الموئل الرطب

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : عصام شعبان | المصدر : www.arabicpoems.com

المَوْئِلُ الرَّطْب

الـمَـوئِـلُ الـرَّطْـبُ لا الـصَّـحْــراءُ والـبـِـيْــدُ
ألِـفْـــتُ رَوْضــاً إلَــيْــهِ الــقَــلْــبُ مَــشْــدودُ
خَـفْــقُ الـنَّـسِــيْـمِ عَـلـى تِـلْـكَ الـذُّرى عَـبَـقٌ
كَـــمـــــا تَــغَــنَّـى عَـــلــى الأَوْتـــارِ داوودُ
يـا طِـيْـبَـهــا بَـلَـــدٌ والــعِــطْــرُ يَـنْـفَــحُــهــا
مِـنْ طِـيْـبِ نَـرْجِــسِـهــا والــزَّهْــرُ أُمْـلــودُ
أَلِـــفْـــتُ تُــرْبَــكِ أَوْطــانـي فَــمــا أَخَــذَتْ
مِـنِّــي الـسُّــنـونُ فَــفِــيْــكِ الــيَــوْمَ مَـرْدودُ
تَـالـلـَّـهِ مـا اَلـِـفَــتْ عَــيْـنِـي شَــــذا عَــبَــقٍ
تَـحْــتَ الـثُّـرَيَّــا كَــمـا رَيْــحـانُــكِ الـغِــيْـــدُ
يَــبْــقـى الأَبِــيُّ فَـــلا عَـــزْمٌ يُــزعْــزِعُــهُ
دُوْن الـمَــكـــارِمِ أَوْ يَـثْـنِــيْــهِ تَــنْــكِـــيْـــــدُ

*** ***

يـا لَـيْــتَـمـا العَـيْـشُ في الـحَيـَّـيْـنِ مُـرْتَـجَـعٌ
دَفَـعْــتُ عُــمْـــري وَإنْ أبْــقـــاهُ تَـجْـــدِيْـــدُ

ذَكَــرْتُ لَــهْـــوي وَأَيّـــامَ الــشَّــبـابِ فَــمــا
مَـلَـكْـــتُ دَمْـعــي ومـا لـلـحُــزْنِ تَــبْــدِيْـــدُ

أَعِــيـشُ ذِكْــراهُ فــي قَـلْـبِـي وَفـي خَـلَـــدي
يـا أيُّــهـــا الــعَـــذْلُ مـا لـلـحُـــبِّ تَـحْــدِيْــدُ

وَإنْ تَـحـالَــفَ فـي الـرَّوضـاتِ نَـرْجِـسُـهــا
مَـعَ الـبَــنَــفْــسَــجِ جُــوداً دُونَـــهُ الـجـــودُ
تَــشْــدو الـبَـلابِــلُ فـي أفْــنـانِـهـــا طَــرَبـاً
يَـعُــودُ أُنْـسِــي إذا مــا عــادَنـي الــعِــيْـــدُ
يا مَـوْطِـنــاً سَــرَقَـــتْ طَـيّــاتُـهــا أمَــلِــيْ
فَـلِـلْـمَـحَــبَّــــةِ بــابٌ فِـــيْــــكِ مَــوصـــودُ
لا تَجْعَلي الوَصْــلَ يــا اُمّــاهُ مُـنْـصَــرِمــاً
مُـتِّـي بِـوَصْــلٍ فَـــإنَّ الـحَــبْــلَ مَــمْـــدودُ
مـا لِــي أراكِ بِــنــا يــا أرْضُ صـارِخَـــةً
هَــلْ ضِـقْــتِ ذَرْعـاً وَمَـلَّ الـرَّمْلُ والعـودُ
*** ***
كَـفـاكُـمُ الـيَــوْمَ نَـــومـــاً أيُّــهــا الـعَــرَبُ
فـالـقــدسُ ثَـكْـلـى وَاَثْـوابُ الـرَّدى سُــودُ
كَـفـى سُـهـاداً فَـقَـدْ أُتْـخِـمْـتُ مِــنْ دَمِـكُـمْ
مَـتـى تَـذوقُ دِمــاءَ الـغــاصِـبِ الــطُّــودُ

كَـفـى لُـهـاثــاً وَراءَ الــتُّــرَّهــاتِ فَــقَــــدْ
اُشْـبِـعْـتُ غَــدْراً وأنَّ الـقَــلْــبَ مَـجْـهــودُ

هَـــذا يَــبــيــعُ وَهَــــذا طــاعِـــنٌ غَـــدِرٌ
وَذاكَ أضْـحــى بِــهِ لــلـــذُلِّ تَــخْــلِــيْـــدُ
أَمــا تَــرَوْنَ إلـى الــزَّيْــتــونِ أحْــزَنَـــهُ
نَـعِـيْــقُ بـومٍ فَـمـا فِـي الـرَّوضِ غِـرِّيــدُ
صَــبْــراً بِــلادي إلـى أنْ يَــأذَنِ الــقَــدَرُ
هــذا الـمَـصِـيْـرُ لَـهُ فـي الـدَّهْــرِ تَـفْـنِـيْـدُ
*** ***