تعلمنا في كلية الاعلام العريقة, وظائف ومهام كثيرة للرسالة الإعلامية, سواء كانت مقروءه أو مسموعة أو مرئية, ولست اذكر من بينها عرض الفضائح بأبطالها وألفاظها وتفاصيلها المخجلة. فحقيقة لم اصدق عيني ولا اذني, وارغمت نفسي وكل حواسي علي مدي أكثر من نصف ساعة لمتابعة تفاصيل مهزلة خلاف زوجي لم اقف عليه منذ بداية الحلقة التي يديرها مذيع بلقب دكتور, ولكني عرفت من السياق انه اتهم بالخيانة يوجهه الزوج إلي زوجته مع شخص كان يستخدمه كسائق للاسرة, والمؤلم ان أيا من الطرفين لم يستح من الظهور علي هذه الفضائية الوليدة, كما لم يستح الزوج ان ينطق بالشتائم بل وأن يسب الدين في حضور طفليه, ويصرخ مهددا زوجته: سأقتلك واقتل اخوكي وال(..) السواق! ما المذيع الدكتور فقد تقمص عدة ادوار فشل فيها كلها باقتدار, فتارة يقول للزوج بالحرف الواحد: انت غلطان انك اتجوزتها, طلقها بقي, وسيبها لربك الذي يمهل ولايهمل, وتارة ينصحه بالتسامح وكظم الغيظ, قائلا: ده انت مسلم يا راجل! وعندما جاء الدور علي الزوجة قال لها:انا عايزك تعتذري له امام المشاهدين ويقلع الجزمة ويضربك! وبعدها دعا الدكتور المشاهدين لاستفتاء علي الهوا: هل يمسك الرجل زوجته ويسامحها؟ ام يطلقها فورا علي الهواء؟ وانا بدوري اعلن عن استفتاء ادعو للمشاركة فيه الغيورين علي القيم والأديان ورسالة الاعلام: هل نحاكم مثل هذا المذيع وفضائيته التي لم تحاول التدخل وقطع البث أو حذف الصوت, أم نتركه وأمثاله يلطخون أسماعنا وابصارنا وعقولنا بفضائح الحياة الخاصة في برنامج يحمل للأسف اسم هذا البلد؟