الشيخ . محمد الدويش .
ما هي ضوابط الاستفادة من حفلات الزواج من الناحية الدعوية ؟ وما هي الأفكار التي يمكن أن نطبقها ؟ الجواب : الداعية إلى الله تعالى يحرص على اغتنام الفرص والاستفادة منها ، ومن الفرص اجتماع الناس في المناسبات . ولا أعرف ضوابط تخص هذا العمل سوى ما في سائر المجالات الدعوية . أما ما سوى ذلك فهو مجرد آراء شخصية ، ولا يسوغ أن نجعلها ضوابط ما لم تكن مستندة على أدلة واضحة . ورأيي في استثمار مناسبات الزواج ما يأتي : 1 – ليس من المناسب أن تحول إلى مجالس وعظ ، لكن لو حضر شخص له قبول ، والناس لديهم استعداد للسماع فلا مانع من الحديث مع الحرص على الاختصار قدر الإمكان ، فالناس في مناسبة فرح ، ويريد أن يرى بعضهم بعضاً ، وكثيرا ما يستثقلون الحديث في ذلك . 2 – قد يكون من المناسب إقامة برامج خفيفة ، كالمسابقات المنوعة ، والبرامج الشعرية ونحوها . 3 – من وسائل استثمار هذه المناسبة توزيع مواد مطبوعة أو مسموعة . 4 – استثمار المناسبة في الأحاديث والحوارت وبناء العلاقات الشخصية . ويبقى الأمر فيه فرص كثيرة ومجالات متعددة يمكن التفكير فيها ، مع مراعاة ألا تكون سببا في إملال الناس وتنفيرهم من الدعاة إلى الله عز وجل . وقد عقد الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع باباً بعنوان : ( كراهة إملال السامع وإضجاره بطول إملاء المحدث وإكثاره ) . وقال : " ينبغي للمحدث ألا يطيل المجلس الذي يرويه ، بل يجعله متوسطاً ويقتصد فيه ؛ حذراً من سآمة السامع وملله ، وأن يؤدي ذلك إلى فتوره عن الطلب وكسله . فقد قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد فيما بلغني عنه : من أطال الحديث وأكثر القول فقد عرَّض أصحابه للملال وسوء الاستماع . ولأن يدع من حديثه فضلة يعاد إليها أصلح من أن يَفْضُل عنه ما يلزم الطالبَ استماعُه من غير رغبة فيه ولا نشاط له " . وروى بإسناده أن عبيد بن عمير دخل على عائشة - رضي الله عنها - فقالت له : " ألم أحدث أنك تجلس ويجلس إليك ؟ قال : بلى . قالت : فإياك وإملال الناس وتقنيطهم " . وروى عن الوليد بن مزيد البيروتي قال :" المستمع أسرع ملالاً من المتكلم " . وقال ابن عباس رضي الله عنهما لعكرمة : حدث الناس كل جمعة ، فإن أبيت فمرتين ، فإن أكثرت فثلاث مرات ، ولا تمل الناس هذا القرآن .
المصدر : موقع صيد الفوائد .