ما هو متوسط عدد الساعات التي يجلس فيها الأطفال لمشاهدة التلفاز؟
- ما هي نوعية البرامج التي يشاهدها الأطفال؟
- ما هي الأنشطة التي يمارسها الأطفال بجانب مشاهدة التلفاز؟
- هل هنالك أي محاذير يمارسها الآباء والأمهات تجاه مشاهدتهم للبرامج التلفزيونية؟
- هل يشاهد الأطفال أي نوع من أنواع البرامج التعليمية بجانب البرامج الترفيهية الأخرى؟
- هل تلعب برامج التلفزيون أي دور في برامج الفصل الدراسي؟
كل هذه الأسئلة تمت دراستها والإجابة عليها من عدد كبير من الطلاب والطالبات تتراوح أعمارهم ما بين ( 12-16) ولقد تم اختيار نحو 50 سؤالا ليعمل على إجابتها أولئك الأطفال الذين هم بالضبط في عمر الصبا وعلى مشارف الشباب.
إن عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة التلفاز تقلق بال كل الآباء والأمهات وكل من له صلة بواقع التربية في بلادنا، لان الأطفال المساكين يظلوا جامدين صامتين لفترات طويلة يبحلقون في الشاشة مما يؤثر سلباً على نفسياتهم حيث تتبلد مشاعرهم، وتترهل عضلات أجسادهم.
وإذا طلبت من أحدهم عمل شيء ما فإنه يعمل ذلك العمل وربما يعمل عملا آخر غيره لأن كل باله منشغل فيما يجري بالتلفاز، فإن طلبت منه كوب ماء فانه ربما يحضر لك كوبا من الشاي وهكذا.
ولما كانت هنالك بعض البرامج التي تهمهم، فإنهم صاروا يفضلونها حتى على الخروج من المنزل طلبا للترفيه الذي يحبونه، وأحيانا ربما يعتذر أحدهم عن الخروج في وقت برنامجه المحبب.
ومن الملاحظ أن الأطفال يظلون أوقاتا طويلة جالسين أمام التلفاز لرؤية كل البرامج، منها بالطبع التي تخصهم ومنها تلك التي لا تخصهم، خصوصا ذلك الطفل الذي يكون لوحده بالمنزل وليس له أخوة يلعب معهم، ويظلوا كذلك حتى يغلبهم النوم، أو تأمرهم والدتهم بالتحرك والابتعاد عن التلفاز.
إن تلك الساعات الطوال التي يقضيها الأطفال في مشاهدة البرامج التلفزيونية إنما تؤثر على صحتهم ممثلة في الجلسة المملة وبطريقة واحدة، و التأثير السلبي على عيون الطفل، وغالبا ما يصاب الطفل بمرض في عينيه ولا سيما وانه في اغلب الأحيان يجلس بالقرب من شاشة التلفاز، مما يصيب عينيه بالتلف نتيجة الأشعة القوية التي تنبعث من تلك الشاشة وتؤثر على عيون الطفل.
إن المشاهدة المتكررة للتلفاز تؤثر على مستوى الأطفال من حيث : معتقداتهم – أفكارهم – أفكارهم عن العالم وما يدور فيه – مهاراتهم الجسمانية والعقلية والاجتماعية، إنهم يتلقون المعلومات من أي جهة ما سواء أكانت صحيحة أم مغلوطة.
وفي دراسة أقامتها مليسا لاندر – وجدت أن نحو 89% من المنازل التي توجد منطقتها بشمال لندن تمتلك تلفازات، وان أكثر تلك العائلات تخصص تلفازا خاصة لؤلئك الأطفال.
وفي دراسة أخرى اضطلعت بها مراكز الدراسات الخاصة بالقنوات الفضائية البريطانية وجد أن متوسط مشاهدة الطفل للبرامج التلفزيونية نحو ( 2,5-3,2) ساعة يوميا، وربما تزداد إذا أنتجت القنوات برامج أكثر تقبلا لدي الأطفال، أما في موسم الإجازات فنسبة المشاهدة ترتفع لتصل نحو(5-6) ساعات يوميا.
