"البحث عن كنوز البحر المتوسط".. هو عنوان برنامج تليفزيوني جديد للتليفزيون الانجليزي.. وقد سافر المعلق التليفزيوني للبرنامج إلي أغلب المدن التي تقع علي البحر المتوسط.. وقد اختاروا مدينة الاسكندرية لكي نعرف أسرار الكنوز المدفونة أسفل المياه.. وعندما جاءوا إلي مصر طلبوا مني أن أشترك معهم في هذا البرنامج.. وبالفعل وجدت منتجة البرنامج تطلب مقابلتي وأثناء الحديث عن البرنامج وفكرته وكنوز البحر المتوسط قلت لها: "انني لا أحب الغوص للبحث عن الآثار أسفل المياه".. وشرحت لها السبب في ذلك هو اني قضيت حياتي كلها في البحث أسفل الرمال وعشت سنوات عمري بالصحراء وبجوار الاهرامات أنقب عن الآثار والاعلان عن اكتشافات أثرية اهتز لها العالم كله. كان منها أهرامات تكتشف لأول مرة لملكات مصريات.. اضافة إلي اهرامات عقائدية لملوك ومقابر لأمراء وجبانات للعمال بناة الاهرامات. وأخري في الواحات البحرية حيث تم الكشف بها عن مومياوات ذهبية وبها حوالي 250 مومياء مغطاة كلها بالذهب الخالص. أما سبب خوفي من المياه.. فقد حدث عندما كنت في زيارة مدينة هونولولو بهاواي وهناك قابلت صديقي وهو طبيب أمريكي استضافني في مركبه وطلب مني الغوص وبعد أن لبست الملابس المطلوبة ونزلت أسفل المياه لم استطع ان امكث داخل المياه غير دقائق معدودة وخرجت فوراً من المياه وقررت ألا أفعل ذلك طوال حياتي أبداً. كنت أحكي للسيدة كاتي منتجة البرنامج عن مغامراتي في الآثار وما حققته من اكتشافات سواء أسفل الرمال أو ما يقوم به زملائي من إدارة الغوص في البحث أسفل مياه النيل والبحر المتوسط.. وفي النهاية وجدتها تضحك وتقول لي: "اطمئن لن نطلب منك ان تغوص اسفل المياه بل ان تجلس امام شاشة عرض امامك متصلة بمركب يظهر ما هو موجود في باطن البحر وسوف نتحدث عن الملكة الساحرة "كليوباترا" أشهر ملكات مصر القديمة. وأخبرتها ان "كليوباترا" هي ملكة مصرية وان كانت أصولها اغريقية وكانت تتمني أن تحكم العالم كله من خلال مصر.. ولذلك فقد أحبت أقوي شخصين في العالم القديم- يوليوس قيصر- وانجبت منه ابنها الشهير قيصرون. والقائد الروماني العظيم- مارك أنطوني- والتي تحولت قصة حبهما إلي اسطورة. وقد شاهدت أسفل المياه الغواصين وهم يغوصون وامامهم تماثيل لأبو الهول وأواني فخارية. بالإضافة إلي أرضية مرصوفة من الحجر الجيري.. وقد توقعت ان هذه الآثار الموجودة امامي تخص الملكة "كليوباترا" لأن الأرضية المرصوفة من الحجر الجيري وأنها ترجع إلي العصر البطلمي والتماثيل الخاصة بأبو الهول.. يمكن ان توضع امام أي قصر من القصور الملكية. أما الأواني فقد تكون أواني النبيذ الذي كان يشربه الملوك داخل القصر الملكي.. ونحن نعرف من خلال ما كتبه المؤرخون القدماء ان الملكة "كليوباترا" قد بنت قصراً جميلاً في هذا المكان. بل ويقال انها بنت ايضاً قصراً ل "مارك أنطوني" ولنفسها شيدت مقبرة بجوار القصر اضافة إلي معبد خاص بالإلهة "إيزيس".. وقد قمت منذ شهور قليلة بالاشتراك في عملية إخراج بوابة هذا المعبد. وليس لدينا أي دليل ان الملكة "كليوباترا" قد دفنت داخل المقبرة. ولا يعرف أحد المكان الذي دفنت فيه. بل لم يحاول أحد حتي الآن ان يبحث عن قبر هذه الملكة الشهيرة. ولكن ولأول مرة يتم فيها البحث عنها مقبرة الملكة "كليوباترا" عن طريق البعثة المصرية التي أقودها بالاشتراك مع كاثلين مارتن أثرية من جمهورية الدومينيكان حيث الاعتقاد أن هذه الملكة الساحرة يمكن ان تكون قد دفنت داخل معبد تابوزيرس ماجنا الذي يقع علي بعد 50 كم غرب مدينة الإسكندرية وذلك لأسباب منها ان هذا هو المكان الديني المناسب لدفن "إيزيس" التي تساوي "كليوباترا" مع "أوزوريس" الذي يساوي "مارك انطوني".. ومازلنا نبحث.. وكل ما كشفنا عنه في المعبد وحوله آثار مهمة منها تماثيل وعملات تخص أشهر ملوك وملكات مصر في العصر البطلمي ومنهم "كليوباترا". أما المفاجأة التي شاهدتها امامي علي شاشة التليفزيون فهو وجود طائرة تقع أسفل المياه بمنطقة الشاطبي بجوار جبل السلسلة وهذه الطائرة غرقت عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية واستطاع الطيار ومساعدوه القفز منها قبل سقوط الطائرة في المياه في ذلك المكان. وكان العثور علي الطائرة لا يقل إثارة عن مشاهدة بقايا قصر الملكة الجميلة "كليوباترا"..!