الأحقاف مساكن قوم عاد
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
الدكتور منصور أبو شريعة العبادي
| المصدر :
www.55a.net
الأحقاف مساكن قوم عاد
الدكتور منصور أبو شريعة العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
أن تسمى سورة من سور القرآن الكريم باسم المكان الذي سكنه قوم قد أهلكهم الله بعد أن كفروا بالله وكذبوا رسله لا بد وأن يكون لحكمة بالغة يريد الله منها لفت أنظار البشر لهذا المكان وكشف ما به من عجائب قدرته. فالأحقاف هو اسم إحدى سور القرآن الكريم وهو اسم المنطقة التي سكنها قوم عاد وهم قوم نبي الله هود عليه السلام.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد وصف المدينة التي سكنها هؤلاء القوم وهي إرم ذات العماد بأنها لم يخلق مثلها في البلاد فإن في رمال الأحقاف التي تحتضن هذه المدينة تحت رمالها من العجائب الطبيعية ما يفوق أضعافا مضاعفة ما يبنيه الإنسان من أبنية وقصور.
وفي هذه المقالة سنوضح كيف أن صور الجوجل إيرث تكشف كثير من اللوحات الطبيعية الموجودة في منطقة الأحقاف والتي رسمتها الرياح والمياه على سطح الرمال بتقدير من الله سبحانه وتعالى.
وإلى جانب ذكر مكان سكنى قوم عاد بالاسم الصريح في القرآن الكريم وذلك على عكس بقية الأقوام البائدة فقد تضمنت الآيات القرآنية التي تتحدث عنهم وعن مصيرهم بعض الإشارات التي ستساعدنا في تحديد في أي جزء من الأحقاف تقع مدينتهم إرم وذلك بالاستعانة بالصور المأخوذة من
الجوجل إيرث
لمنطقة الأحقاف. ويمكن للقارئ الرجوع إلى مقالة
"اكتشاف مساكن قوم عاد"
بقلم الأستاذ فراس نور الحق المنشورة على موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لمزيد من التفصيلات.
لقد ورد ذكر المكان الذي كان يسكنه قوم عاد في سورة الأحقاف في قوله تعالى
"وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)" الأحقاف.
وقبل أن نقوم بتحديد مكان منطقة الأحقاف لا بد من شرح معنى الأحقاف كما ذكر في تفاسير القرآن فقد ذكر ابن كثير في تفسيره أن الأحقاف هي جبال الرمل أما الماوردي فقد عرفها تعريفا دقيقا في تفسيره يتوافق تماما مع صور الجوجل إيرث فقال: (الأحقاف جمع حقف وهي ما استطال واعوج من الرمل العظيم ولا يبلغ أن يكون جبلا). أما موقع منطقة الأحقاف فقد أوردت التفاسير أقوال مختلفة ولكن معظمها يجمع على أنها في جنوب جزيرة العرب ما بين اليمن وعمان على تخوم الربع الخالي الجنوبية أو ما يسمى بالأحقاف. فقد قال مجاهد عن مكان الأحقاف بأنها أرض من حسمي وقال ابن زيد هي بالسحر في اليمن وقال الضحاك هي جبل بالشام وقال ابن اسحاق هي ما بين عمان وحضرموت وقال ابن عباس هو واد بين عمان ومهرة. وحاليا تطلق منطقة الأحقاف على الأجزاء الشرقية من حضرموت اليمنية ومحافظتي المهرة وظفار العمانيتين.
وإذا ما اعتمدنا على أن معنى الأحقاف هو ما استطال وأعوج من الجبال الرملية كما عرفها الماوردي في تفسيره فإن منطقة الأحقاف لا يمكن أن تكون إلا في الجزء الجنوبي من الربع الخالي وذلك لخلو بقية شبه الجزيرة العربية والشام والعراق وكذلك مصر من مثل هذه الجبال الرملية المستطيلة والمعوجة. وتشكل منطقة الأحقاف جزءً كبيراً من الربع الخالي وهي كامل الجزء الجنوبي منه وتمتد من الغرب إلى الشرق على شكل شريط بطول يزيد عن ألف ومائتي كيلومتر وبعرض يتراوح بين خمسين وثلاثمائة كيلومتر. وتقع بداية جبال الأحقاف الرملية من جهة الغرب في داخل اليمن على بعد مائة وخمسون كيلومتر شرق مدينة صنعاء أما نهايتها فتقع من جهة الشرق في الإمارات العربية على بعد مائة كيلومتر من مدينة العين على الخليج وذلك عند واحة ليوا كما هو واضح في الصورة التالية والتي تظهر فيها منطقة الأحقاف باللون البني كما وردت في جوجل إيرث.
