وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ قوله : " وأن ألق عصاك " أي التي في يدك كما قرره على ذلك في قوله تعالى : " وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى " والمعنى أما هذه عصاك التي تعرفها " ألقها فألقاها فإذا هي حية تسعى " فعرف وتحقق أن الذي يكلمه ويخاطبه هو الذي يقول للشيء كن فيكون كما تقدم بيان ذلك في سورة طه : وقال ههنا " فلما رآها تهتز" أي تضطرب " كأنها جان ولى مدبرا " أي في حركتها السريعة مع عظم خلقتها وقوائمها واتساع فمها واصطكاك أنيابها وأضراسها بحيث لا تمر بصخرة إلا ابتلعتها تنحدر في فيها تتقعقع كأنها حادرة في واد فعند ذلك " ولى مدبرا ولم يعقب" أي ولم يكن يلتفت لأن طبع البشرية ينفر من ذلك فلما قال الله له " يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين " رجع فوقف في مقامه الأول.
قوله : " وأن ألق عصاك " أي التي في يدك كما قرره على ذلك في قوله تعالى : " وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى " والمعنى أما هذه عصاك التي تعرفها " ألقها فألقاها فإذا هي حية تسعى " فعرف وتحقق أن الذي يكلمه ويخاطبه هو الذي يقول للشيء كن فيكون كما تقدم بيان ذلك في سورة طه : وقال ههنا " فلما رآها تهتز" أي تضطرب " كأنها جان ولى مدبرا " أي في حركتها السريعة مع عظم خلقتها وقوائمها واتساع فمها واصطكاك أنيابها وأضراسها بحيث لا تمر بصخرة إلا ابتلعتها تنحدر في فيها تتقعقع كأنها حادرة في واد فعند ذلك " ولى مدبرا ولم يعقب" أي ولم يكن يلتفت لأن طبع البشرية ينفر من ذلك فلما قال الله له " يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين " رجع فوقف في مقامه الأول.