نسيم الغرب

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : عصام شعبان | المصدر : www.arabicpoems.com

بلاءُ العَيش

نََـسِــــيـْـمَ الـغَــــرْبِ هـونَـــك يِـا نـَسِـــيـــمُ
مَــــرَرْتَ بِــنـــا وحَــسْــبـُـكَ لا تــقــيــــم
تَـَــغَــيَّـــــرَتِ الـــبِـِـــلادُ وســَـاكـِــنُــوهـــا
ولـَـــــمْ يَــبـــْـقَ بِــهـا نــَفــــَرٌ كَـــرِيْـــــــمُ
سَــئـِمـْـتُ الـعَــيـْشَ فـيهِــمْ عَــنْ قَــرِيــــبٍ
فَــــهَــــذا الـــعَــيـــْشُ يــا ربّـــِي ألــــيــــمُ
جَـــفــانــي كــــُلُّ مـــَنْ أهْـــواهُ حَــــتـَّـــى
لـــَيــالِ الأُنْــــس ِ فـــارَقَـَــهــا الـــنَّـــديـــمُ
أُقـاســي الَّــجَــرْحَ بَــعْــدَ الـجَـرْحَ مــِنْــهــا
وحَـــظِّــي مِـــنْ شَــقــاوتِــهـا جَــســــِيـــمُ
فـَــكَــمْ لــَيــلاً قَــضَــيـنــا فــي عَــــويــــلٍ
فَــــــلا عُـــمــْرٌ يَــــــدومُ وَلا نَـــعِــــيـــــمُ
لَـهَــوْنــا عَــنْ صُــروفِ الــدَّهــر حَــتَّــى
تـــــَدَارَكَــنــا الــقـــضــاء فَــمــا نَـــرومُ ؟!
فَــــلا تَـــهْــنَـــأ وَعَــــيـشــُكَ فـــي بِــــلادٍ
مـــهــاوي الـشَّـــــرِّ جـــَرَّاهـــا تَــــحـــومُ
أيــا لــيـــتَ الــهَـــوى ولَّـــى فَـــعُـــدْنـــــا
وَلَـــيـْــتَ إذا تــــَرَحَّــــلْــنـــا نُــــقِـــــيـــمُ
ألا يــا دَهـــــرُ أيَّ الــعُــــمْـــرِ أولـــــــى ؟
سِـــنِــيُّ الــحُــبِّ أمْ تِـــلْـــكَ الـــــرُّســـوم ُ!
*** *** ***
تَــغَــيـــَّرَ كــُلُّ حُــســْنٍ قَــــدْ عَــهـِــدْنــــا
فَــــزَالَ الـــعِــطــْرُ إذ ْوَلَّـــى الــنّـَسِــيْـــمُ
فَـمــا لــي صــاحِـــبٌ أبْــغِــيــهِ رُشــــْدأ
وَلا خَـــــلٌّ يُـــــعِــيــنُ ولا حَــــــمــــيـــمُ
كَـــأنِّــي مــا ألِــــفْـــتُ الـــحَــيَّ يـــومـــاً
فــإنْ أهْــمَــمــْتُ تَـصْـحَــبُــنــي الـهُــمـومُ
إذا مــا كُــنــْتَ فــي الــدُّنــْيــا فَـــقِــيـــراً
فَــكُــــلُّ الـفَـــضْــلِ مَـثْــواهُ الـجَــحــِيــــمُ
فــلا تــأخُــذْ مــِنَ الــدُّنــْيـــا مَـــتـــاعـــاً
فـــإنَّ مَـــــتــاعَ دُنــــيــــانـــا هَــشــــيـــمُ
عَــجِـبــْتُ لِــمُــطْــمَــئـنٍّ فـــي هــواهــا
وَ يَــــعْـــلــَــمُ أنَّ ذلِــــــكَ لا يَــــــــــدومُ
وَقِــيــــلَ الــفــَقـــْرُ لــلأحْـــرارِ عـــــارٌ
فَــيــا ذا الــفـــَقــْرُ أنــْتَ لــنــا غَـــرِيـــمُ

يســـاوِمُــنــي اللـُّـــحاةُ عَــلـــى دِيـــــارٍ
أنــِيــسُ رُبــوعِــهــــا كَـــــلــــْبٌ وبـــومُ
أيـا مَـنْ رُمْــتَ فـي الــدُّنــيـــا مــلامــي
لَــعَــمْــرُكَ مـــا أعــــابَ الــحُــرَّ لــــومُ
فَـمـَوعِــدُنـا الـمَــقــابـِرُ حــيـنَ نَــفْــنــى
"و عِـــنْــدَ اللَّــهِ تَـجْــتَــمِــعُ الــخُـــصـُوم"
* * * * * *