ويبلغ ارتفاع منطقة الأحقاف عند بدايتها في اليمن ألف ومائة متر عن سطح البحر وتقل تدريجيا كلما اتجهت شرقا حتى تصل إلى مائة متر عند نهايتها في الإمارات. ويقع ما طوله مائة كيلومتر من الأحقاف في اليمن ثم بطول ستمائة كيلومتر بين اليمن والسعودية ثم بطول مائتي كيلومتر بين السعودية وعمان حيث تقع إرم ذات العماد ثم بطول ثلاثمائة كيلومتر في السعودية وأخيرا خمسين كيلومتر في الإمارات.
تتكون منطقة الأحقاف في الجزء اليمني وكذلك الجزء السعودي اليمني من جبال أو كثبان رملية مستطيلة أو شريطية الشكل ومتوازية وهي في غاية الانتظام من حيث المسافة بين الكثبان المتجاورة وكذلك عرض وارتفاع الكثيب. فالمسافة بين الكثبان المتجاورة تكون أكبر ما يكون عند بدايتها في الجزء اليمني حيث تصل إلى خمسة كيلومترات وتقل إلى كيلومترين عند نهاية الجزء السعودي اليمني أما عرض الكثيب فيتراوح بين كيلومتر عند البداية ويقل لنصف كيلومتر عند النهاية وأما ارتفاع الكثيب فيتراوح بين خمسين مترا ومائة وخمسين مترا. وتوضح الصور التالية الكثبان الرملية في الجزء اليمني وهي أكثر كثبان الأحقاف انتظاما ففي الصورة الأولى تظهر بداية تكون الكثبان في الجزء اليمني ويظهر في الصورة كيف أن بعض الكثبان يمتد لمسافة عدة مئات من الكيلومترات دون أن ينقطع فالخط الأصفر في نهاية الصورة هو الحدود اليمنية والسعودية. أما الصورة الثانية والثالثة فتبين مدى الانتظام في هذه الكثبان وعلى الرغم من أن الصورة تظهر الكثبان وكأنها جبال صلبة إلا أنها رمال في غاية النعومة ولكنها تحافظ على أشكالها المنتظمة رغم تعرضها للرياح.
أما كثبان الأحقاف في الجزء العماني فهي أقل انتظاماً من تلك التي في الجزء اليمني واليمني السعودي. ويعود عدم الانتظام هذا إلى تداخل العوامل التي شكلت هذه الكثبان حيث غيرت مياه الأودية الكبيرة التي تصب في رمال الأحقاف من تضاريس الكثبان الرملية التي شكلتها الرياح. وتظهر الصور التالية أشكال الكثبان في هذه المنطقة من الأحقاف والتي سنبين فيما بعد أن هذه المنطقة هي المكان المحتمل لمساكن قوم عاد ومدينتهم إرم ذات العماد.
أما الجزء السعودي والذي يحتوي على أكبر نسبة من الكثبان الرملية فإنه يضم أكبر تشكيلة من اللوحات الفنية للكثبان الرملية.
