أولا : لابد أن تدركي تماما أن ابنتك قد دخلت مرحلة عمرية جديدة ولم تعد تلك الطفلة التي تلجأ لامها عند ما تواجه أي مشكلة. ثانيا: لابد أن نعلم جميعا أننا لسنا بمعصومين من الوقوع في المشاكل الخاصة بالمراهقات ونبتعد عن ترديد العبارة الشهيرة { إلا ابنتي.....فأنا ربيتها جيدا وهي لن تفعل ذلك أبدا......} فكل المراهقات لم تعلم أمهاتهن أنهن سينحرفن في السلوك وهن يربيهن بل الكل كان متأكدا من سلامة تربيته ثالثا: ما أنت إلا حلقة في سلسلة طويلة من العلاقات المتشابكة التي تتعرض لها وتتفاعل معها ابنتك...{ المدرسة –الصديقات – التلفاز – المجلات – الانترنت } ولابد أن تثقي في عدم جدوى تجاهل المشكلات واعتبار أن الأمن مستتب وأن كل ما نسمع عنه ونراه من صور لانحراف المراهقات هو بعيد عنا ونحن بمنأى عن التعرض له فللتربية الدينية وغرس القيم الإسلامية أهميتها في نفوس بناتنا إلا أن هذا وحده لا يكفي بدون المتابعة بمختلف الأساليب لسبب بسيط وهو أننا لا نعيش وحدنا. رابعا : تجنبي تماما ترديد العبارات التحذيرية المعتادة على مسامع ابنتك إذ أنها بعد فترة معينة تفقد أي تأثر بها بل تلجأ إلى بث الطمأنينة في قلبك بترديدها على مسامعك خامسا : لا تلجئي إلى أسلوب التهديد والوعيد في تعاملاتك معها فلربما خافت من تهديدك لدرجة التمادي في الخطأ حتى لا تتعرض للعقاب سادسا : لا تضربيها أبدا أبدا وهي طفلة على خطأ اقترفته وأخبرتك به بنفسها .. فهذا يدفعها إلى الكذب وكتمان أسرارها عنك في فترة المراهقة... ولكن عندما تخبرك بأخطائها يكون رد فعلك كالتالي.. (أنت تعلمين أنك تستحقين العقاب ولكن لأنك أخبرتني بنفسك فأنا أسامحك ولكن بوعد منك ألا يتكرر هذا التصرف مرة أخرى..واعلمي أني لو علمت بهذا الخطأ من أحد آخر كان سيكون عقابك شديدا ) فأنت بهذا الحوار زرعت لديها أن الصدق ينجي دائما من المهالك وهذا ما ستحصدينه في فترة المراهقة من صدقها معك لعبة الأسرار هي لعبة لابد وأن تشاركي ابنتك المراهقة بها فيجب عليك التخلي عن صورة الملاك الذي لا يخطئ أبدا ولم يخطئ يوما لان هذا يؤدي إلى إما خجل ابنتك إن تظهر بمظهر المخطئة أمامك أو ترى أن زمانك قد ذهب وولى .. فمن هنا أنصح كل أم ببناء جسور الحديث مع ابنتها عن طريق النزول لمستواها العمري فمثلا تقول لها (سأبوح لك بسر لا يعرفه أحد أبدا .. فعندما كنت في مثل عمرك أو أصغر قليلا ذهبت إلى المدرسة ولم أنجز فروض اليوم السابق وقد عاقبتني المعلمة بصورة قاسية جدا .. وقد كان درسا لن أنساه ما حييت.. وكلما تذكرت هذا الأمر أخجل من نفسي كيف ضيعت الوقت بالحديث عبر الهاتف أو مشاهدة التلفاز وأهملت فروضي..) . ويجب ملاحظة أن المراهقة تتأثر بالقصص بشدة وبخاصة عندما تكون واقعية ,, فيجب أن نحول نصائحنا إلى شخصيات من لحم ودم حتى تقتنع بها. ولنأخذ مثالا: ((لدى ابنتي صديقة متحررة بصورة أو بأخرى في تصرفاتها ولا تعجبني طريقتها و أرفض صداقتها لابنتي)) بكل