !! هولاء هم اليهود الذين فضحهم القرآن وعرىَ نفسياتهم الخبيثة تعرية واضحة وعدَدَ القرآن صفاتهم الدنيئة ، والقرآن لا زال بين أيدينا يتلى.. ، لكن أن من يتدبر القرآن ؟! لقد وضعت الأقفال على القلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله علام الغيوب . وها أنذا أعدد لك أيها الحبيب بعض الصفات التي ذكرها القرآن في حق اليهود : اليهود متخصصونفي الكذب على الله وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ التوبة 30 اليهود اتهموا الله بالبخل !! وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء المائدة 64 اليهود اتهموا الله بالفقر لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء آل عمران 181 اليهود متخصصون في تكذيب الأنبياء وقتلهم : قال تعالى أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ البقرة 87 وقال تعالى وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ البقرة 88 اليهود متخصصون في أكل الربا والسحت والحرام : قال تعالى وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ المائدة 62 اليهود متخصصون في نقض العهود والمواثيق ويسعون في الأرض فساداً . اليهود أحرص الناس على حياة وبأي ثمن . قال تعالى وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ البقرة 96 اليهود متخصصون في كتمان الحق والتلبيس والتضليل . قال تعالى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ البقرة 146 اليهود أجبن خلق الله ولو أظهروا لنا الشجاعة والوحدة والألفة : قال تعالى لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ الحشر 14 اليهود ملعونون على ألسنة الأنبياء . قال جل وعلا لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ المائدة 78 -79 أيها الأحبة : هذه صفات اليهود ... هذه بعض صفات اليهود في قرآن الله جل وعلا ولا يُنَبئِكَ على اليهود مثلُ خيبر . (( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )) الملك 14 هؤلاء هم اليهود يا زعماء العرب والمسلمين .. لابد أن نعرف طبيعة اليهود قبل أن نمد إليهم أيدينا بالسلام المزعوم ، فأنا أتساءل مع حضراتكم أسئلة مريرة وهذا هو عنصرنا الثاني بإيجاز . أسئلة مريرة لماذا نسيت أو تناست الأمة تاريخ اليهود ؟!! لماذا يا قوم والتاريخ بين أيدينا مسطور ؟!! لماذا يا قوم والحقائق معلومة للأحياء ، بل وللأموات داخل القبور ؟!! لماذا نسيت الأمة تاريخ اليهود ؟!! سؤال يحتاج إلى جواب، والجواب في كلمات قاطعة لأن المؤامرة على هذا الدين وعلى هذه الأمة قد حبكت تعليمياً وإعلامياً حبكاً دقيقاً محكماً !! وضعوا المناهج الدراسية لنا ولأبنائنا وضعاً دقيقاً فشوهوا العقيدة وشوهوا مفهوم لا إله إلا الله ، ونَحَِوْا عن الحكم شريعة الله وشوهوا التاريخ الإسلامي ، ومجَدوا المناهج الجاهلية الأرضية . مجدوا جاهلية حورس !! وجاهلية مينا !! وجاهلية "خوفو"!! علمونا في المناهج أن " ماجلان" عبقري وبطل كل زمان !! ولم يعلمونا أنه هو الذي أضرم في المسلمين النيران !! علمونا أن الدين هو الرجعية والتخلف !! علمونا أن الحملة الفرنسية كانت فتحاً لمصر ولم تكن غزواً ولم يخبرونا أن نابليون قد دخل الجامع الأزهر بخيوله لحرق قلوب العلماء والمسلمين !! علمونا أن العلمانية هى الصراط المستقيم !! ومن يعرض عنها فإن له معيشة ضنكا !! علمونا أن التمسك بالدين رجعية ، وأن التمسك بالدين تخلف ، وأن خليفة المسلمين هو الرجل المريض !! علمونا فلسفة الشك منذ نعومة أظافرنا وحفظَوا لنا " أنا أشك إذن أنا موجود " ولو صدق المجرمون لقالوا أنا أشك إذن أنا دبوس !!! علمونا منذ اللحظات الأولى في هذه المناهج الدراسية حب جبران ، السوبر مان وشكسبير وسارتر وسيمون وديبوفوار وكل الوجوديات وما بها من أفكار وأن هؤلاء هم الذين يقولون الحق ويعدلون به !!! علمونا كيف يكون الإستسلام بذلٍ وعار ؟ بل وكيف يكون القبول للخروج من الأرض والديار ؟! ولا زال مسلسل خروج المسلمين من الأرض مستمراً إلى هذا النهار !! بدأت أولى حلقات " مسلسل خروج المسلمين من الآرض " في بلاد الأندلس .. ثم في بلاد مورو في الفلبين .. ، في بخاري.. ، وفي طشقند..، وفي طجكستان ، وفي تركستان ، في كشمير ، في الصومال ..، وفي البوسنة..، وفي الشيشان..،وفي فلسطين..، ولا زال المسلسل مستمراً حتى الآن !! إنه مسلسل دقيق كنتاج مسلسل "دالاس" ولكن الفارق بين المسلسلين أن مسلسل خروج المسلمين من أرضهم وديارهم لا تتحرك له مشاعر الرأي العام ..