ويقول علماء الجيولوجيا أن هذا الجزء من الأحقاف يحتوي على كميات ضخمة من المياه الجوفية. وأما الجزء الإماراتي من الأحقاف فعلى الرغم من صغر مساحته إلا أنه يحتوي على لوحات فنية للكثبان الرملية في غاية الروعة خاصة إذا ما تخللتها واحات النخيل. وستساعدنا هذه الصور لتلك المنطقة في فهم الكيفية التي تم بها دفن قوم عاد ومدنهم ومزارعهم تحت رمال هذه الكثبان. وتظهر الصورة الأولى المنظر العام لنهاية منطقة الأحقاف في الإمارات العربية ويظهر في الصورة جزء من أحقاف السعودية وتبين الصورة كيف أن الأحقاف تنتهي على شكل قوس بطول لا يتجاوز مائتي كيلومتر وكيف أن المياه التي تجمعها رمال الأحقاف من جبال اليمن وعمان تفيض عند نهايتها لتسقي واحات ضخمة تمتد على طول مائة كيلومتر وهي واحة ليوا الإماراتية كما تظهر باللون الأسود . أما الصور الأخرى فتبين بعض اللوحات الفنية للكثبان الرملية في منطقة السعودية والإمارات وتبين كذلك بعض واحات ليوا التي تقع بين الكثبان الرملية بينما تبين الصورة الأرضية إحدى هذه الواحات.
ونعود الآن لتحديد في أي جزء من الأحقاف يوجد المكان الذي سكنه قوم عاد وذلك على ضوء الآيات القرآنية التي تحدثت عن هؤلاء القوم. وكما هو معروف فإن المدن والقرى تبنى حيث توجد مصادر المياه التي يشرب منها البشر ويسقون منها أنعامهم ومزروعاتهم وعادة ما تزدهر هذه المدن وتظهر فيها الحضارات إذا ما توفرت المياه بشكل دائم وبكميات كافية كما هو الحال مع الحضارات التي ظهرت على أنهار النيل والفرات ودجلة. لقد حدد القرآن الكريم أن قوم عاد كانوا يعتمدون على مياه العيون المنتشرة بين كثبان الأحقاف وذلك مصداقا لقوله تعالى
"وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)" الشعراء.
وإنه من غير المستغرب أن تتفجر هذه العيون من بين رمال هذه الصحراء القاحلة إذا ما علمنا أن كميات هائلة من مياه الأمطار التي تسقط على مرتفعات اليمن وعمان المحاذية للأحقاف من الجهتين الغربية والجنوبية تصب في رمال الأحقاف. إن مياه الأمطار الموسمية التي تسقط على سلسلة جبال حضرموت وعمان والتي يبلغ طولها أكثر من ستمائة كيلومتر وبعرض يزيد عن مائتي كيلومتر تصل في النهاية إلى رمال الأحقاف من خلال عدد كبير من الأودية. وبما أن مستوى مياه العيون التي يتم حفرها فيما بين الكثبان يتأثر تأثرا مباشرا بكميات الأمطار التي تهطل على سفوح الجبال فإن قوم عاد كانوا يستبشرون خيرا عندما تنزل الأمطار على أوديتهم مصداقا لقوله تعالى
"فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)" الأحقاف.
إن المياه التي تصب في رمال الأحقاف الممتدة من اليمن غربا إلى الحدود اليمنية العمانية بطول سبعمائة كيلومتر لا تكاد تستقر فيها بل تجري باتجاه الشرق بسبب ميلانها الكبير فهي تبدأ بارتفاع ألف ومائة متر وتنتهي بارتفاع مئتين وخمسين متر. أما الجزء الذي يمتد من الحدود اليمنية العمانية إلى نهايتها في الإمارات مرورا بالسعودية بطول خمسمائة كيلومتر فإن ميلانها منخفض جدا حيث تبدأ بمئتين وخمسين مترا وتنتهي بمائة متر ولذلك فإن المياه الجوفية تتجمع بشكل كبير تحت رمال الصحراء وتسير ببطء باتجاه واحة ليوا الاماراتية. ومن الواضح من الصورة التالية أن المكان الأكثر احتمالا لمساكن قوم عاد هي الأحقاف الموجودة في المنطقة العمانية وذلك لأسباب كثيرة. أولها أن هذه المنطقة تغذى بالمياه من واديين عظيمين (باللون الأبيض) تمتد تفرعاتها النهائية على مدى مائتي كيلومتر من جبال حضرموت وعمان كما واضح من صورة جوجل إيرث التالية.
وثانيها أن المياه التي تجمعها الأحقاف الموجودة في الجزء اليمني تصب في النهاية في هذه المنطقة بسبب ميلانها الكبير كما ذكرنا سابقا.
