د. محمد موسى الشريف .
إن الله تعالى قد خلق الإنسان باستعداد فطري لسلوك طريق الخير والهداية أو طريق العمى والغواية، وزوده بعقل مدرك، وأمده رحمة وكرماً برسل يرشدونه ويهدونه، فإن اختار المرء طريق الغواية، ورضي سلوك مسالك أهل الضلالة بعد هذا كله فهو وما اختار، ونرجو له الهداية وندعو له بها عسى أن يتداركه الله برحمة منه وفضل. لكني أعجب كل العجب من رجل له زوجة وبنات، ويعيش حياة بعيدة عن الالتزام والهداية، وهذا طريقه الذي اختاره لنفسه لا حول ولا قوة إلا بالله، والذي أعجب منه كل العجب هو أن هذا الرجل لا يبالي أن تظهر نساؤه وبناته على هيئة معيبة، يُظهرن أكثر مما يُخفين، وضحكاتهن تعلو في المجامع والأسواق أمام الأجانب، ويتكسرن ويخضعن ويتثنين، ثم إن الرجل لا يحرك ساكناً، ولا تبدو عليه علامات الامتعاض وكأن النساء ليسوا أهله، والأعجب من هذا أن أعين كثير من الشباب تكاد تلتهمهم وهو يرى ويعلم لكنه لا يأبه، أي صنف من الرجال هذا؟ إن المرء قد لا يلتزم الدين ولا يسلك الطريق القويم لكن أليس له مروءة وشهامة ونخوة؟ ألا تمنعه عزة من هذا الفعل؟ إن نساءه لو وجدن رجلاً ذا مروءة عربية صحيحة ما اجترأن على هذا ولا صنعنه، لكن إلى الله المشتكى من زمان ضاعت فيه المروءة، وقلت فيه النخوة. إن سبب ضياع كثير من النساء هو ضياع مروءة بعولتهن أو إن لم يكن متزوجات فضياع مروءة إخوانهن وآبائهن، إن من يتمتع بشيء من المروءة والشهامة يأبي كل الإباء أن تظهر محارمه أمام الناس على صورة ليس فيها خير، فينبغي أن تدرس المروءة في المناهج الدراسية ومواد الثقافة الإسلامية في الجامعات، ويتلي على الناس قصص أصحاب المروءات والشهامة والنخوة، فإن من شأن أسلوب الحياة الحديثة أن يضعف المروءة في الناس كما أضعف في كثير منهم الدين، ويسلبهم الشهامة والنخوة كما سلبهم الهداية والرشد، فليتدارك الناس هذا منهم وليصدقوا العودة إلى ربهم ، والله المستعان.
المصدر : مسلمة .