مبارك يحذر والمعارضة تقرر التصعيد
حذر الرئيس المصري حسني مبارك من تحول الحراك السياسي الذي تشهده مصر إلى ما سماه انفلاتا يعرض مصر لمخاطر الانتكاس، وطالب من سماهم رافعي الشعارات بالاجتهاد لتقديم حلول عملية لما يعانيه المواطنون من مشاكل. وفي أول خطاب له منذ تعافيه من العملية الجراحية التي أجراها في مارس/آذار الماضي بألمانيا، قال مبارك (82 عاما) في احتفال بعيد العمال نظمته الاتحادات النقابية إنه لا يزال ملتزما بالإصلاحات السياسية وإنه يدعم انتخابات حرة وقضاء مستقلا في البلاد. ووجه مبارك رسالة إلى معارضيه حذرهم فيها من تجاهل ما أقره الشعب المصري من تعديلات دستورية. وأعلن تأييده لحالة "التفاعل المجتمعي النشطة في اتجاه الإصلاح" رافضا الأفكار التي "تخلط بين التغيير والفوضى".
وطالب الرئيس المصري في خطاب مدته 30 دقيقة من سماهم رافعي الشعارات بالاجتهاد في تقديم حلول عملية لما يعانيه المواطنون من مشكلات وبخاصة رفع مستوى محدودي الدخل وطرح رؤيتهم في التعامل مع مخاطر ما سماه الإرهاب. وقال أمام حشد من النقابيين "أقول لمن يرفعون الشعارات إن ذلك لا يكفي لكسب ثقة الناخبين وإن عليهم أن يجتهدوا لإقناع الشعب برؤية واضحة عليهم أن يجيبوا على تساؤلات البسطاء من الناس". وأضاف أن الناخبين "يحتاجون إلى إجابات كي يمنحوا ثقتهم، لا إلى شعارات خالية من أي برامج أو أفكار حقيقية للتغيير.. وعلى من يرفع الشعارات أن يقدم برنامجه ويطرح أفكاره ويعلن عن سياسته.. وينتظر الناخب ليقول رأيه فيما يطرحه من خلال صندوق الانتخابات". وفي تلميح إلى مطالب العمال واحتجاجاتهم المتواصلة بتحسين الأجور، أكد على حق العامل المصري في الحصول على أجور مجزية تتحسن عاما بعد عام ومعاشات تراعي التضخم وغلاء الأسعار عند التقاعد، وتأمين من البطالة لحين عودته لسوق العمل.
دعوة الإصلاح ولكن المعارضة المصرية رفضت أوصاف الرئيس مبارك لها وأكدت أنها أكثر جدية في دعواتها للإصلاح وقررت في اجتماع عقب خطابه تصعيد مطالبها، قائلة إن البلاد تمر بمأزق في كل مناحي الحياة بسبب سياسات الحكومة الحالية. ويعتصم بعض العمال أمام البرلمان المصري منذ أسابيع، وهو تحرك جديد في بلد يحظر قانون الطوارئ المفروض فيه منذ عقود إلى حد كبير أشكال المعارضة الشعبية في الأماكن العامة.
وتشهد مصر نهاية العام الحالي انتخابات تشريعية تليها مطلع العام القادم انتخابات رئاسية. ولم يعلن مبارك الذي يحكم البلاد منذ 1981 نيته الترشح لولاية سادسة من ست سنوات. ويقول مراقبون إن نجله جمال أو أحد أعضاء المؤسسة السياسية أو العسكرية قد يترشح للمنصب في حال أحجم مبارك عن ذلك.
وتتجه الأنظار إلى محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مرشحا بعيد الاحتمال، إذ لم يتضح ما إذا كان سيسمح له بخوض الانتخابات.