ومن الذين تم استجوابهم نجد نحو 8% فقط هم الذين يقولون إنهم يقضون نحو ساعة فقط باليوم في مشاهدة التلفاز. وبالطبع هنالك تفاوت بين نسبة مشاهدة البنات والأولاد، حيث نجد أن الأولاد عادة ما يشاهدون التلفاز أكثر من البنات، أي نحو 3ساعات فأكثر باليوم، أما البنات فيجلسن أقل من الأولاد وعادة ما تقل ساعات مشاهدتهن لتصل لأقل من 3ساعات يوميا
برنامج يحدده الآباء والأبناء معاً
لابد من وضع برامج محدد يتفق على وضعه الأب والأم والأطفال، بحيث يجب أن يسيروا عليه طوال العام الدراسي، على أن يتم تغييره في الإجازة الصيفية بحيث تعطى مساحة اكبر للطفل لمشاهدة البرامج التلفزيونية.
يجب أن يراعي البرنامج:
- وضع حد محدد للمشاهدة المسائية بحيث يجب ألا تتعدى الساعة التاسعة مساءا، وذلك لان للسهر مضارة خطيرة على جسم الطفل الصغير، فإذا تعود عليه يتأثر عقله سلبا به، ويقلل من نسبة تركيزه بالحصص.
من الملاحظ أن الأبناء يركزون في مشاهدتهم للبرامج ذات الصبغة الحركية من أفلام العنف والأفلام البوليسية والأفلام التي تعني بالجوانب الرياضية، بينما تفضل البنات مشاهدة البرامج الاجتماعية والفنية وتلك التي تخصهم من عناية بالجمال وفنون أعمال المطبخ
والملاحظ أن الصبية لا يفضلون البرامج ذات الصبغة الإخبارية بحيث لا يهتم بها سوى 21% فقط بينما يشاهد البرامج الدرامية والكوميدية نحو 41%.
- يجب على الآباء تعيين بعض القنوات التي يجب أن يشاهدها أطفالهم، وهي تلك القنوات التي تبث برامج تخص الأطفال، بحيث يجب منعهم من مشاهدة القنوات التي تبث برامج عنف وبرامج إباحية، ولقد أبانت الدراسة أن نحو 45% فقط من الأطفال حاول آبائهم في وضع خطة محددة لمشاهدة البرامج المستهدفة ولقد نجحوا في تلك المهمة.
إن مشاهدة التلفاز تأتي بلا شك تؤدي إلى التقصير في ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية الأخرى، خصوصا في عملية ملكة القراءة، حيث هبطت نسبة القراءة وسط الأطفال بصورة مريعة، والسبب المباشر وجود القنوات الفضائية التي شغلت كل أوقات الأطفال ومنعتهم من القراءة.
وبالرغم من أن التلفاز يعتبر مخزنا للتزود بالمعلومات القيمة إلا أن الأوساط العلمية لم تعده إحدى الوسائل التعليمية الأكاديمية، ويعتبر علماء التربية بان رؤية الأطفال للتلفاز بمعدل ( 10) ساعات أسبوعيا يعتبر جيدا ويستفيد منه الأطفال، بينما إذا ازداد عن (10) ساعات أسبوعيا فانه يصبح ضارا بالطفل.
يجب ألا يغفل الآباء رغبة الأطفال في تلك البرامج المتخصصة والتي تتوافق مع ميولهم ورغباتهم، عليهم تشجيعهم بالنظر إليها والاستماع لآرائهم وأفكارهم حولها، وإذا أمكن يمكن مشاركتهم رؤيتها حتى نشاركهم متعتهم فيصبح الحب مضاعفا بحيث نصبح أصدقاء لأطفالنا، نشاركهم كل ما يهمهم من مغامرات وأحداث طفولية مشاغبة.