أما ثالثها فهي اتساع منطقة الأحقاف في هذا الجزء منها وكذلك سهولة المنطقة الجبلية المحيطة بها مما يسهل من بناء المدن والقرى حول الأحقاف بينما يتم إنشاء المزارع فيما بين الكثبان الرملية التي تحتفظ بالمياه على شكل مياه جوفية كما هو الحال في واحة ليوا الإماراتية كما هو واضح من الصور السابقة.
وإلى جانب هذه الأسباب فإن المكتشفات الأثرية في هذه المنطقة تؤكد على أن هذه المنطقة هي المنطقة المحتملة لوجود مدينة إرم ذات العماد والتي وصفها القرآن الكريم بأنها لم يخلق مثلها في البلاد من حيث عظم وجمال أبنيتها وذلك في قوله تعالى
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)" الفجر.
ومما يؤكد على صحة فرضية وجود مدينة إرم في هذه المنطقة هو المصير الذي آلت إليه هذه المدينة والطريقة التي حل بها عذاب الله بالقوم الذين كانوا يسكنونها كما ورد ذلك في القرآن الكريم.
فقد جاء في القرآن الكريم أن قوم عاد قد أهلكوا بالريح والتي وصفها الله بأوصاف مختلفة ومخيفة تبين مدى العذاب الذي حملته لقوم عاد كما في قوله تعالى
"وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيةٍ (8)" الحاقة وقوله تعالى "كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)"
القمر وقوله تعالى
"فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)" فصلت وقوله تعالى "وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)" الذاريات.
إن هذه الآيات تحدد صفات الريح التي أرسلت إلى عاد فهي أولا ريح صرصر أي ريح باردة جدا ولهذا فلا بد أنها كانت قادمة من الشمال مما يعني أنها ستمر على صحراء الربع الخالي المفتوحة ذات الرمال الناعمة. وهي ثانيا ريح عاتية أي أن سرعتها بالغة العلو قد تصل لعدة مئات من الكيلومترات في الساعة وهي ذات قوة تدميرية عالية بحيث أنها تنزع الناس والحيوانات والأشجار وتطير بهم في الهواء كما نرى في الأعاصير المدمرة التي تضرب مناطق كثيرة من العالم فتحدث تدميرا كبيرا فيها.
ومن الواضح من الآيات أن هذه الريح كانت عاصفة رملية ضخمة (أنظر صورة العاصفة الرملية التالية)
تحمل كميات كبيرة من رمال الربع الخالي فأمطرتها على مدينة إرم التي تقع على حافة الأحقاف بعد أن اصطدمت بسلسلة الجبال التي تقع خلف مدينة إرم. لقد دفنت رمال العاصفة جميع مزارع عاد التي تقع بين الكثبان ومعظم المدينة كذلك والتي لم يظهر منها في ذلك الحين إلا الأجزاء العليا من مساكنهم والتي دفنت بشكل نهائي مع مرور آلاف السنين مصداقا لقوله تعالى
"تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25)" الأحقاف.
ويمكنك تخيل ما حل بمدينة إرم وواحاتها المنتشرة بين الأحقاف جراء العاصفة الرملية إذا ما تفكرت في مصير الواحة الظاهرة في الصورة العليا والمحاطة بالكثبان الرملية من كل جهة إذا ما تعرضت لعاصفة رملية مماثلة (لا سمح الله). أما الصفة الأخيرة والعجيبة لهذه الريح فهي مدة هبوبها حيث استمرت بالهبوب لمدة سبع ليال وثمانية أيام متواصلة دون انقطاع أي ما يساوي مائة وثمانون ساعة وعند الرجوع لما يقوله العلماء عن أطول مدة لبقاء العواصف وجدت أنها مائتي ساعة فسبحان القائل
"فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)" الأعراف.
يستقبل الدكتور منصور العبادي استفساراتكم وآرائكم على الإيميل التالي:
mabbadi@just.edu.jo
المراجع
1- القرآن الكريم
2- تفسير النكت والعيون للماوردي
3- تفسير القران العظيم للإمام الحافظ عماد الدين ، أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشى الدمشقي
4- الجوجل إيرث
لمزيد من المقالات للكاتب:
http://mansourabbadi.maktoobblog.com/