الشروع في قرع الطبول والدق علي الدفوف ليس دائما دعوة اعلان الحرب.. ولكن في احيانا كثيرة تقرع الطبول للحيولة دون اندلاع الحرب والتحذير من الكوارث عبر شحذ الهمم وتكثيف الحراك السياسي والدبلوماسي. لاقناع الاطراف المتصارعة إلي الالتفاف إلي ساعات الصفر والامتناع عن الوصول إلي مغامرة حد السيف , وبالتالي الاسراع بتقديم التنازلات بغية التفتيش عن مخارج عاجلة بدلا من الوقوع في شرك الحرب الشاملة المتأججة نيرانها علي اكثر من جبهة وصعيد عربي واقليمي حاليا, حيث بات هناك دلالات عسكرية وسياسية كاشفة لا تخطئها العين طيلة الاسابيع الماضية بان الجميع في منطقتنا ذاهبون حتما إلي الحرب والتي لن تكون حربا خاطفة او علي غرار حرب الايام الستة او السبعة بل ستكون اقليمية موسعة وطويلة الامد علي جبهات عدة وبلاعبين كثر. فإيران التي تعني احمد نجاد صاحب تجليات الخطاب السياسي الزاعق والمنفلت المنادي دوما بأدبيات الحرب والاحراق والتدمير والنسف تلك اللغة التي ستكون وبالا تصنع مستقبلا مظلما لاكثر من700 مليون يسكنون الشرق الاوسط. نجاد هذا الذي يقود بلاده إلي سيرة صدام حسين الأولي والذي يعلم يقينا ان بلاده لابد ان تخوض المعركة والاستهداف الاكبر من قبل اسرائيل وامريكا ودول الاتحاد الاوروبي الذين لن يقبلوا لهذا المغامر بامتلاك سلاح نووي طال الوقت أو قصر. وفي المقابل حتما سيدفع العرب فواتير واثمان هذا التناطح الاسرائيلي الايراني. في عديد من دول الشرق الاوسط باتت بالفعل النار تحت الرماد واستنتاجات الذهاب إلي الحرب قائمة خلال الصيف الحالي او الخريف القادم علي اكثر تقديرحسب منسوب ومعطيات المؤشر العسكري الاسرائيلي وبنك التسريبات الإسرائيلي الذي لا ينضب, فضلا عن سلة قفازات التحدي التي يقذف بها ايهود باراك وموشيه يعانون قادة الحرب في تل أبيب طيلة الوقت في وجه قادة فريق الممانعة بالمنطقة. ويخطيء من يظن هذه المرة ان حزام النار سيكون بمنأي عن بلاده, فالنار ستحرق اصابع اللاعبين جميعا وتتصاعد وتعلو ألسنتها علي جبهات عدة في تلك المنطقة حيث ينتظر كثيرون حرب الخلاص تلك. فهل بيننا في الشرق الاوسط أو داخل البيت الابيض من عاقل بارع فيسارع هذه المرة بنزع فتيل وإبطال صواعق التفجير ويمنع الجميع في إسرائيل وايران وسوريا ولبنان من الضغط علي زناد التفجير في مقابل طرح المبادرات الخلاقة لإنهاء دوامة الصراع العربي ـ الإسرائيلي وإقصاء برامج الاسلحة النووية في الشرق الاوسط وفي مقدمتها برنامج الغموض النووي الاسرائيلي ودفع اصحابه إلي القبول باستحقاقات السلام هذه المرة. الجميع في تلك المنطقة ينتظرون تحقيق حلم السلام مهما ارتفعت الاكلاف والفواتير مقابل إنهاء سنوات الدم والدموع في الشرق الاوسط.