الخبر – وكالات (لها أون لاين)
تمكّن مشفى سعودي في مدينة الخبر (شرقي المملكة) بتوفيق الله عز وجل، من إتمام ولادة طفل سليم، من زوجين سعوديين مصابين بمرض وراثي، يطلق عليه اسم (بيتا ثلاسيميا)، في عملية هي الأولى في الشرق الأوسط. معتمدين على تقنيات التشخيص المعملي الوراثي وأطفال الأنابيب.
وقالت مصادر سعودية اليوم: "إن مستشفى سعد التخصصي بالخُبر، شهد ولادة طفل سليم تماماً، لزوجين سعوديين حاملين لمرض (بيتا ثلاسيميا) الوراثي. وقد كلل فريق الأطباء نجاحهم باستخدام دم الحبل السري للمولود لعلاج أخته المصابة بالمرض الوراثي ذاته، والمتكافئة معه في الأنسجة، وذلك وفقًا لخطة علاجية متكاملة، جرى تطبيقها للمرة الأولى في الشرق الأوسط".
ويعرّف الدكتور علي الحلاني مدير معمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي، مرض "بيتا ثلاسيميا" بأنه نقص في بروتين البيتا جلوبين (أحد مكونات خضاب الدم)، وهو من أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارًا في المملكة، حيث تصل نسبة الأفراد الحاملين له (من غير المصابين) إلى 40% في بعض مناطق المملكة، بخاصة المنطقة الشرقية، وهو من الأمراض المؤثرة سلبًا على دورة الحياة الطبيعية للإنسان، حيث تكون مادة الهيموجلوبين في كرات الدم الحمراء لدى المصابين به غير كافية للقيام بوظيفتها.
وتوضح الدكتورة سهام العاكوم، استشارية المساعدة على الحمل والإنجاب وأطفال الأنابيب بمستشفى سعد التخصصي وعضوة الفريق الطبي الذي تابع حالة الأم، أن الزوجين الحاملين لمرض الثلاسيميا، بعد أن رزقهما الله عن طريق حمل طبيعي بطفلة سليمة عمرها أربع سنوات، وطفلة أخرى عمرها سنتان مصابة بالمرض، قد طلبا الدعم الطبي لإنجاب طفل آخر سليم، على أن يتم استخدام خلايا الدم الجذعية المستخرجة من الحبل السري للمولود، في علاج أخته المصابة، ويتم تفادي التكلفة المادية لعلاجها، والتي تبلغ 50 ألف ريال سنوياً.
وقد اقترح الفريق الطبي تقنية أطفال الأنابيب (IVF)، بالرغم من قدرة الزوجين على الإنجاب الطبيعي، وذلك لضمان التمكن من اكتشاف الجنين المصاب واستبعاده في وقت مبكر، واختيار الجنين الصالح، غير المصاب، والمتكافئ في الأنسجة مع الأخت المصابة.
وبعد تحاليل استغرقت 48 ساعة، بمعمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي، تم انتقاء جنينين من الأجنة السليمة والمتطابقة في الأنسجة مع الأخت المصابة، وتمت زراعة جنين واحد في رحم الأم في اليوم الخامس لعملية التبويض، أما الجنين الثاني فكان بحالة انقسام غير سليمة، مما أدى إلى استبعاده. وبعد أسبوعين من زراعة الجنين، جرى التأكد من ثبوت الحمل، وانتقلت الأم بعدها إلى قسم النساء والتوليد بالمستشفى للمتابعة.
وبأخذ عينة من دم المولود، وتحليلها بمعمل التحليل الوراثي، تأكدت سلامة الجنين، وأنه متكافئ نسيجيًا مع الأخت المصابة. وقد تم تجميع بعض الدم عن طريق الوريد السري، وحفظه في وعاء دموي مخصص لهذا الغرض، ثم تم نقله إلى أحد المراكز المتخصصة في الحفظ خارج البلاد، حتى يتم اللجوء إليه لعلاج الأخت المصابة.