ولم لا ؟! وقد وضع المسلسل بدقة . إنه من تأليف وسيناريو الصهيونية والصليبية الحاقدة ، ومن ألحان الماسون وأتباعهم العلمانيين ، ومن انتاح وإخراج الفاتيكان !!! وسؤال مرير آخر يملأ قلبي مرارة . لماذا انتصر اليهود وانهزم المسلمون ؟! لماذا انتصر اليهود وهم لا يزيدون عن بضعة ملايين ، وانهزم المسلمون وهم يزيدون على ألف مليون ؟!! والجواب في آية واحدة محكمة من الله جل وعلا إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ الرعد 11 فلما غيرت الأمة دين ربها وشريعة نبيها وتخلت عن أصل عزها أذلها الله . إنه الذل لليهود الذين يتلاعبون بالعالم الإسلامي !! بل بالعالم كله !! فاستوى المسلمون مع اليهود في المعاصي والبعد عن الملك ، فترك الله المسلمين لليهود فذل اليهود المسلمين . سُنَةُ ثابتة ... إن الله لا يحابي أحداً من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المحاباة . سُننُ ربانية في الكون لا تتغير ولا تتبدل لابد أن يعيها المسلمون من جديد . وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .. الخطبة الثانية : الحمد لله رب العالمين ... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه ,أتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين . أما بعد: فيا أيها الأحبة الكرام : بعد هذا العرض المر المؤلم لهذا التاريخ المسطور المعلوم يتساءل الشباب بل والمسلمون : ما السبيل ؟! ما الحل ما الطريق ؟! وها أنذا أوجز هذا السبيل أو مشروعَ الخلاص وتمنيت والله لو يتبنى زعماءُ العرب والمسلمين هذا المشروع ليسعدوا في الدارين في الدنيا وفي الآخرة .. لتسعد بهم أمتهم وليسعدوا أمتهم وليعيشوا في عز وشرف وكرامة وشهامة ومروءة ورجولة . في نقاط محددة نقدم مشروع الخلاص من هذا المأزق الحرج والواقع المر الأليم أولاً : أن ترجع الأمة إلى الله جل وعلا بتصحيح العقيدة والعبادة وتحكيم الشريعة وتقويم الأخلاق تحويل الإسلام إلى منهج عملي وواقع حياة . ثانياً : أن تصطلح الأمة مع شبابها الطاهر المتوضئ ، المؤمن الذي تصب الأمة الآن علي رأسه جام غضبها في الوقت الذي تكرم فيه الساقطين والتافهين ممن سيكونون أول من يفر ساعة الجد كفرار الفئران لابد أن تعرف الأمة قدر الشباب الطاهر الذي سيقف في الميدان إذا جد الجد وحمي الوطيس .. لابد من الصلح معه فإن أمة تتحدى شبابها الطاهر أمة خاسرة لا كيان لها ولا بقاء . هذا الشباب هو المحرك الحقيقي .. هذا الشباب هو الذي دفع اليهود المجرمين إلى أن يجلسوا مع عرفات على مائدة المفاوضات وقد صرح بذلك !! هذا الشباب هو مصدر القلق والفزع والرعب لأعداء الله جل وعلا بل وقد صرح اليهود بذلك فقالوا : لقد استطعنا بجهودنا وجهود أصدقائنا في المنطقة أن يظل الإسلام بعيداً عن حلقة الصراع ولابد أن يبقى الإسلام بعيداً عن حلبة الصراع !!! يا مسلمون : إن الصراع بيننا وبين اليهود ليس صراع أرض وحدود ولكن صراع عقيدة ووجود أسأل الله أن يرد الأمة إلى الإسلام رداً جميلاً . ثالثاً : رفع راية الجهاد في سبيل الله ، فلا عز للأمة إلا بالجهاد . فوالله ما ذلت الأمة وهانت إلا يوم أن ضيعت الجهاد ، الذي جعله رسول الله ذروة سنام هذا الدين . ولقد حرص أعداؤنا على أن يحولوا بين الأمة وبين الجهاد وحاولوا بشتى الطرق ألا تربى الأجيال المسلمة على روح الجهاد وسير الأبطال الفاتحين !! وها هو الواقع يصرخ في وجوه المخمورين الغافلين أن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية لن تعيد للأمة المكلومة أراضيها أو دمائها أو كراماتها ، بل ولا سبيل لذلك مطلقاً إلا برفع راية الحهاد في سبيل الله . فالعالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء !! كما قال الإرهابي الكبير " مناحم بيجن " إننا نحارب إذن نحن موجودون !!! " تمنيت لو أن وعت الأمة هذه الحقائق ، وأضرع إلى الله سبحانه أن يردها إلى الحق رداً جميلاً . ومع هذا فأنني لعلى يقين أن المستقبل لهذا الدين رغم كيد اليهود المجرمين والمنافقين . أسأل الله أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين وأن يأذن بتحرير الأقصى من دنس الخائنيين الدعاء (1) رواه أبو داود رقم ( 3001 ) في الخراج ، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة ؟ وأخرجه الطبري رقم ( 6667) . (2) رواه البخاري رقم (2933) في الجهاد ، باب الدعاء على المشركين ، ومسلم رقم (1742) في الجهاد ، باب الأمر بالصبر عند اللقاء ، والترمذي (1678) . (3) أخرجه البخاري رقم (4117) في المغازي (4) أخرجه البخاري رقم (4119) في المغازي ، ومسلم رقم (1770) في الجهاد والسير. (5) رواه البخاري رقم (4121) في المغازي . (6) أخرجه البخاري رقم (7/366) في المغازي باب غزوة خيبر ، وفي الجهاد باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2406) في فضائل الصحابة . (7) أخرجه البخاري (7/359) في المغازي باب غزوة خيبر ، وفي صلاة الخوف : باب التكبير والغلس بالصبح ، ومسلم رقم (1365) في الجهاد باب غزوة خيبر ، ومالك (2/468)، والترمذي رقم (1550)، والنسائي (1/272)، وأحمد (3/102/161) ، 164 ، 168 ، 206 ، 246 ، 263 ) .