د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي .
تحدثنا سابقا عن عملية إسعاد الرجل، ومهم جداً أن نذكر هنا أن بعد عملية الإسعاد تأتي مرحلة الاستمتاع وأنه لا ينبغي أن نقف عند مرحلة واحدة لأن القطار لن يقف بنا هناك بل سيواصل المسير ونحن نريد أن يتزود حبنا من كل محطة نمر بها حتى يقوى لا أن نكتفي بما وصلنا إليه. إن عملية الوصول بالرجل لحد الاستمتاع أبسط بكثير من عملية إسعاده لأنها تأتي بعدها وبناء عليها، فهناك الكثير الكثير مما يكمن للمرأة أن تفعله لتصل بزوجها لمرحلة الاستمتاع وهذه الأشياء ليست صعبة ولا تتطلب جهداً كبيراً وتأثيرها فعّال وقوي جداً. كثير من الرجال يشعرون بكثير من المتعة من خلال أشياء بسيطة فُعلت لهم، بل في الحقيقة إنهم يشعرون بأفضل من ذلك حين تدللهم زوجاتهم خصوصاً إن كانت هذه الزوجة هي أصلاً حبيبته (وأعني هنا أنه وصل معها لدرجة المحبة). لمن ترغب في إمتاع زوجها بتقنيات بسيطة وسهلة جداً إليكن السطور التالية: كثير من النساء يقمن بإعداد الحمام لأزواجهن (في المقابل كثيرات ما يفكرن بهالشي)- المهم موضوعنا هنا ليس إعداد الحمام وتجهيز الملابس التي سيرتديها الرجل بعد أن يأخذ حمامه، ولكن ما نريد الوصول إليه هو جعله يستمتع بهذا الحمام، فماذا سيحصل لو أنك قمت بإعداد حمام ساخن له ووضعت به بعض الأملاح المعطرة التي تضفي جواً من الراحة والاسترخاء عليه ثم وضعت شيئاً من عطرك الذي أهداك إياه (إذا ما أهداك شي استخدمي أي عطر) على الملابس التي اخترتها أنت له ليرتديها في البيت بعد أن يفرغ من حمامه.
احرصي على أن يدرك أنك تفعلي هذا له من أجله فقط لا من أجل أي شيء آخر، وهذا يعني ألا تطلبي منه أي شيء في اليوم نفسه أو الذي يليه مباشرةً حتى لا تفسدي على نفسك ما فعلت. احرصي على أن تكون هذه طريقة من بين الطرق التي تظهرين لزوجك مقدار حبك له من خلالها. حتماً سيشعر الرجل بكمية الدلال التي منحتها له وسيقدر مجهودك الذي قمت به من أجله وهذا حتما ًسيجعله يفكر في عملية الرد، وما أجمل أن يتبادل الزوجين عملية الانتقام التي من هذا النوع والتي نشجع عليها كل الأزواج، فتصيّد الايجابيات والرد عليها بأقوى منها من أفضل وأجمل الحروب على الإطلاق. حقيقة قد تجهلها كثيرات، وهي أن الرجل يعشق أن يسمع ما تكنه له المرأة من أحاسيس وعواطف، ويستمتع كثيراً حين تخبره كم تحبه وتحب البقاء معه، فكما أشرت في أحد مواضيعي السابقة بدل أن تطلب المرأة من زوجها أن يبقى معها أو لا يتركها لوحدها فلتخبره بمدى متعتها وهي بقربه ورغبتها في أن تبقى دوماً بقرب الرجل الذي تحب، أو لبست هي فعلاً ترغب في أن يبقى في المنزل لأنها تريده بقربها، إذن لماذا لا تقول له الحقيقة بدل أن تنفره بقول غيرها. تذكري أختي الزوجة أن الرجل يسعد بكلمات الحب والثناء من زوجته أكثر من سعادتها هي بكلماته وإن لم يبد ذلك على وجهه فإنه قد أصاب أعمق أعماق قلبه وهذا الأهم بالنسبة لك كزوجة. إذا كان لديك أطفال، فأي لحظة يكون فيها الأطفال بعيدين عن المنزل استغلي الوقت بأن تتقربي من زوجك أكثر وكأنك تستغلين الفرصة للاختلاء به، واحرصي على أن تكونِ عروسة متجددة في كل ليلة تنفردين به فهذا سيجعلك تملكين قلبه أكثر وأكثر. حاولي أن تعرفي ما يحب أن يفعله وما هي اهتماماته، وهذا ليس بالشيء الصعب خصوصاً إن أنت أحببته وأصبحت له مكانة كبيرة في قلبك، وبعد أن تسجلي اهتماماته وما يحب أن يفعله فاجئيه بين الحين والحين بأن تهديه شيئاً مما يحبه فعلاً أو شاركيه فعل ما يحب أن يفعله ليدرك أنك تفعلين ذلك فقط لمتعة مشاركته لا لأي اعتبار آخر. ومن بين أكثر الطرق تأثيراً على الرجل في هذا المجال هو أن تبيني مدى امتنانك وسعادتك كونك زوجة له وأن هذا بحد ذاته يعتبر أمراً تفخرين أنت به بين النساء الأخريات. لا لمنصبه ولا لماله ولا لنسبه ولا لأي اعتبار آخر فقط لأنه هو كما هو زوجاً لك وحبيباً لك. بقدر ما تكون تصرفاتك طبيعية وبعيدة عن التكلف بقدر ما تعكس ما وصلت إليه من حب حقيقي لزوجك، وكما أسلفنا فإن أسرع وأفضل طريقة والأكثر تأثيراً في أن تحب المرأة زوجها هي أن تفكر فيه بناءً وافتراضاً على أنها تحبه وستحبه ما أن تتعاد على هذه الطريقة الجديدة في التفكير ولتتفنن الزوجة في تصيد إيجابيات الرجل لتحاسبه عليها بأنوثتها التي يحتاجها دوماً.