د. دعاء أحمد راجح .
تحديد الأولويات خطوة نحو خطوبة ناجحة . عندما يقدم الشاب على الزواج ويشرع في رسم صورة لشريكة حياته غالبا ما يقع في خطأ المثالية فهو يرسم صورة لشخصية جميلة متدينة مثقفة خلوقة من مستوى اجتماعي ومالي مرتفع . وعندما يواجه الواقع يظل يطرق الأبواب ويتقدم لخطبة الفتيات يبحث بينهن عن صورته التي رسمها في خياله فلا يجدها وتبحث الفتاة أيضا عن صورة مثالية جميلة لفارس أحلامها فهو وسيم متدين مثقف خلوق غنى عطوف وتظل الفتاة ترفض من يطرق بابها من الخطاب لأنها تريد الصورة الخيالية في أحلامها أو أنها تقبل أيا منهم دون اقتناع تحت وطأة ضغط الأهل والمجتمع والخوف من شبح العنوسة لابد أن يعلم الشباب من الجنسين انه من الصعب بل من المستحيل أن يجد كل ما يتمناه في إنسان واحد تجتمع فيه كل المقومات التي يراها مناسبة في شريك حياته . لذلك كان لزاما تحديد الأولويات بمعنى تحديد الصفات التي لا يمكن التنازل عنها وتحديد الصفات الأقل أهمية فمثلا : تريد شريكة حياتك أن تكون :متدينة ..جميلة ...هادئة الطباع ..مثقفة ...متعلمة ...غنية يمكن أن تقدم الدين والجمال بحيث لا يمكنك التنازل عن أي منهما ....كل حسب شخصيته وميوله . في حين يمكن لآخر أن يقدم العلم والثقافة ويتنازل عن الصفات الأخرى .
والفتاة تريد الشاب الوسيم ...المثقف ...ذا المركز الاجتماعي ...الغنى ...الخلوق . قد تشكل الوسامة أولوية أولى لإحداهن ، وأخرى يشكل الخلق لها الأهمية الكبرى ، وأخرى تعتبر الغنى أهم المقومات . وهكذا يختلف الناس اختلافا كثيرا في تحيد أولوياتهم . وكذلك تختلف قدرات البشر في مدى تقبل الصفات السلبية ويستحب أيضا تحديد الأولويات بالنسبة للصفات السلبية التي يمكن تقبلها والتأقلم معها والأخرى التي لا يمكنك احتمالها أو تقبلها قد يتأقلم الرجل الهادئ الطبع مع المرأة عصبية المزاج .. في حين لا يمكن أن يتأقلم الرجل العصبي المزاج مع هذا الطبع . وقد تتأقلم الفتاة مع الرجل الغير منفتح اجتماعيا ولكن لا تحتمل الفتاة المنفتحة اجتماعية هذا النوع من الرجال . وكذلك قد تتحمل فتاة الرجل السلطوي لأنها رأت أباها مع أمها بنفس الأسلوب ، في حين لا تتحمل أخرى هذا الرجل ....لأنها رأت النموذج الأكثر لينا والأكثر تفهما . وهكذا تختلف أولوياتنا وتختلف مدى تقبلنا للصفات السلبية بحسب شخصياتنا . ولكنى لابد أن أوجه إخواني وأخواتي المقبلين على الزواج إلى المنهج النبوي لتحديد الأولويات ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للفتاة : إن أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه . فالدين والخلق لابد أن يشكلا أولى الأولويات لأي فتاة مسلمة ...فهما صمام الأمان لأي حياة مستقرة .... فإن كرهها فلن يظلمها وإن أحبها أكرمها . وأنبه إلى أن رسولنا الكريم قد فرق بين الدين والخلق ، فليس كل متدين خلوقا وليس كل خلوق متدينا . فينبغي ألا تخدعنا المظاهر ...فكثير ممن يبدو عليه سمت الالتزام الديني سيء الخلق ...أما التدين الحقيقي فانه يهذب الخلق لا محالة . كما أوصى الشباب عند النكاح بالوصية الرائعة : (تنكح المرأة لمالها وحسبها وجمالها ودينها ...فاظفر بذات الدين تربت يداك ) وأنبه إلى أن رسولنا الكريم لم يتجاهل هذه المقومات إطلاقا ولكن جعل الشاب المسلم يحدد الأولوية الأولى التي لا يمكن التنازل عليها ثم ليختر بعد ذلك ما يشاء . كذلك ينبغي ألا ننخدع بالمظهر الديني . فكثير ممن مظهرهن وحجابهن يوحى بأنها متدينة قد لا تكون على الدرجة التي يوحى بها حجابها .فمظاهر مثل اللحية والحجاب .......هي مجرد مظهر من مظاهر التدين . وهي جزء بسيط من الدين فلتبحث عن الجزء الأهم .