أسف سيكون تصرف جميع الأمهات كالتالي (لقد أمرتك ألا تصادقي فلانة ونهيتك عن الحديث معها وهذا أمر نهائي لا أقبل المناقشة فيه).. والنتيجة أن الفتاة ستنصاع وتقول سمعا وطاعة .. ولكن في المدرسة هي صديقتها طالما أمها لا تراها بل هي أعز صديقاتها لأنها لا ترى سببا مقنعا لتركها وحتى أن أخبرتها فهي ترى صديقتها بعيدة كل البعد ما تصفها به الأم. ولكن التصرف الأمثل كالآتي سأخبرك أمرا أخفيته عن جدتك أعواما طويلة فعندما كنت في الصف الدراسي الفلاني كانت لي صديقة كنت أعتبرها ملاكي الحارس وهي مثال الصداقة الحقة وأفضل فتيات المدرسة وكانت الجدة لا تحبها أبدا ولم أكن أعلم السبب ولشدة حبي لتلك الصديقة لم أستمع لنصائح أمي بالابتعاد عنها حتى فوجئت بها ذات يوم تطلب مني طلبا غريبا كان بمثابة صدمة لي .. (أترك كل أم لتكمل القصة بما يتناسب والموقف).. فمثلا (( طلبت مني أن أكذب أو أخرج بدون علم أهلي أو أحادث أحد الشباب أو ..). ولتنتهي القصة بأنك قد تعلمت أن للجدة نظرة صائبة للأمور مع مراعاة عدم ذكر أبنتك أو صديقتها في أثناء الحديث مطلقا وجعل حديثك يدور من ذاكرتك ولا مانع من التظاهر بنسيان بعض التفاصيل لقدم القصة والتظاهر بأن هذا سرا لا يعرفه سواكما من هنا ستتشارك معك ابنتك وتبدأ في سرد أسرارها على أساس أنه لا يعرفها سواكما . ويجب أن تتحلي دوما بالصبر فهذا الأسلوب سيستغرق وقتا حتى تبني جسور الثقة بينك وبينها واحذري أن تتحدثي عنها وعن أسرارها مع أي مخلوق وحتى إن كان الأب فيكون ذلك في أضيق الحدود ودون علمها. لعبة .... تبادل الأدوار ابدأي مع ابنتك دون أن تشعر بتبديل أدواركن في الحياة : أولا : دائما هي الأم التي تختار الملابس .. الآن قد حان دورها هي .. في أثناء تسوقك للملابس أطلبي منها أن تختار هي لك ثوبك ثانيا: دائما هي الأم التي تقرر أنواع الطعام .. الآن قد حان دورها استشيريها في وجبات أحد الأيام من الألف للياء ونفذيه مثلما طلبت . ثالثا: دائما هي الأم التي توجه النصائح .. الآن قد حان دورها ... اختلقي مشكلة تواجهك وتظاهري بالحيرة في كيفية الخروج منها واجعليها شغلك الشاغل واستشيريها ماذا تفعلين رابعا : دائما هي الأم التي تعلم .. الآن حان دورها ابحثي عن هوايات ابنتك أو مهاراتها الخاصة واطلبي منها أن تعلمك سابعا : دائما الأم هي من تتقبل الشكاوي .. الآن قد حان دورها اجلسي معها وأخبريها أنك غاضبة جدا من أخيها الصغير فهو لا يطيعك .. وهو شقي وقد تعبت من كثرة مشاكله .. ماذا أفعل مع هذه الألعاب المتناثرة هنا وهناك و....و... اجعليها تتعاطف معك وتستشعر مدى حزنك من تصرفات أخيها , فهذا سيجعلها حريصة على أن تكون عند حسن ظنك بها. ثامنا : العبي معها بعض اللعاب البسيطة حتى تستشعرك صديقة لها مثلا تحديها من يرتب السرير أسرع .. واضحكي وأنت تسابقيها .. تحديها من يقشر ثمرة فاكهة أسرع .. من يقرأ كتاب أسرع .. واحرصي على أن تفوز هي بين الحين والآخر ..