الرجل والمرأة جزءان متساويان في حمل أعباء الأمانة الأسرية التي لا تتكامل معطياتها إلا بهما، فكلاهما متممٌ للآخر ومكمل له، ولكل دائرته ومجاله واختصاصه.
فالرجل يقوم بواجباته ووظائفه التي خلقه الله تعالى من أجلها؛ من العمل والسعي في طلب الرزق والقيام بالقوامة والحماية لأسرته، وكذلك المرأة تقوم بواجباتها ووظائفها التي خلقها الله تعالى من أجلها؛ فهي زوجة صالحة وأم رحيمة وأخت حانية وابنة بارة. لذا كان الإسلام دقيقاً في نظرته إلى المرأة، حيث لم يسمح بتحملها أعباء العمل إلا في حالات خاصة ومجـالات محددة تتفق مـع طبيعتهـا وإمكاناتهـا. وإلا فالقـرار في بيتهـا أولى، فقال الله تعالى : ( وقرن في بيوتكن )(الأحزاب:33)،
وليس معنى هذا الأمر ملازمة البيوت فلا يبرحنها إطلاقاً، وإنما هي إيماءة لطيفة إلى أن يكون البيت هو الأصل في حياتهن، وهو المقر، وما عداه استثناء طارئ. حتى المرأة الغربية رغم تحررها تسعى جاهدة إلى العودة لفطرتها السليمة، ففي كتاب "ماذا تفعل امرأة ذكية مثلك في المنزل؟" تقول لندا بيرتون: النساء يخترن البقاء في المنزل من أجل أزواجهن وأنفسهن وأطفالهن.. تقول أمٌّ من ولاية "ويسكنسن" بأنها وزوجها خلال 28 عاماً قاما بكل سعادة بتربية طفلين مهذبين جادين مستقلين، وكانت دائماً تجد الكثير لتفعله، الأمر الذي يجعلها لا تضيع وقتها في مشاهدة التلفزيون أو الفيديو، إذ تقوم بالخياطة والعمل في الحديقة وعمل الخبز والفطائر، وغيرها من الأعمال المنزلية المفيدة الممتعة، إلى جانب ترتيب المنزل وتنظيمه وتنسيقه ، والبقاء مع زوجها دائماً ليستمتعا بحياتهما الزوجية.
وقد أكدت دراسة حديثة (نشرتها بي بي سي أون لاين) أنّ الرجل يصبح أكثر سعادة إذا لزمت زوجته المنزل.
وتقول الدراسة إنّ الرجل الذي لا تعمل زوجته يصبح أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب. كما أنّ الزوجة التي تتخلى عن رعاية أسرتها وتعمل بنظام اليوم الكامل يصبح زوجها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
وقالت الدكتورة "فيكي كاتيل" التي شاركت في الدراسة: إنّ الزوجة التي تفضّل البقاء في المنزل لها دور كبير في تحمّل مسؤولية الأسرة وتطوير الروابط الاجتماعية.
وهكذا.. فارتقاء المرأة لا يكون بأن تمحق فيها المؤهلات الطبيعية، ويستعاض عنها بمؤهلات أخرى لم تؤتها من قبل الفطرة، بل ارتقاؤها في أن تنمي فيها المؤهلات الطبيعية وتهذب وتصقل، وتتاح لها الفرص للعمل على أحسن وجه ممكن.
أما عمل المرأة في المتاجر أو المصانع والمناجم وقيامها بإدارة الآلات الثقيلة، أو في مكتب تكون فيه سكرتيرة تنفذ أوامر سيدها؛ فهذا لا ينمي مداركها أو يوسع آفاق تفكيرها، إنما هو بداية لسقوطها وهبوطها.
فهي باستطاعتها أن توسِّع مداركها وتنمِّي مواهبها بالتعلم وحضور مجالس العلم والفقه، والمساهمة في الندوات والمحاضرات والاطلاع على الكتب النافعة وكل ما يجدُّ في العالم من حوادث، والمشاركة في الحياة الاجتماعية بالتشاور والتناصح وإبداء الرأي والمناقشة والنقد الصريح البنَّاء لأخطاء المجتمع.
وقد شاركت المرأة في جميع الميادين الاجتماعية والدعوية والتعليمية وفق الشروط والضوابط الشرعية لعملها من عدم الاختلاط أو التبرج أو السفور أو الخلوة، وغير ذلك مما لا يعرقل دورها الأساسي كزوجة وأم.
المصدر : لها أون لاين .